أدانت جامعة الدول العربية أول أمس الاثنين الانتهاكات الإسرائيلية المتصاعدة في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة ومواصلة الاعتداءات على قطاع غزة المحاصر. محذرة من التأثيرات السلبية لهذه الممارسات على جهود إحياء عملية السلام. وقال السفير محمد صبيح الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة في الجامعة، في تصريحات للصحفيين، إن ما تقوم به إسرائيل «ليس جديدا وليس غريبا لأن سياستها تسير منذ عقود على هذا النهج»، مشيرا إلى أن إسرائيل دأبت، كلما اقترب المجتمع الدولي من دفع الطرفين نحو مفاوضات جادة، على تصعيد الموقف وشن هجمات على الشعب الفلسطيني. وأكد أن ما تقوم به إسرائيل حاليا من استمرار في الأنشطة الاستيطانية أو اجتياح للضفة الغربية هو ضرب لعملية السلام في جذورها، موضحا أن هذه الممارسات والاستفزازات ستؤثر سلبا على كل توجه نحو تحقيق السلام. وطالب صبيح الإدارة الأمريكية بضرورة الضغط من أجل فرض تدابير بناء الثقة للدخول في مفاوضات جادة، مذكرا بأن الجانب العربي حدد الأسس والمطالب التي يتعين أن تتوفر من أجل العودة إلى المفاوضات المباشرة مع الجانب الإسرائيلي. وأوضح صبيح أن الدول العربية أكدت للعالم أجمع أنها ليست ضد المفاوضات المباشرة شريطة تحديد أسس واضحة تتعلق بحدود الدولة الفلسطينية ومناقشة الملف الأمني ووقف الاستيطان. وحول إمكانية تأثير قرار الاجتماع الأخير للجنة المبادرة العربية للسلام بتحديد متطلبات المفاوضات المباشرة على تنفيذ القرارات العربية الخاصة بملاحقة إسرائيل في جرائم الحرب في غزة والاعتداء على أسطول الحرية، أكد صبيح أن كل القرارات التي صدرت عن مجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية سيستمر تنفيذها وأن التحركات مستمرة في كل المحافل سواء لدى اليونسكو أو الأممالمتحدة أو غيرها من أجل معاقبة المتسببين في هذه الجرائم. عمرو موسى .. العرب لن يقبلوا بمفاوضات مباشرة مع إسرائيل بدون ضمانات وأكد الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى أن العرب لن يقبلوا الدخول في مفاوضات مباشرة مع إسرائيل بدون ضمانات. وقال موسى في تصريح له أول أمس إن المفاوضات بدون ضمانات وشروط مسبقة تعتبر بمثابة ستار لإسرائيل ورئيس وزرائها بنيامين نتنياهو لمواصلة الاستيطان وتهويد القدس، محملا الدول العربية التي توافق على مفاوضات بدون ضمانات المسؤولية عما يحدث. وأضاف أن أية مفاوضات مع إسرائيل، سواء كانت مباشرة أو غير مباشرة، تستدعي قواعد وضمانات وأجواء يمكن من خلالها الوصول إلى نتيجة «بدلا من الطريقة التي مشينا عليها لسنوات طوال من المفاوضات من أجل المفاوضات». وذكر موسى بالرسالة التي بعثت بها لجنة متابعة مبادرة السلام العربية في اجتماعها الخميس الماضي للرئيس الأمريكي باراك أوباما والتي تتضمن التأكيد على أن العرب لا يرفضون المفاوضات كأساس للوصول إلى حل عادل سواء كانت مباشرة أو غير مباشرة. وقال إن العرب» لن يقدموا أكثر مما قدموه في اجتماع هذه اللجنة «مشيرا إلى أن الجانب العربي قدم مبادرة سلام مفصلة، فيما لم تقدم إسرائيل أي مبادرة تتعلق بالسلام. وكانت لجنة متابعة مبادرة السلام العربية قد وجهت في اجتماعها الخميس الماضي على المستوى الوزاري رسالة للرئيس الأمريكي تتضمن تصور الجانب العربي لأية عملية سلام ومتطلبات الدخول في مفاوضات مباشرة مع إسرائيل، على أن تكون جادة ونهائية مع وضع جدول زمني محدد لمفاوضات الحل النهائي.