انطلاقة ناجحة ورهان يسعى إلى الانفتاح أكثر على جهة تادلا أزيلال كقطب اقتصادي وطني ذي مؤهلات إستراتيجية تم يوم الأربعاء الماضي، افتتاح النسخة الأولى للمعرض الدولي لتربية الماشية، بضيعة جمعية تربية المواشي بجماعة سيدي حمادي إقليم الفقيه بن صالح، بحضور كل من وزير الفلاحة و الصيد البحري ووزير السياحة والوزير المنتدب لدى وزير الداخلية ووزير التعليم العالي ووزير الوظيفة العمومية ووالي الجهة وعاملي الفقيه بن صالح وأزيلال ورئيس مجلس الجهة ورؤساء المجالس الإقليمية والبرلمانيين والمنتخبين وممثلي السلطات المحلية . الوفد الوزاري وبقية الحضور، اطلع على جميع أقطاب المعرض الستة، الذي يتأثث البعض منها بمختلف أنواع الأبقار والماشية والأرانب والدجاج، فيما تعرض الأخرى المعدات الفلاحية وآخر الابتكارات التقنية والتكنولوجية التي تهم إجراءات المكننة وأنشطة تربية الماشية، فيما خصص جانب مهم آخر لتنظيم عمليات البيع (الدلالة) خصوصا لثيران التسمين الناتجة عن الانتقال الصناعي الذي يعرف طفرة قوية بجهة تادلا أزيلال . وقد قُدمت بهذه المناسبة للوزراء عدة شروحات ركزت بالأساس على وظيفة المعرض في تنمية تربية الماشية، وعلى أدواره الطليعية في خلق أواصر التواصل بين الفاعلين الاقتصاديين محليا جهويا ووطنيا. يشار إلى أن افتتاح هذه التظاهرة بشكلها المتميز والعادي، يعود بالأساس حسب المنظمين إلى تضافر كافة الجهود بين المجلس الجهوي وولاية جهة تادلة أزيلال والمجالس الإقليمية الثلاثة وغرفة الفلاحة والمديرية الجهوية للفلاحة وجمعية مربي الماشية بتادلة، وإلى، وهذا هو الأهم، الإشراف اليومي لعامل إقليم الفقيه بن صالح، الذي لم يتوانى إطلاقا في السهر على سير الأشغال وعلى تتبع كل الأنشطة وذلك بهدف بلوغ المقصد العام الذي يتمثل أساسا في إنعاش و تثمين تربية الماشية بالمغرب وإتاحة الفرصة لجميع الفاعلين بهذا القطاع الاستراتيجي قصد التحاور وتبادل الآراء عن آخر الابتكارات التقنية والتكنولوجية والتنسيق. حدث الافتتاح هذا، كان مناسبة لرئيس جمعية المعرض، الذي عبر خلالها عن اعتزازه الكبير باسم كل الفاعلين الاقتصاديين وسكان الجهة بالتشريف المولوي للمعرض، مؤكدا أن الجهة تتقاسمه نفس الشعور و المودة و الاحترام آملا أن يشرف صاحب جلالة الملك محمد السادس أبناء الجهة بالحضور خلال النسخة الثانية. وقال إن المعرض بالرغم من الإكراهات الطبيعية ( تهاطل الأمطار) التي حالت دون تحققه بالمستوى الذي كنا نطمح، سيشكل ولا محالة نقطة تحول خاصة في المسار التنموي الكبير الذي أعطى انطلاقته صاحب الجلالة، لاعتبار بسيط يتصل بالجهة، التي أصبحت الآن تتوفر على رصيد عريض في المنظومة الفلاحية، حيث وصل عدد رؤوس الأبقار إلى 2,7مليون رأس، و17,5 مليون رأس من الأغنام، و 180ألف من الإبل و 160ألف من الخيول أي ما مجموعه 25 مليون رأس بالمغرب . ونظرا أيضا لاحتواء الجهة على مجموعة من الجمعيات الجادة كجمعية منتجي اللحوم الحمراء و جمعية مربي الماشية، وعلى مؤسسات صناعية كبرى ذات إشعاع وطني وإقليمي من حيث الإنتاج والجودة، منها وحدات إنتاج الحليب ومعمل كوزيمار، الذي يوفر الجزء الأهم من علف الماشية. ولذا أصبح لزاما علينا اليوم، يقول المتحدث، العمل على تأطير الفلاح وتوعيته بميكانيزمات الفلاحة العصرية و صناعة تربية الماشية، التي تحظى في الجهة بأهمية إستراتيجية نظرا لما توفره من امن غدائي، وبالمقابل دعا المتحدث إلى ضرورة العمل على محاربة كل أشكال التلاعب والاحتيال التي تسعى إلى الاستحواذ على أرباحه. وفي السياق ذاته، قال عبد الله مكاوي رئيس جمعية مربي الماشية، إن جهة تادلة أزيلال تستقر بقلب المغرب وعلى مقربة من أهم المحاور الطرقية للبلد داخل المناطق الأكثر خصوبة و تتوفر على مساحة فلاحية تصل إلى 570ألف هكتار منها 185ألف هكتار من الأراضي المسقية و 385ألف بورية بالإضافة إلى مزايا البنى المناخية والجغرافية ومعروفة بجودة تربتها من الناحية الجيولوجية، وأكد أن قطاع تربية الماشية يحقق رقم معاملات سنوي في حدود 35مليار درهم تمثل 44% من رقم المعاملات الفلاحي وتصل مساهمة لحوم الأبقار إلى في هذا الرقم إلى 37%متبوعة بلحوم الأغنام والماعز 30% ولحوم الدواجم16% والنتاج الحليب 15%، كما يشغل القطاع حاليا 2.5 مليون شخص 15%منها يشتغلون في تربية الأبقار و18%في إنتاج الحليب. من جهته، أبرز المدير الجهوي للفلاحة بجهة تادلة أزيلال، كمال بنونة، أن هذه التظاهرة، تتميز بمشاركة عارضين من إسبانيا وإيطاليا وألمانيا إضافة إلى المغرب، بأجود أنواع سلالات الأبقار والعجول الشيء الذي سيغني فلاحي وكسابي المنطقة عن اللجوء إلى الاستيراد من الخارج. واعتبر بنونة هذا المعرض، الذي ينظم على مساحة 7700 متر مربع مغطاة، مناسبة للتعريف بجودة منتوج المنطقة من اللحوم الحمراء والحليب، وفرصة للفلاحين لتسويق مواشيهم، متوقعا استقطاب حوالي 150 ألف زائر من الفلاحين والكسابة. وحسب معطيات المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي، فإن سلسلة اللحوم الحمراء تحتل مكانة مهمة بالجهة التي تساهم بمعدل إنتاج يقدر ب 45 ألف طن سنويا، وذلك بفضل المؤهلات العالية التي تتجلى في استغلال قطيع مهم يقدر ب270 ألف رأس من الأبقار، ومليون و400 ألف رأس من الأغنام جلها من سلالة السردي، و600 ألف رأس من الماعز. ونظرا لهذه الأهمية، فقد حظيت سلسلة اللحوم الحمراء باهتمام خاص في المخطط الفلاحي الجهوي الذي تم إعداده في إطار مخطط المغرب الأخضر، والذي يهدف إلى الرفع من كميات اللحوم المنتجة إلى مستوى 90 ألف طن سنويا في أفق 2020 وذلك عبر وضع إستراتيجية فعالة ابتداء من مرحلة الإنتاج إلى مرحلة التسويق مرورا بعملية التصنيع (وحدات عصرية لتثمين اللحوم الحمراء). وعموما يبقى الرهان الآن، بعد ما سمحت هذه المزايا مجتمعة في تحقيق إقلاع تنموي لجهة تادلا ازيلال لكي تصبح قطبا فلاحيا مهما، اشتهر بأهمية وتنوع إنتاجه، بما أنها تساهم بحوالي 14% و11% في الإنتاج الوطني على التوالي للحليب واللحوم بإنتاج إجمالي يصل إلى 250 مليون لتر من الحليب و42 ألف طن من اللحوم. هو تطوير المعرض مستقبلا ليصبح من كبريات المعارض على الصعيد الوطني وقبلة لكل الفاعلين الاقتصاديين وذلك ليس ببعيد بما انه تم تحث الرعاية السامية لصاحب الجلالة.