أكد مصدر مسؤول من مديرية الأدوية بوزارة الصحة أن الوزارة أقرت إعادة تسويق دواء «ديان 35» (DIANE 35 ) بعد أن ثبت عدم وجود تغير في تقييمه كدواء ضمن معادلة الفوائد مقابل المخاطر التي يتم الاستناد إليها عادة في عملية التقييم. وكانت الوزارة قد أصدرت في فبراير الماضي قرارا بتوقيف تسويق هذا الدواء وتعليق تراخيص بيعه في الصيدليات، خلال أجل ثلاثة أشهر، بسبب شكوك حامت حول تسببه في خطر تخثر الدم بارتباط مع بعض الإصابات بالجلطة القلبية في أوربا، حيث عمدت الوكالة الفرنسية للسلامة الدوائية في حينه إلى منع تسويق «ديان 35». وجاء قرار الوزارة آنذاك منسجما مع الشروع في إعادة تقييم الدواء من قبل المفوضية الأوربية والوكالة الفرنسية. إلا أن المفوضية الأوروبية عادت في بداية شهر غشت الماضي إلى التأكيد على ضرورة إعادة تسويق الدواء بعد أن أنهت عملية التقييم وحصلت على موافقة الدول الأعضاء، مما جعل الوكالة الفرنسية للسلامة الدوائية تلتزم بدورها برفع الحظر عن «ديان 35». وأوضح مصدرنا من وزارة الصحة، في اتصال هاتفي أجرته معه بيان اليوم، أن الشركة المنتجة للدواء قد قامت على إثر ذلك بتقديم طلب إلى اللجنة الاستشارية الوطنية لليقظة الدوائية، التابعة لوزارة الصحة، بإعادة تسويق هذا الدواء، وأرفقت الطلب بالوثائق التي تثبت عدم تغير تقييم «ديان 35» كدواء فعال لمعالجة حب الشباب. وبعد دراستها لهذه الوثائق قامت اللجنة بوقف قرار تعليق التسويق والبيع الذي كانت قد أصدرته في منذ شهور. وللتذكير فإن دواء «ديان 35» مصرح له بالبيع في الصيدليات بالمغرب منذ 1990، حصريا كعلاج لبعض الاضطرابات الهرمونية عند النساء والمسببة لحب الشباب الحاد، أو فرط في نمو للشعر بتوزيع ذكري عند المرأة أو داء الثعلبة )تساقط شعر الرأس(، لكن الجدل المثار منذ أشهر حول مخاطره ارتبط أساسا باستعماله بكيفية غير سليمة من قبل بعض النساء وخاصة كمانع للحمل ولفترات طويلة. وبالتالي فإن قرار تعليق تسويقه سواء في أوربا أو المغرب جاء في سياق الحث على ترشيد استعماله وهو ما أكدت عليه الوكالة الأوربية للدواء مشددة على ضرورة استخدامه لوظيفته الرئيسية والمتمثلة في معالجة حب الشباب، حيث أوصت الوكالة بتحديد أغراض وصفه للمرض من قبل الأخصائيين وكذا عدم استعماله من قبل الأشخاص الذين يعانون من خطر الإصابة بالجلطة القلبية. وكانت وزارة الصحة قد ذكرت في بلاغها الصادر قبل أشهر أن «لهذا الدواء مفعولا مانعا للحمل، إلا أنه غير مرخص له بالتسويق بهذه الصفة في المغرب وفي دول أوروبا وأمريكا الشمالية، وبالتالي فإن مدة العلاج بهذا الدواء تقتصر على تحسن الأعراض الجلدية التي وصف لها، ولا يمكن أن يستعمل كمانع للحمل». ودعت وزارة الصحة في بلاغها النساء اللواتي يستعملن الدواء كمانع للحمل إلى «استشارة أقرب مركز صحي أو عيادة طبية لتزويدهن بالمعلومات اللازمة، ووصف وسيلة منع الحمل الملائمة لهن». كما أهابت بالصيادلة إلى عدم تسليم هذا الدواء إلا بوجود وصفة طبية، مشيرة إلى وجود خلية دائمة للاتصال بمركز محاربة التسمم واليقظة الدوائية التابع لوزارة الصحة، لفائدة مهنيي الصحة والمواطنين، تتلقى 24 ساعة/24 و 7 أيام /7 التبليغات عن الآثار الجانبية للأدوية على الرقم لاقتصادي 0801 00 01 80.