بنكيران: لا يمكن إجهاض البحث العلمي أو توجيهه أجمع المتدخلون أمس الخميس بالصخيرات، في الجلسة الافتتاحية للمناظرة الوطنية الأولى للبحث التنموي في مجال الفوسفاط، على مدى أهمية المناظرة التي تسعى إلى إعطاء دينامية جديدة ورافعة قوية للبحث العلمي والتقني بالمغرب حول الفوسفاط، من خلال وضع آليات استراتيجية طموحة في هذا المجال وجعل البحث رافعة على الصعيد الوطني ومرجعا عالميا. وفي هذا الصدد، قال لحسن الداودي وزير التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر، إن استغلال الفوسفاط يعتبر أحد الركائز الأساسية للاقتصاد الوطني، حيث يتوفر المغرب على أهم احتياطاته العالمية، مضيفا، أن عولمة الإقتصاد تفرض اليوم تطوير الإنتاج، مما يلزم في نظره، بذل مجهودات من أجل استغلال الفوسفاط ومشتقاته. وأوضح الداودي أن المغرب أول مصدر للفوسفاط مما يجعله محتاجا إلى مزيد من البحث العلمي والابتكار من لتأقلم مع المعايير الدولية للتنمية المستدامة. وأكد الداودي بالمناسبة، أن الجامعة المغربية مؤهلة ومستعدة لخوض معركة البحث العلمي، وأن الحكومة عملت خلال العقدين الماضيين وبشراكة مع مؤسسات التعليم العالي والشركاء على إنجاز العديد من البرامج على المستوى الوطني، وأنه من المنتظر إطلاق العديد من المناظرات مع مؤسسات عمومية أخرى. وأبرز أيضا، أن 400 باحث مغربي في الجامعة يهتمون بهذا المجال ومجالات أخرى، وهناك استعداد لإنشاء صندوق بين الوزارة والمكتب الشريف للفوسفاط لتنمية البحث العلمي وأنه تم رصد 300مليون درهم للبحث العلمي هذه السنة. ومن جهته، قال مصطفى التراب المدير العام لمجمع الشريف للفوسفاط، إن هذه المناظرة بداية لتقوية العلاقة الاستراتيجية بين المؤسسات والمجمع الشريف للفوسفاط، منوها بعمل وزارة التعليم العالي ووزارات أخرى مثل وزارة الطاقة ووزارة التجارة والصناعة الذين جعلوا من الابتكار أولوية في عملهم. وأضاف التراب، أن الإبتكار يفرض نفسه، نظرا للتنافسية التي يعرفها مجال الفوسفاط، إضافة لكون الأمن الغدائي مرتبط بالفوسفاط الذي تستفيد منه الزراعات بشكل أساسي. وأكد أن المغرب يتوفر على 85 في المائة من احتياطي الفوسفاط بالمغرب على الصعيد العالمي، وأن المجمع يريد الرفع من قدراته الانتاجية والتصديرية، والاستثمار في إنتاج الفوسفاط (الأسمدة) خصوصا أن السوق كبير، ويجب أن يواكب ذلك التصنيع المتربط بالابتكار. وأشار أيضا، أن المكتب الشريف للفوسفاط بصدد العمل على بلورة اتفاقيات تهدف إلى تطوير إنتاج اليورانيوم، وأن هناك جهودا حثيثة تبذل في هذا الصدد مع عدة شركاء محليين وخارجيين، خاصة منهم العاملون في مجال البحوث النووية. وأشار التراب، إلى أنه في سياق انفتاح مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط، تم وضع مخطط لتحويل المكتب من شركة تهتم بشكل أساسي بالمعادن والتنقيب عنها وتصديرها، إلى مؤسسة خدمات تركز على إنتاج أنواع أخرى من الأسمدة، خاصة الرفيعة الجودة والتي تعرف إقبالا كبيرا في السوق الدولية، مؤكدا أنه لابد من أن تحظى عملية التحول هذه بالمصاحبة اللازمة من قبل كافة الفاعلين والمتدخلين في مجال الفوسفاط. في حين قال عبد الإله بنكيران رئيس الحكومة، لايمكن إجهاض البحث العلمي أو توجيهه سواء في مراحله الأولى أو بعد بلوغه مراحل نهائية ومتقدمة ، بدعوى أن مصالح بعض الجهات ستتضرر، مؤكدا أنه لا مجال للمجاملات على حساب المصلحة الوطنية، وأن الحكومة عازمة على أن يصل البحث العلمي إلى نتائجه. واعتبر بنكيران، أن المناظرة يجب أن تشكل انطلاقة لمجموعة من المناظرات واللقاءات الأخرى بين القطاعات والجامعات لتبادل التجارب، مشيرا أنه في مجال البحث العلمي، تم بذل مجهودات كثيرة رغم قلة الامكانيات وأن مردودية البحث بالمغرب وانعكاسه على المجتمع يمكن أن تكون ايجابية، داعيا في الوقت نفسه إلى ضرورة محاربة بعض الممارسات التي تعوق وصول وتحقيق نتائج البحث العلمي المنجز في المؤسسات والمعاهد الوطنية على أرض الواقع. وشدد ابن كيران على ضرورة خلق الحماس في البحث العلمي لكي ينتقل من وظيفة إدارية إلى حماس نضالي. واعتبر ابن كيران أنه يمكن أن يعطي البحث العلمي خطوات على مدى 20 عام ولكن نتائجه تبدأ في السنة الأولى ويجب أن تصل نتائج البحث العلمي إلى الواقع. تجدر الإشارة، أن هذه المناظرة، المنظمة من طرف وزارة التعليم العالي ومجموعة المكتب الشريف للفوسفاط، على مدى يومين، بمشاركة 500 مؤتمر يمثلون الأوساط العلمية الوطنية ونخبة من الباحثين في المهجر، والذين يشاركون في الندوات العامة والورشات التقنية المخصصة للبحوث التطبيقية في مجال الفوسفاط، كما سيقوم بتنشيط هذه الورشات باحثون مغاربة ومسؤولو البحث والتطوير بالمجمع الشريف للفوسفاط والذين سينكبون على إنجاز مخطط عمل خاص وذلك بوضع اللبنات الأولى لأسس الشراكة بين وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر والمجمع الشريف للفوسفاط في مجال البحث والتطوير حول الفوسفاط.