أشاد رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران، بمصطفى التراب الرئيس المدير العام للمجمع الشريف للفوسفاط، الذي قال عنه إنه من خيرة كبار الأطر المغاربة الذين أبانوا عن حنكة كبيرة على كافة المستويات. وأكد بنكيران، الذي كان يتحدث صباح اليوم على هامش انعقاد أشغال المناظرة الوطنية الأولى للبحث التنموي حول الفوسفاط بمدينة الصخيرات، أنه يعتزم تقديم الدعم اللازم لتطوير البحث العلمي في المغرب، وربطه بالقطاعات الاقتصادية والصناعية للمساهمة في الرفع من نجاعتها ومردوديتها، موضحا أن المغرب يعاني في الوقت الراهن من إشكالية عدم ارتباط البحث العلمي بالأنشطة الاقتصادية. رئيس الحكومة أردف قائلا "نحن متأخرون في الربط بين الجامعة وقطاعات المغرب الاقتصادية" مضيفا "لدينا شعور بأننا نتقدم لكننا لا نصل.... وهو ما يستدعي منا العمل على تطوير البحث العلمي التنموي والتركيز عليه بشكل أكبر". من جهته أشار لحسن الداودي، وزير التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر، أن المغرب بصدد إطلاق صندوق للبحث التنموي في المملكة سيخصص له غلاف مالي بقيمة 300 مليون درهم"، موضحا أن هذا الصندوق سيساهم في تمويل مشاريع في مجال البحث والتطوير والابتكار. بدوره أكد مصطفى التراب أن "المجمع الشريف للفوسفاط جعل من مسألة البحث التنموي محور استراتيجيته الصناعية، حيث لا يتوانى في الاستثمار في البحث التنموي، وتوفير تكوين من طراز عالمي، والتميز التشغيلي الذي يهدف إلى خلق مرجع بالنسبة لكل الصناعات الفوسفاطية، والمنتجات الجديدة وبرامج الاستثمار في أفق 2020 الذي خصص لها أكثر من 130 مليار درهم"، معتبرا أن "الابتكار يساهم في رفع مستوى التنافسية وإيجاد مصادر جديدة للنمو". محمد سؤال مستشار الرئيس المدير العام للمجمع الشريف للفوسفاط المكلف بالدراسات الاقتصادية، أكد أن "أهمية الفوسفاط في الأمن الغذائي العالمي تلزم على المجمع مسؤوليات ليست فقط على الصعيد الوطني بل مسؤوليات على المستوى العالمي أيضا، وأن يكون رائدا في مجال البحث التنموي والابتكار". واستطرد نفس المسؤول قائلا "لا يمكن للمجمع الشريف للفوسفاط الذي يشكل أكبر مصدر عالمي للفوسفاط أن يكون متخلفا عن البحث التنموي والابتكار...لذا فهو يستثمر على كافة المستويات المادية والبشرية والتقنية في هذا المجال". وذكر مستشار الرئيس المدير العام للمجمع الشريف للفوسفاط المكلف بالدراسات الاقتصادية، أن الOCP يعمل على الدفع بالبحث التنموي في مجال الفوسفاط على مبدأ الابتكار المفتوح القائم على الممارسات التطبيقية بشكل متواصل، والعمل على دمج الأفكار والموارد والنظم الإيكولوجية التكنولوجية من خلال إقامة شراكات مع المؤسسات البحثية، موضحا أن إطلاق المجمع الشريف للفوسفاط مشروع إنجاز جامعة محمد السادس المتعددة التخصصات التقنية يدخل في إطار سياسته المتعلقة بدعم البحث التنموي على المستوى الوطني. وأضاف أن هذه الجامعة تعد مؤسسة أكاديمية عالمية ودولية سيتم تشييدها في إطار مشروع "المدينة الخضراء محمد السادس" بابن جرير المتواجدة على بعد 80 كيلومتر شمال مدينة مراكش، وتشكل "مدرسة التدبير الصناعي" أول لبنة أكاديمية سيتم افتتاحها في قلب هذه الجامعة. وستفتح أبواب هذه الجامعة خلال سنوات قليلة قادمة، وستمنح فرصة لمتابعة التعليم العالي في مسالك الصناعة المنجمية، والتنمية المستدامة والتدبير الصناعي وهي مجالات تهم بشكل مباشر أنشطة المجموعة. كما ستوفر شعب الدراسة في مجالات الاقتصاد وعلم الاجتماع والبيئة، وستضم مختبرات البحث خاصة في المجال الكيماوي والمنجمي مما سيسمح بجلب كفاءاتمميزة للمجموعة. كما ستستقبل الجامعة باحثين دوليين في مجالات تخصص متنوعة، كما يمثل مشروع الجامعة معلمة تدعم صورة التعاون المتقدم في مجال صناعة الفوسفاط الذي ينتظر منه العالم إيجاد حلول لقضية الأمن الغذائي العالمي. إلى ذلك تسعى الدورة الأولى للمناظرة الوطنية للبحث والتطوير حول الفوسفاط، التي سيفتتح أشغالها رئيس الحكومة وعدد من الوزراء، إلى إعطاء دينامية جديدة ودفعة قوية للبحث العلمي والتقني بالمغرب حول الفوسفاط، من خلال وضع آليات استراتيجية طموحة في هذا المجال، وجعل البحث حول الفوسفاط رافعة على الصعيد الوطني ومرجعا عالميا.