على إثر سرد حياتها في قرية بأفغانستان تحت سيطرة طالبان اغتالت حركة طالبان الكاتبة الهندية سوشميتا بانرجي مؤخرا في شرق أفغانستان، وفق ما أفادت الشرطة التي قالت إن الاغتيال قد يكون دافعه كتاب روت فيه الكاتبة الفظائع التي ارتكبتها الحركة الإسلامية المتطرفة بحق السكان عموما والنساء خصوصا، أثناء توليها الحكم في التسعينات. وقال دولت خان زدران قائد شرطة مدينة شاران عاصمة ولاية بكتيكا لفرانس برس الخميس «عثرنا هذا الصباح على جثتها وقد اخترقها الرصاص بالقرب من مدرسة دينية» في ضواحي المدينة. وكان يؤكد بذلك أنباء صحافية. وقال زدران إن مسلحين اقتحموا منزلها وقاموا بتوثيقها وتوثيق أفراد عائلتها ثم اختطفوها. وأضاف أن التحقيق مع زوجها اظهر أن الخاطفين كانوا يلومونها «على ما قالته أو كتبته في الماضي، وما أصبح فيلما في ما بعد». وقال «أطلقت النار عليها عشرين مرة، واقتلعوا شعرها». ولم يتسن الاتصال بحركة طالبان، كما أنها لم تعلن مسؤوليتها عن قتل الكاتبة. لكن الحركة تمتنع عادة عن تبني أعمال قتل تستهدف مدنيين على الرغم من أنها تتبنى العمليات التي تستهدف عناصر الأمن الأفغان والجنود الدوليين. وكانت الكاتبة سوشميتا بانرجي المعروفة في الهند في التاسعة والأربعين من عمرها، ومتزوجة من رجل أعمال أفغاني هو جنبز خان الذي انتقلت قبل فترة قصيرة للعيش معه في افغانستان. وكانت تعمل في مستشفى في بكتيكا. وسوشميتا مؤلفة كتاب «زوجة كابوليوالا البنغالية» الذي تروي فيه قصة حياتها في قرية في افغانستان تحت سيطرة طالبان في التسعينات، بالقرب من المكان الذي اغتيلت فيه، وكيف تمكنت من الهرب. وهي قصة حولتها سينما بوليوود الى فيلم في 2003 بعنوان «الهرب من طالبان». وفي مقال نشرته في مجلة «اوتلوك» الهندية وصفت في وصول طالبان في أواخر التسعينات من القرن الماضي إلى قريتها والقمع الذي مارسته الحركة التي طردت من السلطة في 2001 بعد هجمات 11 سبتبمر 2001 في الولاياتالمتحدة. وكانت حينها تقدم المساعدة الطبية لسكان القرية. وكتبت انه «عندما وصل طالبان أمروني بإغلاق المستوصف، كما وضعوا لائحة بما هو ممنوع وما هو مسموح. بات ارتداء النقاب إلزاميا. والاستماع للإذاعة أو الموسيقى على مسجل ممنوعا. لم يكن يسمح للنساء بالذهاب إلى السوق. وأرغمت كل النساء على كتابة اسم أزواجهن بالوشم على يدهن اليسرى». وعندما شعرت بأنها مهددة في 1994 قررت الهرب ونجحت في حفر «فتحة في الجدران الطينية» في منزلها، وتمكنت من الوصول إلى السفارة الهندية في كابول ومنها رحلت الى كالكوتا. وقالت سنجانا روي شودوري من دار نشر «هاي هاوس انديا» الهندية انها «تحلت بشجاعة كبيرة للحديث عن هروبها من أفغانستان. كانت متزوجة من افغاني، وحاولت ان تعيش معه في افغانستان. لقد دفعت الثمن. إنها صوت جريء انطفأ». وتعتبر ولاية بكتيكا حيث قتلت سوشميتا بانرجي موئلا لمتمردي طالبان الذين يتمركزون على الحدود الباكستانية للولاية، شرق افغانستان. وبعض عناصر طالبان مقربون من المجموعات المتطرفة الباكستانية المناوئة للهند من الذين قاتلوا في كشمير، وخصوصا تنظيم عسكر طيبة المتهم بارتكاب اعتداءات بومباي الدامية في 2008 والتي خلفت 166 قتيلا. كما قاتل عناصر من عسكر طيبة ومجموعات متطرفة أخرى من تنظيم القاعدة جنود حلف الأطلسي إلى جانب طالبان في أفغانستان خلال السنوات الماضية، وفق مصادر أمنية غربية ومحلية.