سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
شبح التقسيم يتهدد المسجد الأقصى والسلطة تدعو العالمين العربي والإسلامي بالتحرك العاجل لحمايته وتطالب المجتمع الدولي بوقف العدوان الإسرائيلي عليه لمنع انهيار محادثات السلام
تصاعدت التحذيرات الفلسطينية من مخططات إسرائيلية يجري تنفيذها على أرض الواقع بهدف الوصول الى مرحلة تقسيم المسجد الأقصى ما بين المستوطنين والمسلمين. وجاءت التحذيرات من مخططات سلطات الاحتلال على ضوء المواجهات العنيفة التي اندلعت مؤخرا على أبواب الحرم القدسي وفي ساحاته جراء إقدام قوات الاحتلال على منع المصلين من الدخول للمسجد، وقمعهم بعد ان تصدوا للمستوطنين الذين اقتحموا الحرم القدسي في ساعات الصباح الباكر. وفيما أصيب عدد من المواطنين بالرصاص المطاطي وحالات من الاختناق جراء إطلاق الغاز المسيل للدموع عليهم من قبل قوات الاحتلال التي اعتدت عليهم بالهراوات، أدانت وزارة الخارجية الفلسطينية العدوان الإسرائيلي، محملة حكومة بنيامين نتنياهو المسؤولية الكاملة عن هذا العدوان وتداعياته . ودعت الخارجية في بيان صحفي العالمين العربي والإسلامي بالتحرك العاجل من أجل حماية الأقصى والمقدسات، والوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني في دفاعه عن القدس ومقدساتها، وهويتها السياسية والدينية والثقافية، مطالبة دول العالم كافة، خاصة الرباعية الدولية باتخاذ الإجراءات الكفيلة بوقف هذا العدوان، الذي يهدد بتقويض مفاوضات السلام الجارية بين الطرفين. جاء ذلك ردا على دعوات الجمعيات والمنظمات اليهودية المتطرفة لاقتحام الأقصى الأربعاء الماضي والصلاة فيه، وتقسيمه والسيطرة عليه، معززة بمواقف أوساط سياسية في الكينيست الإسرائيلي، تدعو لاعتبار باحات المسجد الأقصى ساحات عامة يسمح للجميع بدخولها والصلاة فيها. هذا وتواصل التنديد الفلسطيني بالاعتداء الإسرائيلي على المصلين والسماح للمستوطنين بالدخول للأقصى بمناسبة ما يسمى برأس السنة العبرية. واتهم أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه الحكومة الإسرائيلية وقوى اليمين المشاركة فيها «بالعمل على تقسيم المسجد الأقصى في القدس «، مشددا على ان إسرائيل «تنفذ مخططا لتحويل الوضع في المسجد الأقصى لحالة من التوتر المستمر بهدف تقسيمه على غرار ما فعلوه في الحرم الإبراهيمي بالخليل». ورأى ان ما يحدث في الأقصى «لا يستدعي فقط التوجه الى المجتمع الدولي بل يستدعى أيضا وجود وحدة موقف وطني وشعبي في مواجهة هذه السياسية الإجرامية العنصرية»، مطالبا مختلف قطاعات الشعب الفلسطيني ب» إبداء اليقظة الشاملة لمواجهة هذا الخطر الكبير الذي يتهدد المسجد الأقصى فعليا من قبل حكومة وعصابات التهويد». ومن جهته، قال عضو المجلس الثوري لحركة فتح ديمتري دلياني، أن حكومة الاحتلال ومن خلال إجراءاتها العسكرية المتوافقة مع اعتداءات مستوطنيها المتكررة تسعى الى تصعيد التوتر في الحرم القدسي الشريف، بهدف اختبار ردود الأفعال العربية والإسلامية وصولاً الى فرض أمر واقع يقضي بتقسيم الحرم مكانياً وزمانياً بين المسلمين واليهود. وأضاف دلياني أن الخطورة تكمن في أن الاحتلال سبق ونجح في تطبيق هكذا مُخطط إحلالي في الحرم الإبراهيمي في الخليل بُعيد المجزرة التي ارتكبها أحد المستوطنين بحق المصلين المسلمين، حيث انتهى الأمر بتقسيم الحرم الإبراهيمي مكانياً وزمانياً. ومن جهته، قال نائب الحركة الإسلامية في الداخل الأراضي المحتلة عام 1948 الشيخ كمال الخطيب أن ما قامت به قوات الاحتلال بمنع الفلسطينيين من دخول الأقصى المبارك كان الهدف منه منع المرابطين من الوصول إلى الأقصى و الدفاع عنه في وجه مخططات المستوطنين باقتحامه و القيام بصلوات تلمودية فيه. ومن ناحيتها، انتقدت الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات الاعتداء الإسرائيلي على الأقصى والذي تمثل بضرب المصلين بالهراوات وباحتجاز المرابطين داخل المسجد الأقصى المبارك وإغلاق أبوابه بالسلاسل، محذرةً من مواصلة السياسية الإسرائيلية القائمة على المساس بحرمة المسجد المبارك والاعتداء على المصلين وطلاب العلم داخله، منددةً باستمرار الاقتحامات اليومية الاستفزازية لباحات المسجد وتأدية الطقوس والرقصات التلمودية. وشددت الهيئة على ان سلطات الاحتلال تستغل الظروف العربية الداخلية الراهنة وتسليط الإعلام الضوء على ما يجري في الدول المجاورة، لتنفيذ مخططاته التهويدية والاستيطانية من خلال فرض أمر واقع جديد في المسجد الأقصى بفتح بواباته أمام المستوطنين، تمهيداً للسيطرة الكاملة عليه. ومن جهتها، أصدرت معظم الفصائل الفلسطينية الأربعاء الماضي بيانات تنديد وشجب واستنكار للعدوان الإسرائيلي على الأقصى، مطالبة شعوب العالم العربي بعدم الانشغال بأوضاعها الداخلية عما يحاك من مخططات اسرائيلية ضد الحرم القدسي بهدف تقسيمه بين المستوطنين والمسلمين.