جمع شارع محمد الخامس بالرباط، مساء الاثنين، طرفي الصراع في سوريا، الموالون لنظام بشار الأسد الذين حملوا صور بشار الأسد، وفي نفس الوقت والمكان المناوؤن للنظام والداعمون للإتلاف السوري المعرض حاملين الأعلام الخضراء. كان ذلك خلال الوقفة الاحتجاجية التي دعت لها مجموعة من التنظيمات السياسية والحقوقية الرافضة لأي تدخل عسكري في سوريا، ووقفة أخرى بمحاذاتها نظمتها الجالية السورية المقيمة بالمغرب، وبعض التنظيمات السياسية المغربية التي تؤيد التدخل العسكري ضد نظام بشار الأسد. كان المشهد معبرا عن إمكانية حل الصراع السوري، عن طريق اعتماد الخيار الديمقراطي والحوار الوطني، بدون أي تدخل، بين السوريين، حيث ردد المعارضون للتدخل العسكري شعارات تذكر بما اقترفه التدخل العسكري في العراق، وأكدوا على حق الشعب السوري في تقرير مصيره مع إدانتهم للتقتيل الذي يتعرض له على يد نظام بشار الأسد وكذا التنظيمات المسلحة، قالوا إنهم يراهنون على قدرة الشعب السوري الثائر على حسم الصراع دون تدخل عسكري الذي ينبئ بكوارث كبيرة في المنطقة برمتها، وسيخلف مآسي عديد للشعب السوري لا يمكن أن تندمل بين عشية وضحاه، علما أن ما يهم القوى الغربية وعلى رأسهم أمريكا هي مصالحهم الخاصة وليس مصلحة الشعب السوري. في المقابل، ردد المؤيدون للائتلاف السوري المعارضة شعار «الشعب يريد التدخل العسكري». وتطالب بالتدخل الفوري عسكريا ودون مماطلة، مؤكدين على أن ما يتعرض له الشعب السوري يوميا على يد نظام بشار الأسد يندرج ضمن جرائم ضد الإنسانية، وكرروا في هذا الصدد اتهامهم للنظام بإبادة الشعب السوري باستعمال الأسلحة الكيماوية المحرمة دوليا. وبالنظر إلى تقارب الوقفتين، دخل الطرفان في مشادات كلامية، كل واحد يحاول أن يقنع الأخر بصدق موقفه، لكن دون حدوث أي اشتباكات بينهما، مما دفع أحد الظرفاء للتعليق على المشهد قائلا «لو تعامل نظام بشار الأسد بنفس المنطق الذي يتعامل به هؤلاء المختلفون، لجنب البلاد حمام الدم الغارقة فيه، ولا جنبها أي تهديد عسكري من قبل القوى الغربية التي تنظر فقط الفرصة من أجل تقويض سيادة الشعوب واستقرارها». وكان الائتلاف المغربي لهيآت حقوق الإنسان قد حذر من أي اعتداء عسكري على سوريا وطالب باحترام حق الشعب السوري في تقرير المصير. كما وجه نداء لإنجاح الوقفة التضامنية مع الشعب السوري وأعلن الائتلاف المغربي لهيآت حقوق الإنسان، رفضه لأي تدخل عسكري في سوريا وحذر من أي قصف لها، وقال في بيان له «إن التدخل العسكري في سوريا لن يؤدي إلا إلى المزيد من تقتيل الشعب السوري، وتدمير حضارة بلده وما تبقى من مقدراته على غرار ما تم في العراق الذي تم تخريب بنياته التحتية والقضاء على منشآته وإدخاله في دوامة عنف لا متناهية».