في مقابل الوقفة الاحتجاجية التي نُظمت عشية الاثنين بساحة البريد في العاصمة الرباط، للتنديد بالتدخل الأجنبي المحتمل في سوريا للإطاحة بنظام بشار الأسد، كان عدد من أفراد الجالية السورية بالمغرب يردّدون شعارات "مضادة" تنادي بالتدخل العسكري الأجنبي، رافعين شعار "الشعب يريد التدخل العسكري". الوقفة الاحتجاجية التي نظمها أفراد الجالية السورية بالمغرب عرفت حضور شباب من حزب العدالة والتنمية، الذي يقود الحكومة المغربية، من بينهم نجل رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران الذي وقف في صفّ الجالية السورية المؤيّدة للتدخّل العسكري، وإن كان مكتفيا بالصمت دون ترديد الشعارات. نجل بنكيران دخل في نقاش "ساخن" مع بعض المشاركين في الوقفة المنددة بالتدخل العسكري الأجنبي في سوريا، حيث صرخ في وجه أحدهم "اليهود ما قتلوش من الشعب الفلسطيني داكشي اللي قتل بشار الأسد من الشعب السوري"،قبل أن ينسحب بعد أن احتدّ النقاش. ورغم أنه وقف في صفّ المؤيدين للتدخل العسكري الأجنبي في سوريا إلا أنّ ابن بنكيران (يمينا في الصورة) رفض الإدلاء بأي تصريح صحافي، إلاّ انه قال لهسبريس: "أنا لا أتدخّل أصلا في مثل هذه الأمور"، في تعبير منه عن رأيه ضمن إقدام عساكر الغرب على قصف سوريا الأسد. المشاركون في الوقفتين دخلا مرّات عدّة في مشادّات كلامية، حيث حاول كل طرف أن يبرهن على أنّ موقفه هو الأسلم، وإن كان الطرفان معا قد أجمعا على عدم الرغبة في التدخّل العسكري الأجنبي، "ماذا تريدون منّا أن نفعل بعد أن دمّر بشار الأسد سوريا؟" يقول منتصر عبد الحق، عضو المكتب التنفيذي لتنسيقية الشباب السوري في البلاد المغاربية ضمن تصريح لهسبريس. وفي الوقت الذي عنونت التنظيمات الموقّعة على البيان الموزّع في الوقفة الاحتجاجية ضد التدخل العسكري الأجنبي في سوريا، بيانها ب"رهاننا على الشعب السوري الثائر لا على التدخل الخارجي"، قال منتصر عبد الحق "أين كان هؤلاء الذين يحتجّون اليوم على التدخل العسكري في سوريا منذ أن بدأت مجازر بشار الأسد في حق الشعب السوري منذ سنتين ونصف؟" مضيفا "نحن لا نريد تدخلا عسكريا أجنبيا في سوريا، ولم نكن نرغب في أن تصل الأمور إلى هذا الحدّ، لكنّ بشار دمّر البلد، ونحن مع أيّ حل ليرحل نظامه، ولو تطلب الأمر التحالف مع الشيطان". وبخصوص التخوّف الذي يبديه البعض من أن تتحوّل سوريا إلى دولة فاشلة تعمّها الفوضى، في حال انهيار النظام القائم، قال منتصر عبد الحق، سوريا ستصير دولة فاشلة في حال ما إذا ظلّ بشار الأسد على رأسها، بل هي الآن دولة فاشلة، فماذا تنتظرون"، وأضاف "سوريا لن تكون دولة فاشلة بعد انهيار نظام بشار الأسد، لأن السوريين شعب حضاري، ويستطيعون أن يقيموا دولة مدنية تسَعُ الجميع، على أسس الحرية والديمقراطية والكرامة".