السلطة الفلسطينية تقدم ملاحظاتها حول المفاوضات لكيري الأحد القادم في روما بحضور وفد وزاري عربي الفلسطينيون يطالبون برد أميركي وحضور إنديك لجميع جلسات المحادثات التزاما بما قطعته واشنطن على نفسها أكدت مصادر فلسطينية رسمية الأربعاء بأن هناك ملاحظات لدى الجانب الفلسطيني على سير المفاوضات مع إسرائيل ستقدم لوزير الخارجية الأميركية جون كيري الذي سيلتقي بوفد وزاري عربي الأحد القادم في روما لاطلاعه على وجهة النظر الأمريكية بشأن مسار محادثات السلام الفلسطينية الإسرائيلية. وحسب المصادر فإن وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي سيطالب كيري أمام الوفد الوزاري العربي، بضرورة حضور المبعوث الأمريكي الخاص لعملية السلام مارتن إنديك لجميع جلسات المفاوضات المتواصلة بين وفدي المفاوضات برئاسة الدكتور صائب عريقات عن الجانب الفلسطيني وتسيبي ليفني عن الجانب الإسرائيلي، وذلك التزاما بما قطعته واشنطن على نفسها قبل الإعلان عن استئناف محادثات السلام نهاية يوليوز الماضي. وأكدت المصادر بأن المالكي سيقدم جميع الملاحظات الفلسطينية حول جلسات المفاوضات، وخاصة بشأن مرجعية تلك المفاوضات في ظل رفض طاقم المفاوضات الإسرائيلي بحث ملف الحدود على أساس حدود الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 رغم أن واشنطن تعهدت للجانب الفلسطيني بأن تكون تلك الحدود مرجعية في عملية السلام. وحسب مصادر فلسطينية مطلعة على سير المفاوضات فإن الرفض الإسرائيلي لبحث ملف الحدود على أساس حدود عام 1967 والغياب الأمريكي عن جلسات المحادثات، وتكثيف الاستيطان والتصعيد الميداني عقب العودة للمفاوضات، وربط إسرائيل إطلاق سراح الدفعة الثانية من الأسرى بتواصل جولات المفاوضات، استدعى بلورة عدة ملاحظات فلسطينية على العملية التفاوضية ستطرح على كيري خلال لقائه المرتقب الأحد القادم مع وفد وزاري عربي في روما، وضرورة الحصول على رد أمريكي واضح على تلك الملاحظات، وخاصة بشأن رفض إسرائيل بحث ملف الحدود على أساس حدود عام 1967 ومنعها إنديك من حضور جلسات المفاوضات. ومن جهته قال المالكي للإذاعة الفلسطينية الرسمية الثلاثاء بأنه سيعرض على كيري بحضور الوفد الوزاري العربي الأحد القادم في روما الملاحظات الفلسطينية حول العملية التفاوضية، متجنبا الإفصاح عن طبيعة وفحوى تلك الملاحظات. وأوضح المالكي بأن ملاحظات الجانب الفلسطيني ستستدعي ردا أمريكيا، واطلاع العرب عليها، مشيرا إلى أن وزير الخارجية الأميركي سيعرض على الوفد العربي الوضع التفاوضي من وجهة النظر الأمريكية. وكان المالكي أعلن الاثنين أن كيرى سيلتقي في العاصمة الإيطالية روما الأحد القادم بوفد وزاري عربى، وقال: إن اللقاء يأتي استكمالا للتواصل والاتصالات بين الوفد الوزاري العربي ووزير الخارجية الأمريكي. فكما هو معروف، فهو الثالث من نوعه ويقوم خلاله كيرى بوضع الوفد الوزاري في صورة التطورات الجارية في المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية ويستمع إلى مواقف الأطراف العربية بهذا الشأن. ويشارك في الوفد الوزاري العربي الذي تترأسه قطر وزراء خارجية ومسؤولون من الأردن والسعودية ومصر والمغرب وفلسطين، إضافة إلى الأمانة العامة لجامعة الدول العربية. ومن المقرر أن يلتقي كيري في نفس اليوم بروما مع بنيامين نتنياهو، وذلك في ظل همس في الأروقة السياسية الفلسطينية حول وجود ضغوط أمريكية على الرئيس الفلسطيني محمود عباس للاجتماع مع رئيس الوزراء الإسرائيلي لإعطاء دفعة للأمام لمحادثات السلام المتواصلة بين طاقمي المفاوضات، وفق وجهة النظر الأمريكية. وتأتي الضغوط الأمريكية لعقد لقاء بين عباس ونتنياهو لإعطاء دفعة لمحادثات السلام في الوقت الذي تجرى اتصالات لترتيب لقاء بين الرئيس الفلسطيني ووزير الخارجية الأمريكي في أوروبا، على ضوء لقاء الأخير بالوفد الوزاري العربي في روما. وفي ظل تواصل عقد جولات المفاوضات والمساعي لعقد لقاء بين عباس ونتنياهو لإعطاء دفعة لمحادثات السلام قال النائب الدكتور مصطفى البرغوثي الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية إنه لم يعد هناك من مبرر للبقاء في المفاوضات مع إسرائيل التي تواصل عمليات التوسع الاستيطاني والتهويد في القدس وهدم المنازل في الأغوار. وشدد البرغوثي في بيان صحفي الثلاثاء على أن إسرائيل تستغل المفاوضات غطاء لأعمال الاستيطان وهدم المنازل وتدمير الأراضي وممارسة القتل بحق الشعب الفلسطيني والذي راح ضحيته خمسة شهداء في مخيمي جنين وقلنديا منذ بدء المفاوضات. وأشار البرغوثي إلى أن إسرائيل اعتقلت حوالي مئة مواطن منذ الإفراج عن ستة وعشرين أسيرا من الأسرى القدامى في إطار سياسة الباب الدوار التي تنتهجها في عدوانها على الفلسطينيين. ودعا البرغوثي إلى التفكير في بدائل وعدم البقاء على مائدة التفاوض في ظل استغلال إسرائيل لانشغال المنطقة بما يجري من أحداث لتكريس نظام الفصل والتمييز العنصري. وأوضح البرغوثي أن الاحتلال الإسرائيلي يمارس سياسة تطهير عرقي بحق الشعب الفلسطيني وانه هجر منذ مطلع العام الحالي 800 مواطن بعد ان هدم400 منزل في القدس والأغوار. وقال النائب الدكتور مصطفى البرغوثي إن المراهنة على المفاوضات مع حكومة نتنياهو هي سراب، داعيا إلى اعتماد استراتيجية وطنية تقوم على أساس الإنجاز الفوري لاتفاق المصالحة الوطنية واستعادة الديمقراطية الفلسطينية وبناء قيادة وطنية موحدة لمواجهة الجرائم الإسرائيلية والاستيطان والتهويد في القدس ومجمل الأراضي المحتلة والتصعيد الشامل للمقاومة الشعبية بما فيها مقاطعة البضائع الإسرائيلية. هذا وعقدت الثلاثاء جلسة جديدة من المحادثات بين طاقمي المفاوضات، بعيدا عن وسائل الإعلام، في ظل التزام الطرفين بسرية المحادثات، التزاما بما طالب به وزير الخارجية الأمريكي جون كيري.