مسؤولو شركة أوزون وأجراؤها يتوصلون إلى اتفاق يتم بموجبه تجاوز النقط الخلافية وعودة النقابيين المطرودين إلى عملهم تمكنت ولاية الرباطسلا زمور زعير من نزع فتيل الأزمة التي كادت تعصف بتدبير مرفق النظافة على مستوى جماعات حسان، بوقنادل وسلا، وتغرق العاصمة في النفايات.. إذ توصل، في جلسة الحوار التي نظمت تحت إشرافها أول أمس الثلاثاء، مسؤولو شركة أوزون المكلفة بالنظافة وأجراؤها إلى توقيع محضر اتفاق تم بموجبه تجاوز النقط الخلافية بإرجاع أعضاء المكتب النقابي المطرودين وإلغاء العقوبات التأديبية التي كانت قد اتخذت تعسفا في حق مجموعة من العمال النقابيين، فضلا عن التعهد بتنفيذ المطالب الاجتماعية بما فيها التعويضات الخاصة بالأعياد الوطنية والدينية. وأفاد أحمد كرمي المنسق الجهوي للقطاع الخاص بالاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، في اتصال هاتفي أجرته معه بيان اليوم، أن الاتفاق الذي تم التوصل إليه على خلفية جلسة الحوار التي عقدها الطرفان (مسؤولو الشركة وممثلو العمال)، يعد بمثابة فتح صفحة جديدة في العلاقات داخل الشركة، حيث تعهد من خلاله المدير العام لأوزون عزيز بدراوي بالتراجع عن قرار طرد أعضاء المكتب النقابي وإرجاعهم إلى عملهم ببوقنادل، وإلغاء إجراءات التنقيل التعسفي في حق باقي مناديب العمال سواء على مستوى جماعة حسان أو سلا، ووقف ممارسات التضييق التي سجلت في حق بعض الأجراء. وأضاف المتحدث أن الاتفاق الذي تم تحت إشراف مسؤولي ولاية الرباط، سيمكن أجراء الشركة أيضا من الحصول على تعويضاتهم عن الأعياد الوطنية والدينية، ومنحة بمناسبة عيد الأضحى التي سترتفع من 1000 درهم إلى حوالي 1300 درهم، وذلك وفقا لما تنص عليه مدونة الشغل، مؤكدا أن مطالب العمال كانت تتمحور أساسا حول التزام الشركة بالاستجابة لحقوقهم، خاصة حق ممارسة العمل النقابي وتوفير الظروف الملائمة للعمل، مشيرا من جانب آخر أن العمل النقابي يبقى قوة اقتراحية تريد الارتقاء بالمردودية داخل الشركة وتحسين وضعية الأجراء، وليس ممارسة للاحتجاج فقط. هذا وكان عمال النظافة العاملين بشركة «أوزون» قد واصلوا إلى حدود يوم الثلاثاء الماضي إضرابهم المفتوح عن العمل الذي شرعوا في خوضه منذ يوم الجمعة الماضي مطالبين بإرجاع أعضاء المكتب النقابي الذين تعرضوا جميعهم للطرد ببوقنادل، وذلك بالرغم من انعقاد هذا اللقاء الذي أعدت له ولاية الرباط ليجمع بين مسؤولي هذه الأخيرة وممثلي العمال ومسؤولي الشركة لإيجاد تسوية للقضايا التي أججت الخلاف بين الطرفين. هذا علما أن الطرفين كانا قد عقدا جلسات حوار استمرت أسبوعا كاملا، لكن نتائجها لم تكن في مستوى ما تطمح إليه المكاتب النقابية، بالرغم من أن الإدارة كانت قد أبدت خلالها استعدادها لإرجاع المطرودين شريطة إعادة توزيعهم ونقلهم للعمل من جماعة بوقنادل إلى سلا، وهو الأمر الذي اعتبر من وجهة نظر المسؤولين النقابيين حينها تضييقا وضربا للعمل النقابي، إذ أكدوا أن وضع شرط نقل العمال جميعهم يعني تشتيت المكتب النقابي، وهو ما تم رفضه جملة وتفصيلا. وما كان قد أجج الخلاف أيضا هو لجوء الشركة على إثر اتخاذ الأجراء لقرار الإضراب إلى جلب أشخاص من مدينة فاس للقيام بأعمال النظافة عوض العمال المضربين، وتحول هؤلاء يوم الإضراب، يشير مصدر نقابي، إلى «بلطجية» مدججين بالعصي والأسلحة البيضاء وحاولوا اعتراض العمال المحتجين صبيحة يوم الاثنين خلال خوضهم للوقفة الاحتجاجية أمام مقر ولاية الرباط، حيث أشار ذات المصدر بأنه لولا تدخل عناصر السلطة حينها لحدث ما لا تحمد عقباه. هذا وبخصوص الاتفاق الجديد، عبر عدد من الأجراء عن ارتياحهم للنتائج التي تم التوصل إليها بعد الحركة الاحتجاجية التي نظموها طيلة الأيام السابقة، مبرزين أن هذا الارتياح ازداد على إثر تعزز صفوفهم بالتحاق حوالي 150 من العمال المنتمين للاتحاد العام للشغالين بالمغرب، واستجابة الشركة لمطالبهم بإرجاع المطرودين وإعمال مبدأ المساواة فيما يتعلق بمنحة العيد، على غرار الشركات الأخرى العاملة بتراب جماعات الولاية، خاصة على مستوى جماعة تمارة والتي تدبر شركة «ميكومار» بها مرفق النظافة، وشركة «أفيردا» المتواجدة على مستوى جماعة يعقوب المنصور، والتي كلها تقدم على التوالي منحة للعمال بمناسبة عيد الأضحى يصل مبلغها إلى 2000 درهم، ووحدها شركة أوزون التي لا يتعدى مبلغ منحتها 1000 درهم.