أسرة عثمان شكيب تطالب بمحاكمة عادلة لإبنها نظمت فعاليات مدنية وحقوقية مساء أول أمس الأربعاء، أمام السفارة الأوكرانية بالرباط، وقفة تضامنية مع الطالب عثمان شكيب المعتقل بأوكرانيا. واستنكرت هذه الفعاليات اللامبالاة بالحرية وبالحقوق المكفولة بمقتضى المعاهدات والاتفاقيات الدولية، ودعت إلى رفع الواقع غير المقبول الذي يوجد عليه الطالب المغربي المتابع في أوكرانيا على خلفية اتهامه بقتل أستاذ جامعي، يهودي الديانة. ويقول والد المتهم أحمد شكيب أن المحامي الأوكراني الذي يتولى الدفاع عن ابنه، الأستاذ ياغوزلاف كاندوزيوفيتش، أكد بدوره للعائلة أن كل الملابسات المحيطة بهذه القضية تؤكد براءة الطالب المغربي، وأن هناك نية مبيتة لإلصاق التهمة به من أجل إعطاء القضية بعدا دينيا، بالتركيز على كون الضحية اليهودي قتل على يد شاب مسلم. وقالت أسرة المتهم، في تصريحات لبيان اليوم، أن وقائع القضية تعود إلى أواخر شهر أكتوبر 2012، حين نشرت وسائل إعلام أوكرانية، خبرا مفاده: «ثلاثة مسلمين يقتلون يهوديا»، و»ثلاثة طلبة مسلمين يقتلون أستاذا جامعيا يهوديا». في حين أن الأمر يتعلق بطالب واحد هو شكيب عثمان الذي تم اعتقاله يوم التاسع عشر من أكتوبر لدى عودته إلى بيته بمدينة «لفيف»، الأوكرانية، على الساعة الخامسة وخمسين دقيقة صباحا، بعد قضاء حفلة مع الأصدقاء. كما تعرض عثمان إثر اعتقاله، حسب المصادر ذاتها، للتعنيف، والضرب المبرح والتحقير من طرف الشرطة الأوكرانية، التي جردته من أغراضه ومزقت بطاقة إقامته، دون أن يدري سبب الاعتقال. وبعد ساعتين من إيقافه تم اتهامه بجريمة قتل الضحية ليون فرايفيلد، أستاذ جامعي يهودي الديانة. إلى ذلك، اتهمت عائلة الطالب أطرافا لم تسمها بابتزازها، فبعد حوالي اثنتي عشرة ساعة من الاعتقال، تلقت عائلة شكيب مكالمة هاتفية مفادها أن ابنها ارتكب جريمة قتل، ثم تلقت مكالمة ثانية من شخصين يقترحان على العائلة تقديم مبلغ مالي بقيمة 80 ألف أورو مقابل إطلاق سراح عثمان شكيب، لتتوالى بعد ذلك الاتصالات، لتهديد ومساومة عائلة الطالب المغربي، بغية الحصول على مبالغ طائلة. وأضافت نعيمة بوشامَة، والدة الطالب المعتقل، في أعقاب الوقفة التي حالَ أفراد الأمن دون اقترابها من مبنَى السفارة، إنَّها على يقين من براءة ابنها شكيب عثمان من التهمة الثقيلة التي وجهت إليه، مشددَة على أنها لا تطالبُ سوى بالمحاكمة العادلَة، التي لا تبدُو مضمونة، حسب المتحدثة. حيث إنَّ المحامِي الموكل للطالب المغربِي، بموجب المساعدة القضائيَّة في أوكرانيَا، أخبر العائلة غداة حلوله في المغرب حين عقدَ مؤتمراً صحفيا، أنَّ تحليلات الحمض النووِي لم تجرَ، وأنَّ التهمَة لفِّقتْ إلى عثمان ظلماً وعدواناً»، تقولُ نعيمة، وهي تذرفُ دموعاً حارقة. وحملتْ أم الطالب عثمان، السلطات المغربيَّة، ووزارة الخارجية على وجه الخصوص، مسؤوليَّة التحرك لضمان محاكمة عادلة لابنها باعتباره مواطناً مغربياً، يمثلُ إنصافه حفظاً لكرامة جميع المغاربة، والطلبة الذين يدرسون خارج أرض الوطن.