الجمع بين المغرب والمشرق بنكهة عربية مازالت الدار البيضاء لم تحصل لحد الآن على مهرجان مميز في مستوى ما تمثله هذه المدينة بشريا، عمرانيا وثقافيا وما تمثله من حضور متميز في ذاكرة المغرب الحديث، كل ما سلف لم يمكن البيضاء على غرار بعض المدن المغربية الأخرى، حيث انفردت مراكش بالمهرجان الدولي للسينما، وحازت الرباط قصب السبق في الاحتفاء بإيقاعات العالم خلال مهرجانه الكبير موازين، ونالت طنجة نافذة متابعة الانتاج السينمائي الوطني سنويا باحتضانها للمهرجان الوطني للسينما وصارت الصويرة منارة للفن الكناوي والإيقاعات الإفريقية بينما لم تستطع الدار البيضاء بحجمها المهول سوى أن تنظم مهرجانات تحت تيمات تتكون من شتات موضوعات مهرجانات أخرى متخصصة. هذه السنة يعود مهرجان الدار البيضاء للانعقاد في دورة خامسة بعد توقف دام عامين، خلال الاسبوع الاخير من شهر غشت وبإلقاء نظرة سريعة على محتوى البرنامج يتكشف ان المهرجان موسيقي مائة بالمائة يشتمل على بانوراما تضم مزيجا من الالوان تبدأ من الاغنية العربية التي سيمثلها بعض نجومها وتنتهي بالتراث الشعبي العروبي والأمازيغي مرورا بأغاني الشباب والهيب هوب من خلال مشاركة نجوى كرم، ملحم زين، رولا سعد، اليسا، جوزيف عطية، فارس كرم، مروان خوري، اسماء لمنور، سعد لمجرد، سعيد موسكير، سعيدة شرف، دون بيغ، فناير، الداودي، فاطمة تيحيحيت، الستاتي عبد العزيز، نجاة اعتابو، والداودية. إذن هو موعد جديد للمهرجان الذي سبق وأن توقف بعد انسحاب رئيس الجمعية المنظمة للمهرجان بنسعيد بسبب الديون المتراكمة على هذه التظاهرة كما يروج في الكواليس. وحسب بلاغ للمنظمين تم تعميمه على ممثلي الصحافة الوطنية علمت بيان اليوم أن برمجة هذه الدورة ستكون حسب ما سلفت الاشارة اليه بالإضافة الى اقحام مرشحي برنامج «اراب أيدول وبعض الفنانين والفنانات المغربيات. وأوضح المنظمون خلال ندوة صحفية عقدت مساء الاثنين الماضي بالدار البيضاء، أن هذه التظاهرة، التي تتسم بتنوعها، يندرج تنظيمها ضمن عملية التنشيط الثقافي والفني الذي تشهده المدينة منذ سنوات، من خلال السفر بالجمهور عبر القارات وتقديم إبداعات موسيقية وثقافية متنوعة جديدة. وستستضيف هذه الدورة، عددا من نجوم برنامج «أراب أيدول» من الموسيقيين الموهوبين من الشرق الأوسط مع التأكيد على أولوية المواهب الشابة المغربية. وسيقوم 25 فنانا خلال دورة هذه السنة، بإحياء ثلاث حفلات موسيقية ستستضيفها فضاءات هيئت لهذا الغرض والمتمثلة في «العنق»، و»ابن مسيك»، و»سيدي البرنوصي». حسب البلاغ سالف الذكر. وقال محمد ساجد رئيس اللجنة المنظمة، إن إعادة إطلاق المهرجان شكل بالنسبة للمنظمين تحديا، مضيفا أن المهرجان يقترح في هذه الدورة باقة من الأنشطة الفنية الاستثنائية، على اعتبار المهرجان فرصة يتم خلالها تجديد وتأكيد الهوية البيضاوية و انفتاحها على جميع الأذواق. وينشط حفل الاختتام على خشبة «العنق»، نجم الموسيقى العربية الصاعد الفلسطيني محمد عساف، الذي فاز مؤخرا في برنامج «أراب أيدول»، وكذا المتأهلين لنهائيات نفس المسابقة. ( انتهى بلاغ المنظمين). ويبدو ان الحجم الاقتصادي والثقافي للدار البيضاء، لم يستطيعا ان يوفران لساكنة المدينة سوى مهرجانا صغيرا ومثقلا بالديون، يساير الموضة والظروف ويستنجد بخريجي برنامج أراب أيدول و بمجموعة روتانا و قناة الام بي سي التي ستغطي المهرجان وفقا لهذا. وحسب البلاغ أيضا فإن حوالي 27 حفلا يحييه أزيد من 25 فنانا، على ثلاث منصات بدل اربعة في الدورات السابقة إذ تم حذف المنصة المتاخمة لمقر جماعة الدار البيضاء والتي تقع في شارع الرشيدي والاكتفاء بمنصات كل من البرنوصي، بن مسيك والعنق. وتحدث بلاغ المنظمين عن تجهيز هذه الفضاءات لكي تستوعب حضورا يمكن أن يزيد عن 400 ألف وهذا رقم كبير لكنه لا يعكس أي تميز، كما يحصل مع مهرجانات المغرب الكبرى التي تستقطب الاعلام من جهات الارض الأربع، بينما مهرجان الدار البيضاء بعد أربع دورات وانقطاع دام سنتين مايزال في رحلة بحث عن هوية مفتقدة حيث لم يوجد له حضورا نوعيا بل كان صورة لمهرجان يحاول أن يضم التنوع والتعدد فظل تظاهرة غير ذات اشعاع كبير يعكس قوة حضور المدينة والطاقات التي تتفاعل فيها. ولعل الشعار الذي تنعقد تحته الدورة الخامسة وهو الجمع بين المغرب والمشرق بنكهة عربية، يوحي بصدق أن المهرجان لايعدو ان يكون برنامجا للسهرات المفتوحة على كل الالوان الموسيقية. للإشارة فان مهرجان الدار البيضاء تنظمه جمعية منتدى الدارالبيضاء بشراكة مع ولاية الدارالبيضاء الكبرى، ومجلس الدارالبيضاء، ومجلس الجهة، ومجلس العمالة. نحن نرحب بمهرجان الدار البيضاء ونتمنى أن يتطور ليساير ايقاع مدينة كالدار البيضاء واشعاعا كاشعاعها هل نعلن من هذا المنبر أن الدار البيضاء تستحق أكثر تستحق مهرجانا موضوعاتيا دوليا أكبر، أم نكتفي بترديد المقولة القديمة « أن توقد شمعة خير من أن تلعن الظلام».