الدعوة إلى تطوير النموذج الجديد للجوار بين المملكتين في الوقت الذي يؤكد المغرب وإسبانيا على الطابع الاستراتيجي للعلاقات الثنائية بينهما، جددت إسبانيا دعمها للجهود المبذولة، تحت إشراف الأممالمتحدة، من أجل التوصل إلى حل سياسي وعادل ودائم ومتفق عليه للنزاع في الصحراء. وأعرب عاهلا البلدين، في ختام الزيارة الرسمية للعاهل الإسباني إلى المغرب، عن ارتياحهما للمستوى الممتاز للعلاقات الثنائية في جميع المجالات، وكذا لتعزيز التبادل على جميع المستويات بين المغرب وإسبانيا. البيان المشترك الصادر في ختام الزيارة الرسمية التي قام بها العاهل الإسباني، الملك خوان كارلوس الأول، إلى المغرب خلال الفترة الممتدة من 15 إلى 18 من الشهر الجاري بدعوة من جلالة الملك، أكد على وجود تطابق في وجهات نظر البلدين حول القضايا ذات الاهتمام المشترك، خصوصا الوضع في الشرق الأوسط وسوريا ومصر، والوضع الأمني بمنطقة الساحل والصحراء، وضرورة بناء مغرب عربي مستقر ومتضامن لمواجهة مخاطر عدم الاستقرار التي تهدد المنطقة. وبعد أن أكدت المملكتان الجارتان على الطابع الاستراتيجي لعلاقاتهما الثنائية، والتعبير عن رغبتهما في تعميقها، والمساهمة في تقدم وازدهار واستقرار المنطقة، أبرز البيان المشترك أن المملكة الإسبانية تجدد دعمها للجهود المبذولة في إطار الأممالمتحدة من أجل التوصل إلى حل سياسي وعادل ودائم ومتفق عليه لقضية الصحراء وفقا للمحددات التي أقرها مجلس الأمن. ووفق البيان المشترك في ختام زيارة الملك خوان كارلوس للمغرب، فإن البلدين الجارين يسجلان بارتياح كبير، تكثيف الاتصالات بين مختلف مسؤولي البلدين، في إطار الحوار السياسي، والتشاور حول القضايا ذات الاهتمام المشترك. ويذكر الطرفان بأن الدور العاشرة للجنة المشتركة العليا التي احتضنت الرباط اجتماعها في أكتوبر الماضي، أبرزت مستوى التفاهم الممتاز الموجود بين البلدين، كما زودت العلاقة الثنائية بالأهداف والوسائل الضرورية من أجل الارتقاء بها إلى درجة أعلى من الشراكة الإستراتيجية، كما يتضح من إعلان الرباط. ودعا جلالة الملك محمد السادس وجلالة الملك خوان كارلوس الأول الحكومتين إلى تعميق التفاهم والتحضير، بنفس الالتزام، لاجتماع الدورة الحادية عشرة للجنة المشتركة العليا المزمع عقدها في الخريف المقبل بإسبانيا. وأعرب عاهلا البلدين عن ارتياحهما للمستوى الممتاز للعلاقات الثنائية في جميع المجالات، وكذا لتعزيز التبادل على جميع المستويات بين المغرب وإسبانيا، وشجعا حكومتيهما على مواصلة العمل في هذا الاتجاه من أجل تطوير أكثر لهذا النموذج الجديد من الجوار بين المملكتين. ورغم الفترة التاريخية التي تتميز بالظروف الاقتصادية الدولية الصعبة وعدم الاستقرار السياسي على المستوى الإقليمي، فإن البلدين يعربان عن ارتياحهما للتقدم الذي تعرفه الاستعدادات لعقد الدورة الثانية للمنتدى البرلماني المغربي الإسباني في شهر شتنبر المقبل بمدريد. وخلص البيان المشترك بين المغرب وإسبانيا إلى التأكيد على أنه انطلاقا من إرادتهما المشتركة في التشاور المستمر على المستوى الدولي، تواصل حكومتا البلدين تزعم مبادرات مشتركة في إطار الأممالمتحدة، من أجل دعم الوساطة في البحر الأبيض المتوسط والوقاية من الإرهاب النووي.