أكد عبد القادر عمارة وزير الصناعة والتجارة والتكنولوجيات الحديثة، الاثنين بجنيف، أن المغرب لا يدخر أي جهد لإسماع صوت إفريقيا عاليا خلال المحادثات التي تجرى تحت رعاية منظمة التجارة العالمية. وأبرز عمارة خلال مناقشة مع عدد من نظرائه وسفراء أفارقة، تشبث المغرب، بصفته منسق المجموعة الإفريقية لدى منظمة التجارة العالمية « للدفاع عن مصالح القارة الإفريقية في إطار المحادثات الجارية حاليا بجنيف وخلال الاجتماع الوزاري لبالي المزمع عقده خلال دجنبر المقبل»، مؤكدا أن المغرب فخور بتحمل مسؤولية تنسيق أشغال المجموعة في ظرف هام بالنسبة لمفاوضات الدوحة. واعتبر في هذا السياق أن المؤتمر الوزاري التاسع لمنظمة التجارة العالمية ببالي»سيكون بالغ الأهمية ومصيريا بالنسبة لنا»، مشيدا بالسلوك الايجابي والبناء لدى المفاوضين الأفارقة بجنيف وكذا الجهد والعمل الجبار للمجموعة الإفريقية بالمنظمة، الذي اتسم بالوحدة والتناغم والعمل المشترك، مشيرا إلى أنه بعد مرور 12 سنة عن لقاء الدوحة، سيكون من الهام جدا الحفاظ على مصداقية المنظمة كفضاء للمباحثات المتعددة الأطراف لتقنين التجارة العالمية. وأكد من جهة أخرى أنه سيكون على مؤتمر بالي الخروج بنتائج ملموسة ومرضية بالنسبة للجميع والوصول إلى التزام واضح لإنهاء هذه الدورة في أقرب الآجال الممكنة، معتبرا أن نجاح دورة بالي من شأنه أن يبعث رسالة إلى العالم مفادها أن منظمة التجارة العالمية لا تزال تؤدي دورا هاما بالنسبة للنظام التجاري العالمي. وقال» إن مهمتنا الجماعية ومسؤوليتنا التاريخية تقتضي ضمان أن يظل البعد التنموي في صلب هذه المباحثات»، مثيرا الانتباه إلى أن الدول السائرة في طريق النمو تبدي تحفظات كبيرة بشأن المستوى المرتفع للالتزامات المدرجة في الفرع الأول للاتفاقية بشأن تسهيل المبادلات وتعتبر أنه من الضروري التوصل إلى ملائمة بين الالتزامات والاحتياجات الوطنية. وأضاف أن الاتفاق يقتضي أن يراعي بالضرورة إقامة نظام للمساعدة التقنية والمالية ودعم قدرات الدول السائرة في طريق النمو والدول الأقل نموا، معتبرا أن مساهمة الدول المتقدمة ومختلف الشركاء في التنمية تبقى شرطا ضروريا. وذكر عمارة بأن الفلاحة وبصفة خاصة الأمن الغذائي تظل في صلب أولويات القارة الإفريقية، معتبرا أن تحقيق نتيجة إيجابية في هذا الملف سيكون عنصرا حاسما بالنسبة لتوازن النتائج المنتظرة في المؤتمر الوزاري ببالي. واعتبر عمارة من جهة أخرى أن مسألة القطن تبقى قضية حيوية بالنسبة لإفريقيا وأنه ينبغي أن تشكل جزءا من برنامج مؤتمر بالي خاصة في الجانب المتعلق بمجال المساعدة في مجال التجارة والتنمية. وأعرب عن قناعته بأن أجندة بالي ينبغي أن تشمل بالضرورة باقي مجالات برنامج الدوحة للتنمية» التي هي حاسمة وتكتسي أهمية بالغة بالنسبة لإفريقيا» خاصة الفلاحة والخدمات والولوج إلى الأسواق بالنسبة للمواد غير الفلاحية. وخلص عمارة إلى أنه لا ينبغي النظر لإفريقيا كمجرد جهة تتلقى المساعدة لتحقيق التنمية ولكن كشريك حقيقي وكعنصر فاعل ومسؤول في النظام العالمي المتعدد الأطراف، يتوفر على إمكانيات سياسية واقتصادية وإستراتيجية. وتجدر الإشارة إلى أن أزيد من 30 سفيرا من دول إفريقية بينهم السفير الممثل الدائم للمغرب بجنيف عمر هلال شاركوا في هذا اللقاء المنظم على هامش البحث الرابع للدعم من أجل التجارة.