دعا الديوان السياسي لحزب التقدم والاشتراكية، في بلاغ عقب اجتماعه الأسبوعي الأخير، مختلف الفاعلين السياسيين إلى تحمل مسؤولياتهم كاملة للتعجيل بإخراج البلاد من حالة الانتظارية الراهنة وانعكاساتها السلبية على اقتصادنا ومجتمعنا. الانتظارية، هي ما يمكن أن نصف به الأجواء العامة في بلادنا ، والإحساس الذي يخالج أوساط كثيرة من مواطنينا، وأيضا الفاعلين الاقتصاديين والسياسيين... الانتظارية بالنسبة لمآل التجاذبات السياسية والحزبية التي يتفرج عليها المغاربة منذ شهور، وهي تثير الملل والحزن، وأحيانا القرف. الانتظارية بالنسبة لإعمال وتطبيق مقتضيات الدستور، تشريعا وآليات ومنظومات عمل. الانتظارية بالنسبة لانجاز مشاريع وبرامج التنمية في مختلف تجلياتها... إن الدعوة التي أطلقها الديوان السياسي لحزب التقدم والاشتراكية تمثل نداء وصرخة تجاه كل الفاعلين السياسيين في البلاد، وتطالبهم بمباشرة سريعة وفعالة لأوراش البلورة السليمة لمضامين الدستور، حتى لا نضيع على وطننا فرصة تاريخية لتوطيد دعائم البناء الديمقراطي. وإن» الانتظارية « تحيل أولا على الزمن، وعلى الوقت، ذلك أنه في السياسة وفي بقية الأشياء الأخرى في الحياة يعتبر حسن اختيار التوقيت الضمانة الأساسية لنجاح القرارات والأفعال. فحتى القرارات والأفكار الجيدة عندما تتخذ أو تطبق متأخرة، أو قبل وقتها، فهي قطعا تكون فاشلة وبلا نتيجة ولا تحقق المراد منها، ومن هنا تبرز أهمية الدعوة التي أطلقها حزب التقدم والاشتراكية، أي أنه ينبه الجميع إلى ضرورة استحضار عامل الوقت، وبالتالي الانتظام في الإيقاع الزمني المنسجم مع الأفق الدستوري الجديد، ومع سياقات اللحظة الراهنة، وطنيا وإقليميا وعالميا. وتفيد الأحداث المحيطة بنا في المنطقة اليوم أن مجرياتها كانت ستكون مختلفة، لو أن قرارات اتخذت في وقتها المناسب، ولم يتم تأجيلها، أو التعاطي معها بانتظارية عقيمة. ولقد لاحظنا كيف أنه لما فات الأوان أصبح بعض الحاكمين يبدون استعدادا لقبول قرارات ومبادرات، لكن ما كان حينها في الإمكان إمهالهم ولو دقيقة لفعل ما كان يجب عليهم القيام به من قبل. اليوم، وبدل أن يتيه بعضنا في البحث عن مقارنات بليدة بين ما يجري في الشقيقة مصر وبين حالتنا المغربية، ويمارس بذلك لعبة التماهي الخطيرة، لابد أن يستدعي الفاعلون السياسيون العقل وبعد النظر، ويحرصوا على تعزيز التراكم الديمقراطي للبلاد، وعلى تأمين شروط العيش الكريم لشعبنا، وعلى العمل من أجل تمتين الاستقرار السياسي والمؤسساتي والمجتمعي، وتقوية المسلسل الديمقراطي ... ليعمل الجميع إذن على إخراج البلاد من... الانتظارية. هذا البريد الالكتروني محمى من المتطفلين , يجب عليك تفعيل الجافا سكر يبت لرؤيته