أتمنى أن ينضم بعض اللاعبين إلى المنتخب الوطني سنة 2015 قال مدرب المنتخب الوطني للشبان حسن بنعبيشة، إن الإنجاز الذي حققه الأشبال بإحراز الميدالية الذهبية بمسابقة كرة القدم ضمن دورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط بمسيرين التركية، ثمرة جهد الجميع، رغم ضغط المباريات المتتالية في المسابقة العياء والإصابات. وأضاف بنعبيشة في حوار مع «بيان اليوم» أن منتخب الشبان نتوفر على لاعبين مميزين، وبالتالي علينا أن الاعتماد عليهم بالمنتخب الوطني بكأس الأمم الإفريقية سنة 2015، متمنيا أن ينضم بعض اللاعبين إلى هذا الفريق لتأكيد نجاح السياسية الرامية إلى اكتشاف المواهب. وأوضح بنعبيشة أن الطاقم المشرف على هذا الإنجاز ينتمي لكرة القدم، كما أنه يتسم بالتكوين والتواضع والتواصل والكفاءة، مضيفا أن الانسجام داخل المنتخب الوطني كان سبب هذا النجاح، وأشار إلى اهتمام المسؤولين عن الكرة الوطنية ب «أشبال الأطلس». الفوز بالميدالية الذهبية في الألعاب المتوسطية رائع.. ما رأيك؟ هو إنجاز ساهم فيه الجميع، والإعلام الرياضي عمل على دعمنا إيمانا منه بما كنا نهيئ له، والمسؤولون شاركونا تحقيق التألق بمنحنا فرصة اعتماد الاستمرارية، فمنذ انطلاق الدوري في مدينة ميرسين ونحن في مستوى المهمة، نؤمن بقدرات ومؤهلات لاعبينا، انتصرنا في المباريات الخمسة، وهذا رائع. في مشاركتنا بالألعاب المتوسطية، لقد راهنا على اجتيازها بنجاح، والمباريات الخمسة كانت مبرمجة في مساحة زمنية مدتها ثمانية أيام، اعتمدنا فيها ثمانية عشر لاعبا ضمنهم حارسان فقط للمرمى، وواجهنا العياء والإصابات دون مشاكل بفضل طاقم طبي مميز ومؤهل بمستوى عال، فمنذ المباراة الأولى التي هزمنا فيها منتخب البوسنة والهيرسك غيرنا وتيرة التداريب وركزنا عملنا على تدخلات الطاقم الطبي بهدف الحفاظ على مستوى اللاعبين والطراوة البدنية، وهذا هام جدا، ولا يمكن أن يتحقق إلا بخلية صحية متمرسة. انتصرنا على البلد المنظم تركيا في مباراتين الأولى في منافسات المجموعات والثانية في النهاية، وما أنجزناه نقدمه هدية للمسؤولين والجمهور والإعلام الرياضي المغربي، وأتمنى أن يعتمد كل من يعمل الصدق والقلب دون الانتباه إلى الربح المالي. أنتم تربطون الحاضر بالماضي وتزكون التفوق وتعيدون التاريخ، وبعد الفوز بالذهبية في الدورة المتوسطية لسنة 1983 على حساب منتخب تركيا تحققون الفوز مرة أخرى على المنتخب ذاته وفي بلده في سنة 2013 ما رأيك؟ قبل لقاء النهاية التي واجهنا فيها منتخب البلد المنظم تعبأت الصحافة التركية ونشرت مقالات بعناوين بارزة تعلن في مضامينها عن الثأر واستعداد منتخب تركيا لرد الدين ظل على كاهله لمدة ثلاثين سنة منذ انهزامه في النهاية بالدار البيضاء في سنة 1983 بحصة (3-0)، وتحدثت بعدة لغات عن فوز منتخب تركيا بحصة مماثلة، وبدورنا استلهمنا المثال والنموذج من اللاعبين الذين حققوا إنجاز سنة 1983 بشموخ، ودخلنا مرحلة التحضير في مركز بوسكورة منذ 3 يونيو واعتمدنا برنامجا بحصص تدريبية مكثفة، فانتقلنا إلى مدينة ميرسين التركية في منتصف شهر يونيو وكنا أول وفد يحل بمدينة ميرسين مما ساعدنا على التأقلم بأجواء هذا البلد وطقسه، وبعد الفوز في المباراة الأولى كبر طموحنا لأن إنجاح البداية يحمس اللاعبين ويزيدهم ثقة وطمعا في كسب اللقب. في المباراة الأخيرة لعبنا أمام البلد المنظم، لكن نافسنا بدون مركب نقص لأن كل الضغط كان على الخصم. كنا أكثر ارتياحا عكس المباراة التي نازلنا فيها ليبيا، والتي عشنا فيها صراعا مريرا لتجاوز محطة نصف النهاية، وعند تجاوز المنتخب الليبي بمستوى متواضع، تأكدنا أننا قادرون على انتزاع اللقب أمام أصحاب الأرض. مرة أخرى يتأكد أننا نتوفر على مواهب وطاقات ينبغي رعايتها وتحضيرها للمستقبل، أليس كذلك؟ أكيد أننا نتوفر على لاعبين مميزين وينبغي الاعتماد عليهم خاصة ونحن نحضر منتخبا لسنة 2015، حيث ستستضيف بلادنا نهائيات كأس إفريقيا للأمم، أي بعد سنة ونصف من الآن، وأتمنى أن يكون بعض اللاعبين من المنتخب الوطني لأقل من 19 سنة والمتألقين اليوم ضمن المنتخب الوطني سنة 2015، لنكون قد نجحنا في ضمان الاستمرارية عملنا الرامي إلى اكتشاف المواهب واستثمارها للحاضر والمستقبل. أعتقد أن الاستمرارية متوفرة وشخصيا أشرف على هذا المنتخب منذ سنتين ونصف والنية الحسنة حاضرة، وأملنا أن يستمر الدعم من الإعلام الرياضي المغربي والجمهور لتهييء مختلف المنتخبات، ونؤمن بالعمل المبرمج وفق أهداف مسطرة عبر مراحل. اللاعبون منضبطون والمؤطرون ليسوا من الخبراء في الارتفاع والفيزيولوجيا المتطورة وغيرها ما رأيك؟ الطاقم المشرف على المنتخب الوطني لأقل من 19 سنة مكون من الناس (اللي كايعرفو الكرة) .. أطر مكونة ومتواضعة في السلوك وفي التواصل ولكل أفرادها رغبة جامحة في إنجاح المهمة، والكل يشهد لهم بالجدية والانضباط في العمل، فالمنتخب الوطني قضى فترة طويلة في تجمع ولم تشهد عناصره خلافات ومشاكل، مما يترجم الانسجام الجماعي الذي يعتبر أساس النجاح. هل وفر المسؤولون الإمكانيات المادية للاعبي المنتخب الوطني لأقل من 19 سنة؟ الحمد لله .. الوزارة الوصية والجامعة والمسؤولون عامة وفروا للمنتخب الوطني تعويضات مادية بقيمة ارتفعت عن الماضي ثلاث مرات، وكل لاعب كان يستفيد من تعويض مادي يومي قيمته 66 يورو يوميا، واللاعبون مرتاحون، وأقام المسؤولون حفل عشاء على شرف المنتخب الوطني لكرة القدم خارج فضاء الإقامة في مدينة ميرسين، وحضينا باهتمام الجميع خاصة مسؤولي الجامعة طيلة المشاركة، ونأمل أن تكون الميدالية الذهبية بداية مسار أرقى لكرة القدم الوطنية.