أشرف جلالة الملك محمد السادس، الاثنين، على تدشين مسجد «الحسن الثاني» بالسعيدية وأدى به جلالته ركعتين تحية للمسجد.كما أشرف جلالته في نفس اليوم بإقليم بركان على تدشين مشروعين كبيرين يتعلق الأول بمشروع التطهير السائل لمدينة السعيدية ومحطتها السياحية، الذي سيعطي دفعة جديدة للتنمية البشرية المستدامة، فيما يتعلق المشروع الثاني بالشطر الأول من القطب الفلاحي»أغروبول» لبركان، وهو قطب البحث والتنمية ومراقبة الجودة، وهو مشروع ضخم يروم مواكبة التنمية التي تشهدها هذه المنطقة الفلاحية بامتياز. مسجد الحسن الثاني بالسعيدية وعرف المسجد الجديد، المشيد على مساحة إجمالية قدرها 6555 مترا مربعا، إنجاز أشغال إعادة البناء التي تطلبت استثمارات بقيمة 25 مليون درهم، ممولة من طرف وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية. ويشتمل مسجد «الحسن الثاني»، الذي يتسع لحوالي 2500 مصلي، على قاعتين للصلاة واحدة للرجال وأخرى للنساء، ومسكنين للإمام والمؤذن، وقاعتين متعددتي الاختصاصات (تعليم القرآن الكريم ومحاربة الأمية)، إلى جانب محلات تجارية ومساحات خضراء. وتستجيب إعادة بناء هذا المسجد وفق المعايير المعمارية المغربية الأصيلة، للاهتمام الخاص الذي يوليه أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، للشأن الديني وحرص جلالته الموصول على جعل المملكة تتوفر على مساجد تزاوج بين الوظيفية الدينية والجمالية المعمارية حتى يتمكن المسلمون من ممارسة شعائرهم الدينية في أفضل الظروف. ويندرج هذا المشروع ضمن سياسة الدولة المتعلقة ببناء المساجد، وذلك في إطار برنامج هام تمت بلورته حسب حاجيات المواطنين، بما يضمن توزيعا متناغما لأماكن العبادة عبر مختلف جهات المملكة. التطهير السائل للسعيدية ومحطتها السياحية وسيساهم هذا المشروع ذو الوقع الإيكولوجي الهام والذي دشنه جلالته بالجماعة القروية العثامنة، في الحفاظ على صحة المواطنين، وحماية البيئة وفي تحقيق التنمية السوسيو- اقتصادية للمدينة، بالنظر إلى أنه يضمن إطار عيش جيد للساكنة ويضع حدا لأخطار التلوث التي كانت تهدد شبكة الماء الشروب ومياه الاستحمام، فضلا عن الحد من مشكل الفيضانات الناتجة عن مياه الأمطار. ويهم هذا المشروع الهام، الذي تبلغ كلفته الإجمالية 410 مليون درهم، بناء محطة للتصفية- دشنها جلالة الملك بالمناسبة- من صنف أحواض التهوية وبطاقة معالجة قدرها 20 ألف و400 متر مكعب في اليوم، بما يستجيب لحاجيات ساكنة مدينة السعيدية ومحطتها السياحية. كما هم المشروع إنجاز96 كلم من قنوات تجميع المياه العادمة وسبع كيلومترات من قنوات تجميع مياه الأمطار، وتحويل المياه العادمة لمدينة السعيدية ومحطتها السياحية نحو محطة التصفية، إلى جانب إحداث خمس محطات للضخ و4500 وحدة من الإيصالات الفردية. وقد قامت شركة تنمية السعيدية بأشغال تأهيل شبكة التطهير السائل لمحطة السعيدية، كما عملت على تجديد 13 كلم من القنوات. وإلى جانب ذلك تمت برمجة أشغال تجديد 4،2 كلم من قنوات التجميع والتي ستنطلق في شتنبر المقبل. ويأتي هذا المشروع المهيكل، الذي يعد ثمرة شراكة بين المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، والبرنامج الوطني للتطهير السائل، وبلدية السعيدية، وشركة تنمية المحطة السياحية للسعيدية، لتأكيد الاهتمام الخاص الذي يوليه جلالة الملك محمد السادس، للقضايا البيئية وحرص جلالته الدائم على تحسين ظروف عيش السكان. قطب البحث والتنمية ومراقبة الجودة ويندرج القطب الجديد للبحث والتنمية ومراقبة الجودة، المشيد على مساحة إجمالية قدرها 8،6 هكتار (13 ألف و200 متر مربع مغطاة) والذي دشنه جلالته بالجماعة القروية مداغ، في إطار المبادرة الملكية لتنمية الجهة الشرقية ومخطط «المغرب الأخضر» الذي يروم، كذلك، تحسين عرض المواد الفلاحية الأولية الموجهة للتحويل، كما وكيفا. وتشكل البنية الجديدة، التي عبئت لها استثمارات بقيمة 5،145 مليون درهم، قطبا لتركيز الخبرات وتجميع الإمكانيات والخدمات، بما من شأنه تعزيز قدرات الفاعلين ومصاحبة المهنيين في جهودهم الرامية إلى تحسين القدرة الإنتاجية للقطاعات التنافسية ذات الإمكانيات العالية وتثمين المنتوجات الفلاحية الموجودة في المنطقة. ويتألف قطب البحث والتنمية ومراقبة الجودة، الذي أحدث ليكون بمثابة شباك وحيد، على مختبرات من الجيل الجديد وفضاءات للتجارب والتكوين. فهو يشتمل على مختبرات تابعة للمؤسسة المستقلة لمراقبة وتنسيق الصادرات والمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية والمعهد الوطني للبحث الزراعي. كما يشتمل هذا القطب الجديد للبحث على فضاء مساحته ثلاثة هكتارات مخصص للتكوين والتجارب والأبحاث، إلى جانب قاعة للمؤتمرات بوسعها استقبال 500 شخص، وفضاء للاستقبال وآخر للضيافة (30 غرفة) ومطعم. ويشكل قطب البحث والتنمية ومراقبة الجودة أحد مكونات القطب الفلاحي لبركان (102 هكتار)، الذي سيضم أيضا منطقة ل «الصناعة والصناعات الغذائية والتحويل»، ومنطقة ل» اللوجيستيك» ومنطقة ل «الخدمات»، وأخرى مخصصة لتعبئة المنتوجات الغذائية. ويهدف القطب الفلاحي لبركان، الذي يندرج في إطار الإستراتيجيتين الوطنيتين ل «الإقلاع الصناعي» ومخطط «المغرب الأخضر»، إلى تثمين إنتاجية القطاعات الفلاحية الرئيسية بالجهة الشرقية، وذلك عبر تجميع الاستغلاليات الفلاحية الجهوية، وتحويل وتسويق وتوزيع المواد الغذائية على المستوى الجهوي والوطني والدولي. وستجعل أهمية وتنوع الإمكانيات الفلاحية والصناعية والموقع الجغرافي الاستراتيجي للجهة، وقرب القطب الفلاحي من المدار الطرقي المتوسطي، ومن مينائي بني أنصار والناظور ومطاري وجدة- أنكاد والعروي، من هذه الأرضية، محركا للتنمية الاقتصادية والاجتماعية بمجموع الجهة. وبهذه المناسبة، أشرف جلالة الملك،على تسليم شواهد ملكية البقع الأرضية المخصصة لاحتضان الأنشطة الصناعية لفائدة 10 مستثمرين في قطاع الصناعات الفلاحية.