واشنطن وموسكو تبحثان تفادي الأسوأ وطبول الحرب تقرع في المنطقة يقترب الوضع في منطقة الشرق الأوسط من ساعة المواجهة بين حلفاء الثورة السورية وحلفاء النظام الحاكم في دمشق بعد أن تسارعت وتيرة الاجتماعات التي تنسق الدعم الذي سيقدم للثوار، كرد فعل على معركة القصير التي تدخل فيها حزب الله وميليشيات عراقية لدعم نظام الأسد. وأكدت مصادر ديبلوماسية أن شحنات أسلحة وتحركات عسكرية تتزايد في دول تحيط بسوريا مثل تركيا والأردن، كما يقوم الإيرانيون بنقل جنود وعتاد عبر الطائرات إلى دمشق حيث سيصل أكثر من أربعة آلاف جندي إيراني لنصرة بشار ضد معارضيه. من جانبه قال وزير الخارجية البريطاني ويليم هيغ إن بلاده تبذل جهودا ضخمة لإقناع روسيا بعدم دعم رئيس النظام السوري بشار الأسد. وأشار في تصريح إلى أن الاجتماعات الحالية في أيرلندا الشمالية بين رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون والرئيس الروسي بوتين والأميركي أوباما ستحمل آفاقا مهمة لطبيعة الحل الذي سيرسم نهاية الأزمة. وذكر هيغ أنه ركز خلال مباحثاته مع نظيره الأميركي جون كيري على موضوع سوريا، وأن "كلانا يشعر بالقلق العميق لما يحدث للمواطنين الأبرياء في سوريا. ويبدو أن النظام يعد العدة لشن اعتداءات جديدة تهدد حياة ملايين السوريين الذين هم أصلا بحاجة ماسة إلى المساعدة". وأضاف وزير الخارجية البريطاني: "ناقشنا باستفاضة سبل المساعدة في حمل النظام والمعارضة على الحضور إلى طاولة المفاوضات وكذلك حماية حياة المدنيين. وعلينا ألا ننسى أبدا بأن هذا القتال قد بدأ عندما وجه نظام الأسد نيران دباباته ومقاتلاته المروحية وأسلحته الثقيلة تجاه متظاهرين سلميين". ولمح هيغ في العاصمة لندن إلى أن اللقاءات التي تتم حاليا في إيرلندا الشمالية ستكون مفصلا مهما في تاريخ الأزمة السورية وستحدد ما يليها من خطط لوقف العنف في سوريا"، وأن هناك جهودا منسقة ومليئة بالعزم بين المملكة المتحدةوالولاياتالمتحدة وحلفائهما والمنطقة ككل. وقال هيغ إن هناك عوامل عديدة ساهمت في حشد تحالف مهم ضد نظام بشار، وهي خطر نمو التطرف، ومشاركة حزب الله وإيران في القصير، إلى جانب أنباء موثوقة عن استخدام الأسد للأسلحة الكيماوية ما أملى على الحلفاء القيام بفعل ينقذ سوريا. وأوضح هيغ أن أولوية هذا التحالف مازالت هي إنجاح العملية الدبلوماسية في جنيف2 بغية التوصل إلى حل عبر التفاوض لهذا القتال الدائر. لكنه أشار إلى أنه "علينا أن نكون مستعدين لبذل المزيد إن لزم الأمر لأجل إنقاذ الأرواح والضغط على نظام الأسد للتفاوض بجدية، ولمنع نمو التطرف والإرهاب، وذلك لكي تحقق الجهود الدبلوماسية النجاح". من جانب آخر، قال قائد الجيش الحر اللواء سهيل أدريس إن قرار واشنطن تسليح المعارضة أحدث أثرا كبيرا على الثوار، وأن الإجراءات تتم حاليا لتنفيذه. وشدد إدريس عبر اتصال هاتفي على أن الموقف تغير كثيرا على الأرض وأن النجاحات تتوالى وأشار إلى أن هناك تدفقا للأسلحة ما يمكن الثوار ليس من الدفاع عن مواقعهم بل والهجوم على مناطق نفوذ بشار. واشار إلى أن الوضع في الجبهتين الشمالية والشرقية جيد وأن الجيش الحر يتفوق في ريف حماة وكذلك في ريف دمشق. من جهة أخرى علمت "العرب أن المجلس العسكري التابع للجيش الحر تلقى سلاحا متقدما وبكميات كبيرة من السعودية". وأشار مسؤول داخل أركان المجلس العسكري إلى أن الأسلحة ستغير موازين القوى في سوريا بعد أن رفع الأميركيون الحظر على تسليم الثوار أسلحة متطورة. وتقول معلومات خاصة ب"العرب" أن السعودية بدأت في تسليم الجيش الحر صواريخ "مانبادس′′ مسترال الأوروبية الصنع والتي تعرف باسم أنظمة الدفاع الجوي المحمولة، وهذه الصواريخ أرض جو تطلق من الكتف ويمكنها أن تستهدف الطائرات التي تحلق على ارتفاعات منخفضة ومن بينها المروحيات. وكان الحراك الثوري السوري قد أنهى يوم السبت اختيار قائمة الأربعة عشر عضوا المرجح تصعيدهم للائتلاف السوري. وينتظر الثوار تحديد موعد لاجتماع الهيئة العامة نهاية الشهر الحالي. من جهة أخرى قال مصدر مقرب من المجلس الوطني أن وفدا التقى بوزير الخارجية التركي داود أوغلو وفوجئ بأن الوزير يطلب منهم الحفاظ على المجلس الوطني لأن فيه تجانسا أفضل من الائتلاف. واستغرب المصدر عدم معرفة الوزير بأن الائتلاف هو االحاوي لمجاميع مختلفة من الثوار بينما المجلس يسيطر عليه الإخوان. من جانب آخر، قالت مصادر دبلوماسية خليجية إن طهران مارست ضغوطا كبيرة على الدوحة لوقف دعم المعارضة السورية. وأماطت المصادر الدبلوماسية اللثام عن زيارة سرية أداها منذ ستة أسابيع مسؤول إيراني كبير إلى قطر والتقى أميرها الشيخ حمد بن خليفة على انفراد، وأبلغه رسالة شديدة اللهجة من المرشد علي خامنئي. ووفق المصادر، فإن الرسالة تضمنت تحذيرا للدوحة مفاده أن "التدخل القطري في سوريا هو بمثابة تدخّل في إيران". وقالت إن رد أمير قطر كان مقتضبا، حيث أكد أن بلاده "لا يمكن أن تقدم على أي خطوة تسيء إلى إيران"، كما أنها "على علم بقدرة إيران على إيذاء قطر إذا شاءت ذلك". وذكرت أن الشيخ حمد أسر إلى بعض المقربين منه أن التهديدات الإيرانية جدية وأن لا سبيل إلى تجاهلها، ما جعله يلجأ إلى الترحيب بالأنباء التي تزعم أن الولاياتالمتحدة طالبت قطر برفع يدها عن المعارضة السورية، ووقف جهودها في تمويل وتسليح بعض المجموعات، أو في الاتصال بها، وأن الملف كله أصبح بيد السعودية. وأشارت مصادر إلى أن قطر طلبت من مرسي والإخوان تصعيد الخطاب ضد نظام بشار لتخفيف الضغط على القيادة القطرية، وهنا تتنزل تصريحات مرسي التي أعلن فيها قطع العلاقة مع سوريا. كما سعت القيادة القطرية إلى لعب ورقة التيارات الإسلامية المتشددة ضد طهران، وحركت في ذلك رئيس اتحاد العلماء المسلمين يوسف القرضاوي ضد حزب الله. ونقلت المعركة إلى القاهرة حيث وجهت رسائل استعراضية على أمل أن تخفف من الضغوط الإيرانية عليها من خلال المؤتمر السني الأخير الذي أعلن النفير في سوريا. وأشارت مصادر خاصة إلى ان دوريات للحرس الثوري تحرشت الأسبوع الماضي بمواقع نفطية ومنشآت غاز في حقل الشمال التابع لقطر لتوجيه رسالة مهمة مفادها أن بإمكان إيران إيذاء قطر في مصدر رزقها الوحيد والمهم. يذكر أن أمير قطر حاول بعد انقلابه على والده الاستعانة بإيران كي تقف معه ضد السعودية التي لم تكن راضية عن الانقلاب. وحافظ على علاقات جيدة مع طهران مبتعدا عن الوقوف بحدة معها ومنزويا خلف قرارات مجلس التعاون الخليجي