كثف وزير الخارجية الأميركية جون كيري من اتصالاته مع الجانب الفلسطيني خلال الأيام الماضية حيث أجرى، الجمعة، اتصالا مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالتزامن من تسريبات إسرائيلية بأن الأردن وافق على لعب دور أمني في منطقة الأغوار التي تصر إسرائيل على الاحتفاظ بالسيطرة الأمنية عليها في أي اتفاق مستقبلي مع الفلسطينيين. وفيما أكدت مصادر إسرائيلية بأن المسؤولية الأمنية عن الأغوار الواقعة على الحدود بين الأردن والضفة الغربية، ستكون بمشاركة الأردن وإسرائيل والفلسطينيين، تلقى عباس اتصالا هاتفيا من كيري، الجمعة، بحث خلاله آخر التطورات الحاصلة على صعيد الجهود المبذولة لإحياء عملية السلام. وفي الوقت الذي يواصل فيه كيري اتصالاته مع الفلسطينيين والإسرائيليين لبلورة أفكار أميركية لطرحها كأساس للعودة للمفاوضات، أكد عباس عقب الاتصال الهاتفي مع وزير الخارجية الاميركي، الجمعة، على ضرورة بذل كل جهد لإطلاق عملية السلام وفقا للمرجعيات المحددة، دون ان يكشف عن ماهية تلك المرجعيات وفق بيان رسمي صدر عن مؤسسة الرئاسة الفلسطينية، مشددا، على ضرورة الإفراج عن الأسرى ووقف الاستيطان. وفيما يصر الجانب الفلسطيني على ان تكون حدود الأراضي المحتلة عام 1967 مرجعية وأساس أية مفاوضات مستقبلية مع إسرائيل، أكد عباس، أن القدس هي مقياس السلام، وبدون القدس عاصمة لدولة فلسطين لن يكون هناك أي حل سياسي. وقال عباس خلال استقباله أصحاب المنازل التي هدمت خلال الشهر الحالي من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي في مدينة القدسالمحتلة، بمقر الرئاسة في مدينة رام الله، الجمعة، إن القدس الشرقية هي جوهرة دولة فلسطين، وهي في قلوب كل الفلسطينيين والعرب والمسلمين. وأضاف «لن نترك هذه الأرض، وكل ما بني عليها من استيطان فهو باطل ويجب أن يزول، ونحن متمسكون بأرضنا ولن نرحل مهما كانت الضغوط أو الهجمات التي نتعرض لها». وأشار عباس إلى أن القيادة الفلسطينية تولي القدس الأهمية الكبرى خلال مباحثاتها ولقاءاتها مع جميع دول العالم، مشيرا إلى أن قضية القدس والهجمة التهويدية والاستيطانية التي تتعرض لها تطرح وباستمرار مع الإدارة الأميركية راعية عملية السلام. وفيما أكد عباس بان القدس وما تتعرض له مطروحة بشكل دائم في أية لقاءات مع المسؤولين الأميركيين، وصف إسماعيل هنية، رئيس الوزراء المقال في قطاع غزة مخططات الاحتلال لانتزاع المدينة المقدسة من محيطها الفلسطيني العربي والإسلامي، بأنها «محاولات يائسة» لتغيير القدس ومعالمها الحضارية وإثبات المزاعم الصهيونية التلمودية في القدس والأقصى. وقال هنية خلال خطبة الجمعة بمسجد عمر بن عبد العزيز شمال قطاع غزة «إنّ الاحتلال غيّر الكثير من المعالم في مدينة القدسالمحتلة، تحت ظلال المفاوضات، وتسلل للمنطقة العربية والإسلامية، وشرعن التواجد على الأقل في نظر الرسميين والمطبعين والمتعاملين في منطق الدونية أمام الأمريكان والغرب، مشدداً على أن شعبنا عاش أكثر من 20 سنة في ظلال المفاوضات، فكانت المحصلة صفرا والرابح فيها المحتل». وحذر هنية من خطورة مساعي كيري لاستئناف المفاوضات بين السلطة وإسرائيل، مشددا على أنها تأتي في اطار السعي لتصفية القضية الفلسطينية، وتابع قائلا» تأتي ذكرى الإسراء والمعراج ومشاريع تصفية قضية فلسطين ما تزال تتواصل، وآخرها خطة كيري للسلام الاقتصادي، (...) يريدون من شعبنا أن يبيع الحقوق والثوابت مقابل رغيف الخبز والعيش في ظل الاحتلال، يريدون أن ينسى الشعب التضحيات والأسرى والدماء، على وقع ما يسمى بالسلام الاقتصادي والمال السياسي المغشوش». وشدد على أن المشاريع والخطط الأمريكية الأخيرة بمثابة مشاريع «الخديعة والغش السياسي»، مؤكداً أنها تهدف إلى طمس الحقائق التاريخية والعقائدية للشعب والأرض، ومحاولة لتكرار الفيلم المحروق» الذي يسمى بالمفاوضات مع الاحتلال. وقال إنّ الإغراء بالمال وسيلة أعداء الإسلام مقابل التنازل السياسي، «فالمليارات تتدفق من الإدارة الأمريكية مقابل التنازل السياسي، والتطبيع مع العدو، وتبادل الأراضي، والتواجد الأمني، والتخلي عن حق العودة». وفيما حذر هنية من المساعي الأميركية لاستئناف المفاوضات مع إسرائيل، أفادت صحيفة «يديعوت احرونوت» الإسرائيلية، الجمعة، بأن كيري عرض صيغة جديدة على إسرائيل والأردن والفلسطينيين فيما يخص بالسيطرة على منطقة غور الأردن ضمن اي اتفاقية سلام مستقبلية وهي إحدى القضايا الأكثر تعقيدا في الطريق لانجاز مثل هذه الاتفاقية . وأضافت الصحيفة ان كيري عرض على الأطراف ان تكون السيطرة الأمنية على هذه المنطقة الإستراتيجية مشتركة وانه افلح بعد اتصالات مكثفة مع عمان في إقناع الأردن بالموافقة عليها. وذكرت بان كيري عرض الصيغة على وزيرة العدل الإسرائيلية تسيبي ليفني وعلى يتسحاك مولخو مبعوث رئيس الوزراء الإسرائيلي خلال اجتماعه بهما الأسبوع الماضي . في حين رجحت مصادر أمريكية بان تكون هذه الصيغة جزءا من سلسلة مواضيع عرضها كيري على الأطراف في اطار المساعي لاستئناف محادثات السلام، حسبما جاء على الموقع الالكتروني للإذاعة الإسرائيلية الجمعة.