أبدت فنزويلا انفتاحا دبلوماسيا نادرا على الولاياتالمتحدة مشيرة إلى أن الوقت حان لإقامة علاقات أفضل بين البلدين. وقال وزير الخارجية الياس خاوا «سوف نبقى منفتحين على تطبيع العلاقات مع الولاياتالمتحدة». وأضاف أن «الخطوة الأولى تكمن في استئناف التمثيل الدبلوماسي على أعلى مستوى». وأبدى استعداد فنزويلا لتطبيع العلاقات مع الولاياتالمتحدة، شرط أن تقوم العلاقات على أساس الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية الفنزويلية. وأضاف «نريد بناء وتعميق صداقة مع الشعب الأميركي العظيم». وأشار خوا إلى تحقيق تقدم في عملية تطبيع العلاقات الأميركية الفنزويلية، من خلال إعادة التمثيل الدبلوماسي وتعيين كاليكستو أورتيغا قائما للأعمال في السفارة الفنزويلية لدى الولاياتالمتحدة. وقال «هذه رسالة للساسة الأميركيين حتى يفهموا رغبة فنزويلا في تطبيع العلاقات، من خلال تعيين أعلى السلطات الدبلوماسية، لأن الولاياتالمتحدة مازالت أكبر شريك تجاري لنا». غير أنه عاد وأوضح أنه عند الإقدام على هذه الخطوة، لم تفكر فنزويلا في رد الحكومة الأميركية بخطوة مماثلة فقط «لأن الولاياتالمتحدة أكثر من مجرد حكومة فهي لاعب اقتصادي واجتماعي وسياسي وفيها برلمانيون وحكام وحركات اجتماعية ودينية». يشار إلى أن خوا نفسه أعلن في آذار/مارس الماضي عن قطع قناة الاتصال مع الولاياتالمتحدة، ردا على تصريحات مساعدة وزيرة الخارجية الأميركية روبرتا جاكوسون الداعية لأن تكون الانتخابات الرئاسية المقبلة شفافة ومنفتحة وعادلة، وهي تصريحات اعتبرتها فنزويلا تدخلا بشؤونها. كما أعلن نائب الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، قبيل الإعلان عن وفاة الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز، عن طرد الملحق العسكري الأميركي ديفيد ديل موناكو، من البلاد، متهما إيّاه بالتخطيط لمؤامرة ضد حكومة البلاد. وكان الرئيس الفنزويلي الاشتراكي الراحل هوغو تشافيز من أشد منتقدي الولاياتالمتحدة التي هاجمها على مدى أكثر من 14 عاما حتى وفاته في مارس وتبنى خلفه نيكولاس مادورو الخط المتشدد ذاته حيال واشنطن. وشدد على أن هذا هو أحد الأهداف التي وضعتها الدولة الفنزويلية من بين أهدافها الدولية. ويذكر أن فنزويلا انتخبت مادورو رئيسا جديدا للبلاد إثر وفاة تشافيز بعد صراع مع مرض السرطان، بعد أن تولى منصب الرئاسة بفنزويلا منذ العام 1999، وهو يعرف بحكومته ذات السلطة الديمقراطية الاشتراكية، واشتهر بمناداته بتكامل أميركا اللاتينية السياسي والاقتصادي مع معاداته للإمبريالية وانتقاده الحاد لأنصار العولمة من الليبراليين الجدد وللسياسة الخارجية الأميركية. ولم تتبادل الولاياتالمتحدة وفنزويلا السفراء منذ 2010 غير أن مادورو أعلن في وقت سابق أن حكومته تود تكثيف الحوار مع الولاياتالمتحدة.. ولم يهنئ الرئيس الأميركي باراك اوباما مادورو على فوزه بفارق ضئيل في الانتخابات الرئاسية المثيرة للجدل في 14 ابريل في وقت طعن خصمه المعارض انريكي كابريليس في نتائج الانتخابات منددا بحصول عمليات تزوير. وعلى الإثر شن مادورو حملة بعنف على أوباما ووصفه بأنه «كبير الشياطين»، معتبرا أن الرئيس الأميركي «بارك يدعم هجمات اليمين الفاشي على الديمقراطية الفنزويلية». ورغم هذه الخلافات فإن فنزويلا تصدر حوالي 900 ألف برميل من النفط يوميا إلى الولاياتالمتحدة.