بنكيران للفنانين الشباب: سيروا على هدي الرواد والتصقوا بقضايا شعبكم وانتصروا للجمال والرقي والذوق الرفيع بمناسبة اليوم العالمي لحقوق التأليف، نظمت وزارة الاتصال والمكتب المغربي لحقوق المؤلف حفلا فنيا كبيرا تكريما للفنانين المغربيين المطرب فتح الله المغاري والممثل عبد الجبار لوزير، مساء أول أمس الأحد، بالمسرح الوطني محمد الخامس، بحضور رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران، ووزير الاتصال مصطفى الخلفي، والوزير المنتدب لدى وزير الاقتصاد والمالية إدريس الأزمي الإدريسي، ونخبة من فناني الأغنية المغربية وحشد من المسرحيين والمبدعين إلى جانب جمهور غفير من محبي الفنون المغربية من ساكنة الرباط وسلا.. وشارك في إحياء هذا الحفل التكريمي الرائع كل من محمود الإدريسي ولطيفة رأفت ونزهة الشعباوي وحنان الرجوي ومجموعة من المغنيات والمغنين رفقة جوق أوركسترالي وازن «فرقة ربيع الفن» بقيادة المايسترو مولاي أحمد العلوي؛ وكان الحفل من تنشيط الوجه التلفزيوني اللامع، صاحب برنامج مسار الذي يكرم الفنانين، عتيق بنشيكر. وبمجرد صعود عبد الإله بنكيران والوزراء المرافقين له خشبة المسرح، اهتزت القاعة بالتصفيق والأهازيج تحية لرئيس الحكومة الذي أبى إلا أن يشارك الفنانين فرحة تكريمهم، وبعد أن سلم للمكرمين ذرع العرفان والتقدير على مسارهم وحضورهم، قال عبد الإله بنكيران في كلمة ارتجلها بالمناسبة «إنني لم ألتق قبل اليوم بالفنان فتح الله المغاري ولم يسبق لي أن وقفت أمامه كما أقف اليوم، إلا أنني بعد أن تلقيت دعوة رسمية من وزير الاتصال لحضور هذا الحفل، لم أتردد في الاستجابة، خصوصا وأن دعوة أخرى وجهت لي كتابة من قبل الفنان فتح الله المغاري نفسه فترسخت لدي فكرة الحضور شخصيا هذا المساء تقديرا لهذا الرجل الذي أطربنا ونحن شبابا ولا زال يطربنا إلى اليوم»، وأضاف رئيس الحكومة قائلا «لن أنسى أبدا تلك المسرحيات الكوميدية الهادفة التي أمتعنا بها الثنائي محمد بلقاس رحمه الله وعبد الجبار لوزير أطال الله في عمره، الفنانون الأصيليون الأقحاح علمونا بالفعل دروسا في الجمال والذوق والرونق، وهم الذين يرجع لهم الفضل في ترسيخ قيم هذه الأمة وتربيتنا على حب الوطن والتشبث بهويتنا وأصالتنا، فنحن مغاربة وسنظل مغاربة باحترامنا لهذه المقومات الأساسية..» وأثنى رئيس الحكومة المغربية على الفنانين المكرمين ومن خلالهما على فناني جيلهما الذين اشتغلوا في ظروف صعبة، ومارسوا نشاطهم الفني والإبداعي بقناعة ونكران الذات، مذكرا بأمجاد الأغنية المغربية والمسرح المغربي خلال المسيرة الخضراء والأعمال الفنية الرائعة والخالدة التي أبدعوها لاستنهاض الهمم بروح وطنية عالية وما كانوا يبتغون وراء ذلك لا جزاء ولا شكورا. وختم رئيس الحكومة كلمته المقتضبة بالتوجه إلى الفنانين الشباب من أجل النهل من قبس الرواد، وحثهم على الالتصاق بقضايا شعبهم ليتمسك شعبهم بهم وليحبهم أكثر ويدعمهم ويساندهم، كما حثهم على الانتصار لقيم الجمال والرقي والذوق الرفيع والهوية المغربية الأصيلة والضاربة في أعماق الحضارة والتاريخ.. ومن جانبه تحدث الفنان نعمان الحلو، في هذا الحفل معتبرا في شهادة حول فتح الله المغاري، أن هذا الأخير، عصامي فنيا، أسس البوادر الأولى لما يسمى زجلا وأنا اسميه شعرا، يقول الحلو، وقامت أسس هاته المدرسة على البساطة والاختزال والإيحاء . وفسر المتحدث أن كلمات المغاري تتسم بالبساطة لأنها موجهة للأغنية ولما نقول الأغنية يتوجب على الشاعر بعد الكتابة تغليفها برداء البساطة وهذا في كثير من الأحيان يكون أصعب من عملية الكتابة ذاتها حتى تصل القصيدة المغناة لكل المستمعين بمختلف مشاربهم. أما سمة الاختزال، يضيف المطرب نعمان الحلو، فيبدو من خلال قدرة الشاعر على أن يقدم لك الموضوع برمته في البيتين أو الثلاث أبيات الأولى من الأغنية، مثلا: مطلع الأغنية الشهيرة (والله ما انت معانا/ ولا دايرنا فبالك/ دازت عل الفراق سنة واشتقنا فيها خيالك..). وميزة الإيحاء عند المغاري تعني أنه يكتب قصيدته بأبعاد مختلفة ويترك لك الاختيار في فهم البعد الذي توده، أغنية «كاس البلار» مثلا. هذا على مستوى الكلمة، أما على صعيد ألحانه، يقول الفنان الموسيقي نعمان الحلو، فهي قريبة من الوجدان المغربي ومشتقة من موروثنا اللحني المغربي، وقد وظف عدة قوالب منها العروبي والغرباوي وكذا الألحان المستمدة من الصوفية والهيث.. وهذا كله يندرج ضمن الأنماط المغربية الصرفة. والجميل، يؤكد المتحدث، أنها أثبتت انتشارها ونجاحها لعدة أجيال فأعجب بها المستمعون من الستينات إلى اليوم. أما الموال آو الارتجال بالأنغام المغربية فهو رائده وقلما تخلو أغنية له منه. وابرز نعمان الحلو أن حضوره كمطرب أيضا حضور قوي، وما علينا سوى تصفح صفحات اليوتوب والغوغل لكي نعرف أن عدد مستمعيه ومشاهديه يصل لأرقام قياسية. وفي ختام شهادته تمنى نعمان الحلو «أن ننصف هذا المبدع المغربي الظاهرة قيد حياته»، متوجها بالشكر للمكتب المغربي لحقوق المؤلفين على هاته البادرة ،كما اقترح التفكير في إحداث برنامج إذاعي أو تلفزيوني يساعد فيه هواة كتابة الأغنية لأن هذا هو الإشكال الذي نعاني منه اليوم في الأغنية، يقول نعمان الحلو.