المشكل باق مع محمد لمين على سرقته لأغنية "شفشاون" وسأقاضيه وجدة: عبد القادر كترة الفنان نعمان لحلو مطرب ملحن ومؤلف باحث موسيقي ومحاضر من مواليد فاس المغرب1965، استطاع أن يسمو بفنه إلى مصاف الموسيقيين الكبار ، وكسبت أغانيه المغربية سواء تلك التي أداها بنفسه أو التي أداها غيره من الأصوات شهرة واسعة وأحبها الجمهور الواسع لأنها تنطوي على ثنائية البساطة والعمق، كما وصفها كتاب مهرجان الرباط الدولي2005. شارك الفنان نعمان مساء يوم السبت 23 ماي الماضي في حفل تكريم الهرم الكروي المغربي عبدالله السطاتي بمدينة وجدة. ولتقريب القراء من جديد النفان نعمان أجرينا معه هذا الحوار... ■ في أي إطار يتواجد الفنان نعمان بمدينة وجدة؟ ■■ أشكر جريدة الأحداث المغربية على اهتمامها بالفن والفنانين...أنا هنا بمدينة وجدة لأنني قبل كل شيء نصفي الجميل وجدي، زوجتي وجدية وأنا أعتبر نفسي في بيتي هذا أول شيء،ثم دعاني صديقي السيد والي أمن وجدة إلى المشاركة في حفل تكريم الرياضي الكبير عبدالله السطاتي، وهي بادرة طيبة لأحد رواد المدربين في كرة القدم سي عبدالله السطاتي بحضور نخبة جميلة من قدماء اللاعبين الكبار ورواد كرة القدم، وأنا أحضر بكل فرح...،وهي فرصة لأحيي صلة الرحم مع أهل وجدة. ■ حضور نعمان في الساحة الفنية قوي، هل هناك من جديد؟ ■■ أنا أشتغل دائما ، ودئما هناك جديد، ومنذ ثلاثة أيام أنتجت أغنية جديدة باسم "الماء" وستذاع على أمواج الإذاعة قريبا، وهي أغنية تمثل "ناقوس خطر" على وضعية الماء، هي أغنية بالعامية تحكي "حجاية" بطريقة سلسة على شاكلة أغنية "المدينة"، كما صورت الفيديو كليب بولاية بورني بشمال ماليزيا خلال شهر مارس الماضي والنصف الآخر سيتم تصويره إن شاء الله خلال الصيف المقبل، هناك أغنية سترى النور خلال شهر يونيو اسمها "رحمة" وهي قصة تتحدث عن طفلة صغيرة عمرها 5 سنوات شفيت من داء السرطان، والهدف هو التحسيس بأنه في إمكان علاج 80 في المائة من مرضى السرطان إذا هم تلقوا مساعدات، هناك "تافيلالت" وهي أغنية تذاع عبر القنوات الإذاعية وسيتم تصويرها في فيديو كليب مع القناة الثانية... ■ هذا على مستوى الغناء، فما هو الجديد على مستوى التلحين؟ ■■ هناك مجموعة من الأعمال رأت النور مع لطيفة رأفت، وكريمة الصقلي،وحياة الإدريسي، وفؤاد زبادي يعني مع النجوم المغاربة...أنا أعيش دائما بين المطار وبيتي والستوديو. ■ كيف ينظر الفنان نعمان إلى المجموعات الموسيقية التي ظهرت، الراب والريكي...هل لها تأثير على الأغنية المغربية؟ ■■ إذا كنت تقصد الأغنية الشعبية المغربية فلا علاقة لها بهذه الظاهرة، ولكن الأغنية المغربية لا أعتقد أن تشكل خطرا...بالعكس هؤلاء شباب لهم طريقتهم الخاصة للتعبير عن ذواتهم بالموسيقى، فيها الجميل وفيها الأقل جمالا، فيهم المحترف وفيهم غير المحترف، والساحة مفتوحة على مصرعيها والبقاء للأصلح...هي موجة ستمر وسنحتفظ منها بالجيّد، وأنا ضد إيقاف هؤلاء الشباب، بل بالعكس علينا أن نتركهم يعبروا عن أنفسهم موسيقا والمغرب مفتوح على جميع الاتجاهات، وما الفن إلا انعكاس ما يدور في المجتمع وفي السياسية والاقتصاد...وأنصحهم أن يسيروا في الفن المغربي وهناك عدة فرق منهم "الفناير" و"أشكاين" "ومازاكن" سلكوا طريقا جميلة ووظفوا جُملا مغربية جميلة بتوزيعات عصرية حداثية وكلام يرقى إلى الزجل أو الشعر... ■ وعن الأغنية المغربية...؟ ■■ أنا ضد هذه التسمية وأحبذ أن أسميها الإبداع الغنائي المغربي المعاصر وندخل فيه جميع الإتجاهات، منهم الغيوان ومنهم الجيل ومنهم الشعبي، حتى تضخ دائما دماء جديدة في الفن المغربي. ■ لا بد لأي مهرجان أن يدعو عددا من المجموعات في موسيقى الراي والراب والريكي لضمان نجاحه... ■■ هي موضة...،حتى في فترة جيل جلالة وناس الغيوان كان نفس الشيء...لكن آنذاك كانت الدولة تشرف على المهرجانات أو على التظاهرات الفنية، خلافا لما هو عليه الحال الآن حيث إن المجتمع المدني ومنظمي المهرجانات هم من يختاروا نجومهم وفق أذواق شخصية جدا وهو الأمر الذي لا أتفق معه مائة في المائة...لما تكون هناك موضة فالكل يتبعها لكن الأمر يبقى قضية وقت فقط، والجيّد يبقى والردئ يذهب... ■ أين وصلت قضية نعمان مع الشاب محمد لمين حول أغنية "شفشاون"؟ ■■ استولى عليها بتحريف...التقيت به والتقيت بزوجته التي هي في نفس الوقت مديرة أعماله واعتذر لي فعلا وقلت له أنني لن أتابعه قضائيا أو ماديا لكن طلبت منه أن يُعدّل حقي الأدبي بما أنه أخذ أغنيتي ووضع عليها اسما آخر و...و...، طلبت منه أن يضع في الفيديو كليب الذي كان يُحضّره اسمي وإبداعي، لكن للأسف، لم يفعل شيئا ومازال الفيديو كليب يباع ويذاع بدون اسمي إذ أصبح الأمر تجاريا محضا دون أن أتلقى لا تعويضات أدبية ولا مادية...(للإشارة، غنى محمد لمين أغنية "شفشاون" بكلماتها ولحنها لكن وضع بدل "شفشاون" اسم "الجزاير" وتم ترويجها وتمت إذاعتها دون أن يشير إلى مؤلف كلماتها وملحنها نعمان لحلو). ■ هل ستقاضيه؟ ■■ سأترك الصلاحية للمكتب المغربي لحقوق المؤلفين لمتابعته لأن ذلك دوره، وكل ما يمكن أن يطلبه مني هذا المكتب هو رسالة، وأقول أن بيننا الصداقة والجوار وهو فنان جميل ولكن لم يُعِر الإهتمام لكل هذا. وما فهمت منه أن لمين غنى تلك الأغنية حبّا في نعمان وربما هي عادية في الجزائر ، لكن الأمر مغاير تماما في المغرب حيث هناك قانون حقوق المؤلف...ولو غنى "شفشاون" كما هي والله ما كنت لأؤاخذه، ولكن أن يأخذ أغنيتي ويحرفها دون ذكري فهذا لا أقبله...والجزائر تستحق أن تكون لها أغنيتها وليس بالذات تلك الأغنية...سأنتظر قليلا ،وإذا لم يُعدّل الفيديو كليب والأغنية سأحيل القضية على المكتب المغربي لحقوق المؤلفين وعلى القضاء. ■ نرى عددا من المغنيين يرددون نفس الأغاني دون أن نعرف أصلها، فأين حقوق المؤلف؟ ■■ ليس للفنانين المعترف بهم والمحترفين المسجلين بجمعية الفنانين والمكتب المغربي لحقوق المؤلف، أي مشكل من هذا النوع، وبالنسبة لي هذا هو أول مشكل أواجهه، حيث لا نجد مغنيا يردد أغنية عبدالهادي بلخياط وينسبها لنفسه... لكن هذا موجود في الشعبي لأنه غير مقنن إذ كل فنان يغني أغنية يدّعي أنها من إبداعه أو أنها قديمة وجدّدها أو أعادها أداءها في قالب آخر. وأنصح كل مبدع أن يقوم أول ما يقوم به هو تسجيل إبداعه بالمكتب المغربي لحقوق المؤلفين... ■ ومتى يحق للفنان أن يغني أغنية ما إذا أراد ذلك؟ ■■ إذا غنى أغنية ما مع ذكر أصحابها ولم تكن محور عمل تجاري فله الحق...وأنا يسعدني أن تغنى أغاني مع ذكر اسمي لأنني مبدعها، دون أن يكون لها هدف تجاري تذر عليه أرباحا فذلك ما أرفضه... ■ هل يرى نعمان أن كثرة المهرجانات تساهم في تطوير الأغنية المغربية؟ ■■ لا. لا. أولا، لا توجد الأغنية المغربية في هذه المهرجانات، وحتى إن وجدت فبنسبة جدّ ضئيلة ، بنسبة 1 في المائة، لدَرّ الرماد في العيون، نجد فنانا مغربيا أو فنانين في الوقت الذي ندعو 90 أو 95 في المائة من الأجانب بمبالغ خيالية. تَصوّرْ لو أننا أخذنا تلك المبالغ ورصدنها في بعث نهضة جديدة في الإبداع الغنائي والفني بصفة عامة في المغرب وبناء مراكز فنية...لكن لا ألوم الدولة لأنها ليست هي المنظمة لهذه المهرجانات ولكن المجتمع المدني مع الحاضنين... ■ لكن ما هو دور الدولة في هذا المجال؟ ■■ الدولة سائرة في طريق جميل، خاصة في 2009، بعد إخراج بطاقة الفنان، ثم التغطية الصحية للفنانين وتلاهما دعم وزارة الثقافة للأغنية. الدولة تقوم بدورها وأكثر، والتقصير الوحيد الذي يمكن أن نسجله هو أن تتدخل الدولة بحكم أن هناك مال عام رغم مساهمة المحتضنين بمال خاص، وفرض كوطا تفضيلية للفنانين المغاربة...مرحبا بالأجانب لكن ليس على حساب الفنان المغربي، فالفنان الأجنبي يحضر سبع مرات في السنة والفنان المغربي مرة واحدة في سبع سنوات وهذا غير معقول، هذا اسمه "الحكرة" بالدارجة المغربية...ومرة في حوار مع الأستاذ أحمد الطيب لعلج قال له أحد الفنانين المشارقة "صحيح أنكم كرماء في المغرب ،لكنكم بلداء في كرمكم"، أخذت هذا عن أستاذنا الكبير أحمد الطيب لعلج، وعقدة الآخر موجودة في المغرب، ليس فقط في الميدان الفني، بل حتى في الرياضة في مجالات أخرى وهذا لا علاقة له بالدولة ولكن بالمواطن العادي وهو ما يجب علينا التخلص منه. ■ هل للإعلام دور، وهل يغطي سهرة فنان أجنبي كما يفعل مع الفنان المغربي؟ ■■ لا. لا. تعطى للمشارقة أهمية أكبر، لأن التنافس لا يقتصر على الفن فقط بل حتى على المستوى الإعلامي المرئي و المسموع و المكتوب، ولما ندخل المجال الإعلامي هؤلاء ينتصرون علينا، لأن بلدانهم تتوفر على مئات التلفزيونات والقنوات الدعائية. ولو كان التنافس فنيا فقط لكنا في نفس المستوى أو أحسن... ■ هل وضعية الفنانين الآن أحسن مما كانت عليه من قبل؟ ■■ كانت وضعيتهم وأتحدث عن المحترفين الذين يحترمون أنفسهم، حسنة "يعيشوا مزيان، ويكذب عليك الكذاب"، هناك أناس يبكون ويشتكون دائما لكن دون أن ينتجوا...وأنا من هؤلاء الفنانين الذين يعيشون من فنهم، لست مليونيرا ولا محتاجا ، ولا ينقصني شيء،وهناك كثيرون أمثالي... ■ ما هي آخر كلمة نعمان للجمهور؟ ■■ هي عملية ثلاثية، هناك الإبداع والإعلام والجمهور،بالتساوي، وإذا لم نعطي نصيبنا 33 في المائة كلنا، ستسقط المعادلة...