أسدل الستار يوم السبت بالمركب التربوي لخريبكة، على فعاليات المهرجان الإقليمي الخامس عشر للمسرح والفنون بتتويج المؤسسات التعليمية التي أثبتت كفاءتها ضمن 15 من الثانويات الإعدادية والتأهيلية المشاركة على مستوى إقليمخريبكة في مجال المسرح والموسيقى والبيئة. فعلى المستوى الثانوي التأهيلي، عادت الجائزة الأولى في مجال المسرح لثانوية ابن عبدون التأهيلية عن مسرحيتها «تعالوا نركع» تلتها في المرتبة الثانية ثانوية الموحدين التأهيلية بمسرحيتها «جامع الدوار»، فيما ارتأت لجنة التحكيم في ما يخص الثانويات الإعدادية منح الجائزة الأولى مناصفة بين مؤسستي الشهيد المعلم العربي لعرضها المسرحي «خيط من دخان» والقاضي عياض عن مسرحية «شموسة»، وكل هذه المؤسسات من مدينة خريبكة. وتم تتويج مؤسستين اخريتين لانفرادهما بعروض فنية بلغات أجنبية ويتعلق الأمر بكل من ثانوية القادسية الإعدادية بجماعة الشكران دائرة أبي الجعد التي شاركت بمسرحية فرنسية حول الخادمات المعنفات وأخرى باللغة الانجليزية لثانوية الخنساء الإعدادية بخريبكة حول الكفاح من أجل تحقيق الحلم. وبعد التنويه بالمجهودات المبذولة من قبل كافة المؤسسات التعليمية، أوصت اللجنة من أجل الرفع من مقومات العمل المسرحي بضرورة التعامل باحترافية مع المؤثرات الصوتية والمصفاة اللونية (الأضواء) وكذا الاختيار المناسب للملابس وأدوات تأثيث الفضاء بشكل يخدم النص، مع تجنب الإفراط في الحركات الزائدة التي قد تشوش على الممثل والمتلقي على حد سواء، فضلا عن مراعاة الجانب التربوي والأخلاقي كشرط أساسي في هذا الجنس من الإبداع الفني. أما فيما يخص التربية الموسيقية، واستنادا إلى الطاقة الإبداعية لدى الأستاذ ومدى حضور المجموعة الصوتية فضلا عن طبيعة الموضوع المتناول، فقد وقع الاختيار على ثانوية الإمام مالك الإعدادية لاحتلال المرتبة الأولى وبعدها ثانوية القاضي عياض بخريبكة ثم ثانوية خالد ابن الوليد الإعدادية ببوجنيبة في الصف الثالث. وقد شكلت هذه المناسبة فرصة سانحة للتأكيد على أهمية البيئة في الحياة المدرسية حيث حظيت أربع ثانويات بجوائز الاستحقاق في المجال الايكولوجي اعترافا بما أضفاه تلامذتها من لمسات فنية وجمالية على فضاءاتها ومساحاتها الخضراء ويتعلق الأمر أساسا بكل من إعداديات الإمام مالك و بدر وخالد ابن الوليد إلى جانب ثانوية ابن ياسين. خلال هذا الملتقى السنوي، المنظمة من طرف جمعية الأنشطة الاجتماعية التربوية تحت إشراف نيابة وزارة التربية الوطنية بخريبكة، جددت الدعوة لكافة الثانويات على مستوى الإقليم من أجل تكثيف مشاركتها في الدورات القادمة وتنويع مساهماتها لتشمل قضية الصحراء المغربية وفلسطين والهدر والعنف المدرسيين وغيرها ممن المواضيع ذات البعد الاجتماعي والوطني . وأكد نائب وزارة التربية الوطنية بخريبكة، نور الدين بوحنيك، أن الدورة الخامسة عشرة للمهرجان الإقليمي للمسرح والفنون، أن هذا الملتقى التربوي السنوي الذي تنظمه جمعية الأنشطة الاجتماعية والتربوية لخريبكة، والتي تضم نخبة من الكفاءات المؤهلة، يشكل متنفسا وفرصة سانحة لتفجير الطاقات الإبداعية لدى التلاميذ خاصة في مجال المسرح والموسيقى والبيئة. وأبرز أن خصوصيات هذه الدورة تكمن في مشاركة 15 مؤسسة تعليمية، أفرزت الإقصائيات تسعة منها والتي تتميز بأجود أعمالها الإبداعية سواء من حيث العروض المتميزة أو طبيعة المواضيع المستهدفة، مشيرا إلى أن مثل هذه المبادرات من شأنها الإسهام في تفعيل الحياة المدرسية من خلال النوادي كنواة تعليمية كفيلة بكشف النقاب على المؤهلات التي تزخر بها الفضاءات المدرسية سواء بالوسط الحضري أو القروي على حد سواء. وأضاف أن اختيار فضاء المركب الثقافي لخريبكة لتقديم هذه الأنشطة المتنوعة يروم ضمان فرجة ممتعة وظروف ملائمة تتيح للمشاهد إمكانية تتبع العروض المسرحية والوصلات الموسيقية في أبهى صورها، وذلك بالنظر لجودة الإنارة والديكور والأجهزة الصوتية التي يوفرها هذا المسرح وفقا للمعايير والمواصفات التي ترتكز عليها لجنة التحكيم في تقييمها للمشاهد المتبارية. وأشار إلى أنه على مدى 15 سنة من التجارب التي راكمها المهرجان فقد استطاع إبراز مجموعة من الأسماء اللامعة التي بصمت بعطاءاتها المتميزة فضاء المسرح والسينما والموسيقى والغناء من قبيل الممثل البسطاوي وغيره من الطاقات الإبداعية التي تعود ينابيعها الأولى لهذه المنظومة التربوية التعليمية.