تجاوز النمو في إفريقيا المعدل العالمي ومستويات قياسية للاستثمارات الخارجية المباشرة قال البنك الدولي إنه يتوقع ان يتجاوز النمو الاقتصادي في الدول الواقعة جنوبي الصحراء الكبرى معدل النمو العالمي في السنوات الثلاث المقبلة. وقال البنك إن ارتفاع اسعار المواد الأولية التي تصدرها الدول الافريقية وزيادة الاستثمارات اضافة الى تعافي الاقتصاد العالمي كلها عوامل ستتظافر لرفع معدل النمو في هذه الدول الى اكثر من 5 بالمئة. لكنه اضاف انه ينبغي على الحكومات الافريقية ان تبذل المزيد من الجهود للتأكد من ان هذا النمو سيساعد في محاربة الفقر. في هذا الإطار يشار إلى ان التقديرات تفيد بأن الاقتصاد العالمي سينمو بمعدل 2.4 بالمئة في العام الحالي. وقال البنك إن الاستثمارات الخارجية المباشرة في الدول الافريقية ستبلغ مستويات قياسية في السنوات المقبلة، إذ ستصل الى 54 مليار دولار بحلول عام 2015. وجاء في تقرير اصدره البنك ان النمو الاقتصادي القوي الذي تشهده القارة الافريقية قد اسهم فعلا في محاربة الفقر في القارة في السنوات العشر الماضية.وتشير الارقام الأولية التي نشرها البنك في تقريره الى ان نسبة الافارقة الذين يتقاضون اقل من دولار واحد و25 سنتا في اليوم انخفضت من 58 بالمئة من مجموع سكان القارة الى 48.5 بالمئة في الفترة المحصورة بين عامي 1996 و2010. وقال بونام تشوهان بوليه الاقتصادي لدى البنك الدولي «هذه المؤشرات تبشر بنمو مضطرد وفقر اقل وبحبوحة اقتصادية متزايدة للدول الافريقية في المستقبل المنظور فيما لو تم استثمارها بشكل صحيح.» الا ان البنك اضاف بأن الفوارق في الدخول والاعتماد على صادرات المعادن والمناجم في بعض الدول الافريقية تقوض جهود محاربة الفقر. وقال إن دولا غنية بالموارد الطبيعية كالغابون ونيجيريا وغينيا الاستوائية لم تنجح كنظيراتها الاقل غنى بهذه الموارد في مجال محاربة الفقر. وقال شانتا ديفاراجان، رئيس اقتصاديي البنك لمنطقة افريقيا، «بينما تشير الصورة العريضة التي ترسمها الارقام الى ان الاقتصادات الافريقية تنمو بشكل قوي وان الفقر ينكمش، فإن هذه الصورة تخفي الكثير من الاختلافات في الاداء الاقتصادي حتى بين الدول الافريقية التي تشهد معدلات نمو مرتفعة.» وأضاف البنك إن تطوير البنى التحتية في الدول الافريقية يعتبر عاملا حيويا لادامة النمو الاقتصادي، فالاستثمار في البنى التحتية يعتبر ضروريا لنجاح قطاعي النفط والغاز في دول شرق افريقيا ولاستغلال موارد الفحم الضخمة في موزمبيق. كما ان قطاع التعدين في دول مثل غانا وغينيا وليبريا ونيجيريا وسييرا ليون سيستمر في جذب الاستثمارات. الا ان البنك اشار الى بعض المشاكل التي قال إنها قد تكبح النمو الاقتصادي، مثل الخلافات العمالية التي شهدتها جنوب افريقيا - اكبر الاقتصادات الافريقية - مؤخرا اضافة الى الخلافات السياسية التي تواجهها جمهورية افريقيا الوسطى ومالي وتوغو. وحذر البنك من ان هذا النمو الواعد يواجه بعض التحديات مصدرها ليس الازمة المستمرة في منطقة اليورو فحسب بل كذلك اي انخفاض غير محسوب في طلب الصين على المواد الأولية.