استغراب إسباني من المقترح الأمريكي إصلاحات المغرب لقيت ترحيبا من طرف العديد من العواصم بما فيها واشنطن أعرب الخبير القانوني الإسباني ميغيل انخيل بويول غارسيا عن «استغرابه «لاقتراح الولاياتالمتحدة٬ التي «أشادت دوما بصداقتها مع المغرب وبالإصلاحات التي شهدها في السنوات الأخيرة» في مجالات مختلف٬ توسيع مهمة )المينورسو) لتشمل مراقبة حقوق الإنسان. وتساءل ميغيل انخيل بويول غارسيا٬ رئيس مركز الدراسات الإسبانية المغربية٬ في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء بمدريد٬ «عمن يقف وراء هذه الفكرة الغريبة «للتحقيق في الانتهاكات المزعومة لحقوق الإنسان من قبل المغرب في الصحراء٬ «في وقت أشادت فيه العديد من البلدان بسياسة المملكة في هذا المجال». وأضاف أنه «من الغريب اليوم أن البلد الأكثر نفوذا في العالم الذي أشاد دوما بصداقته مع المغرب٬ يتهمه بارتكاب انتهاكات مزعومة لحقوق الإنسان بالصحراء»٬ مشيرا إلى أن الإصلاحات التي أطلقتها المملكة في السنوات الأخيرة «لقيت ترحيبا من طرف العديد من البلدان٬ بما فيها الولاياتالمتحدة»٬ وجعلت من المغرب «نموذجا يحتذى به» في مجال الإصلاح الديمقراطي وحماية حقوق الإنسان٬ إلى جانب «حربه على الفساد والإرهاب»٬ واعتماد دستور جديد في يوليوز 2011 بعد استفتاء شعبي. كما تساءل «عما إذا كان هناك بلد في العالم حقق خلال السنوات العشر الماضية مزيدا من التقدم في جميع هذه المناحي٬ كما فعله المغرب»٬ مذكرا «بعض الساسة الأمريكيين»٬ بأن المغرب «هو البلد المسلم الوحيد في العالم٬ الذي تبنى قانونا حول المساواة بين الجنسين٬ وحيث يوجد برلمان منتخب بحرية وديمقراطية» من قبل المواطنين٬ ناهيك عن حرية التعبير والتنقل. وأكد ميغيل انخيل بويول غارسيا على أن المغرب يعد بلدا رائدا في مجال الديمقراطية والحريات والمساواة٬ مذكرا بأنه كان أول من اعترف باستقلال الولاياتالمتحدةالأمريكية. وندد السيد بويول غارسيا٬ الذي سبق له أن زار الأقاليم الجنوبية عدة مرات وكذا مخيمات تندوف٬ بالجرائم الوحشية المرتكبة ضد الضحايا والسجناء والمدنيين في معتقلات (البوليساريو) وهي «جرائم حرب»٬ مذكرا في هذا الصدد٬ باتفاقية جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية٬ التي دخلت حيز التنفيذ في 11 شتنبر 1970. وأشار الخبير القانوني الإسباني٬ في هذا السياق٬ إلى التقرير الذي نشرته منظمة العفو الدولية في خامس شتنبر 2003٬ والذي شجب الجرائم التي اقترفت ضد الأسرى المغاربة الذين كانوا محتجزين بسجون تندوف بالجنوب الجزائري. كما ندد بتحويل وسرقة قيادة (البوليساريو) للمساعدات الإنسانية الموجهة إلى الساكنة الصحراوية٬ مذكرا بأن الاتحاد الأوروبي واللجنة الأمريكية للاجئين كانتا قد شجبتا هذه الممارسات التي تندرج٬ أيضا٬ في خانة الجرائم ضد الإنسانية٬ وتنضاف إلى جرائم (البوليساريو) الأخرى٬ ومنها حالات الاسترقاق والاتجار في البشر بمخيمات تندوف٬ والتي فضحتها الصحافة الدولية مرارا٬ بما في ذلك صحيفتا (إلباييس) و(كنارياس 7). وأشار٬ في هذا الصدد٬ إلى الشريط الوثائقي «ستولن» (مسروقة) الذي أخرجه الصحافيان الأستراليان فيوليتا أيالا ودانييل فالشو بعد زيارتهما لمخيمات لحمادة. وقال انخيل بويول٬ إنه «بدل طلب تغيير طبيعة مهمة (المينورسو)٬ كان حريا بالولاياتالمتحدة التنديد بجميع قادة البوليساريو ومتابعتهم٬ أمام المحكمة الجنائية الدولية التي أنشئت في فاتح يوليوز 2002٬ بجرائم الحرب» التي يرتكبونها٬ مشيرا إلى أن هذه المحكمة لها صلاحية الحسم في حالة 900 أسير مغربي كانوا قد اعتقلوا بسجون البوليساريو٬ وذلك في «انتهاك صارخ لاتفاقية جنيف». يشار إلى أن مركز الدراسات المغربية الإسبانية٬ ومقره بسرقسطة (شمال إسبانيا)٬ يهدف إلى تعزيز الحوار والتعاون بين المغرب وإسبانيا فضلا عن التبادل الثقافي والتواصل بين البلدين٬ كما يعمل على تعزيز الروابط بين المجتمعين المدنيين بالبلدين من خلال مجموعة الأنشطة الأكاديمية والسياسية والاقتصادية والثقافية والتربوية.