مرة أخرى يقدم النظام الجزائري، من خلال أبواقه الدعائية وتصريحات بعض رموزه المعروفة، على استهداف المغرب، والتهجم عليه، فقط لأنه يصر على الدفاع عن وحدته الترابية، وعن سيادته الوطنية على كافة ترابه... ومرة أخرى يتورط نظام البلد الجار في التناقض مع ما يردده دائما، دون أن يصدقه أحد، بخصوص حياده المزعوم في قضية الصحراء، وبأنه لا أطماع له فيها... لقد هاجمت الصحافة الجزائرية في الأيام الأخيرة عددا من المسؤولين المغاربة، ضمنهم وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة، فقط لأنهم صرحوا بما يتفق عليه كامل الشعب المغربي، ومختلف قواه السياسية والمدنية حول الوحدة الترابية للبلاد. وكأن البلادة والجنون لا يتحققا فقط بالشتائم ودناءة الكلام، فقد خرجت المدعوة خليدة تومي وزيرة ثقافة الجيران لتقول بأن المغرب يقف وراء الانتقادات اللاذعة التي وجهت لها في الفترة الأخيرة بعد تصريحات سابقة لها مثيرة للجدل حول الصلاة والركوع لله. ولم تتردد السيدة التي يتضح أنها تعاني فعلا من (قلة الفهامة) في القول على هامش جلسة لمجلس الأمة، إن ما حصل معها يعتبر «حملة مغرضة شنّها مصريون بإيعاز من المملكة المغربية»، ثم زادت في الجنون (حبة) وأكدت، من دون أن يرف لها جفن، بأن الحملة التي استهدفتها هي شخصيا أريد بها المساس برمز من رموز الدولة الجزائرية، باعتبارها وزيرة للثقافة، مبرزة أن هذه الحملة بخصوص تصريحات لها، كانت بسبب موقفها من ملف الصحراء(كذا). وكانت وزيرة الثقافة الجزائرية، قد اعترفت بأنها كانت تصلي على «طريقتها الخاصة»، دون سجود ولا ركوع، معتبرة بأن السجود والركوع غير مذكورين في القرآن الكريم، بل إنهما «بدعة أتى بها بدو الخليج». لن نعلق على تصريحات تومي، وعن قناعاتها وتصوراتها، مهما كانت سطحية وشاردة، وهي متضمنة،على كل حال، في كتاب، هو في الأصل عبارة عن حوار كانت أجرته معها الصحفية الفرنسية، إليزابيث شملة، في العام 1995، ولكننا أثرنا الموضوع هنا فقط لنلفت إلى سلوك مستشري وسط رموز النظام الجزائري، حيث أن كل الشرور، بما في ذلك المرتبطة بهم كأشخاص، تأتي، برأيهم، من(المروك)، ويبذلون كامل جهدهم من أجل ترسيخ هذه القناعة وسط الجزائريين، لكن التعليقات المتفاعلة هذه الأيام مع تصريحات الوزيرة الجزائرية على موقع صحيفة(الشروق )الجزائرية، تكشف كيف أن الأجيال الجديدة من الجزائريين لم يعد ينطلي عليها هذا الكذب الأخرق. خليدة تومي ونظامها، التي تقول هي نفسها بأنها رمز من رموزه، ينسون بأن المغاربة جميعهم لا يقبلون أي استهداف لصحرائهم، ولن يفرطوا في أي حبة رمل منها، كما أنهم يهربون، أي رموز النظام الجزائري، من الجواب على السؤال الجوهري المتعلق بالوحدة الترابية للمملكة، ويتيهون، بدل ذلك، في تفاهة الشتائم والكذب. كل هذا لن ينفع.