شرعت جرافات الاحتلال الإسرائيلي، منذ أول أمس الأربعاء، في أعمال الحفر بساحة البراق المعروفة إسرائيليا «بالمبكى»، لإقامة مركز ديني يهودي بجوار المسجد الأقصى، وإجراء توسعة في المكان لاستيعاب المزيد من الزوار اليهود، وذلك وسط تنديد فلسطيني. وحذر الشيخ محمد حسين، المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، من خطورة ما تقوم به سلطات الاحتلال من جرائم مدروسة وفق مخططات موضوعة سلفا، تنفذ اليوم على أرض الواقع بغاية تهويد الحرم القدسي أو تقاسمه مع المسلمين. وأضاف المفتي أن ساحة البراق هي جزء من أملاك المسلمين الوقفية التي سعت سلطات الاحتلال مرارا وتكرارا للاستيلاء عليها، وأن سلطات الاحتلال تهدف من وراء هذه البناء إلى تسهيل الوصول إلى الأنفاق الموجودة تحت المسجد الأقصى، مبيناً خطورة هذا الانتهاك الجسيم الرامي إلى هدم المسجد بعد محاصرته بمعالم يهودية. وناشد المفتي العالم أجمع بحكوماته ومنظماته ومؤسساته وهيئاته التي تعنى بالسلام والإنسان والمقدسات للعمل على ثني إسرائيل عما تخطط له من تهويد للأقصى، وطمس هوية مدينة القدس وتشريد أبنائها، داعيا منظمة التربية والعلوم والثقافة «اليونسكو» إلى التدخل الفوري والسريع لإنقاذها والوقوف في وجه الآلة العسكرية الإسرائيلية التي شرعت بالفعل في مسلسل تغيير معالمها. ومن جهته قال ديمتري دلياني، عضو المجلس الثوري لحركة فتح، إن «المنظمات الدولية وفي مقدمتها منظمة اليونيسكو تتجاهل اعتداءات الاحتلال في ساحة البُراق بالرغم من أن هذه الاعتداءات مستمرة منذ احتلال مدينة القدس عام 1967» وأضاف دلياني، في بيان صحفي، أن دولة الاحتلال فرضت سياسة تغيير المعالم التاريخية والحضارية عبر عمليات تخريب وتزييف واضحة، دون أن تلقى الردع اللازم من المنظمات الدولية المعنية بالحفاظ على التراث الحضاري حول العالم. وشدد دلياني على أن عجز هذه المنظمات الدولية عن الوقوف أمام عملية التزوير التاريخي والتخريب المُتعمّد الذي تقوم به دولة الاحتلال في القدس عامة وفي محيط المسجد الأقصى خاصة، يُفقد هذه المنظمات شرعية الوجود و ُظهرها على حقيقتها العقيمة في الحفاظ على التراث الحضاري حول العالم، مطالبا بتفعيل دور المجتمع المدني في الدول العربية والإسلامية وخاصة تلك المعنية بالشأن الديني والثقافي والحضاري للنهوض في سبيل تعبئة الفراغ الذي يحدثه تجاهل المنظمات الدولية للاعتداءات الاحتلالية في القدسالمحتلة عامة والحرم القدسي الشريف بشكل خاص. من جهتها كشفت صحيفة «يديعوت أحرنوت» الإسرائيلية، عن مخطط يستهدف توسيع منطقة حائط البراق بمئات الأمتار لفض النزاع القائم بين اليهود المتطرفين ويهود الولاياتالمتحدةالأمريكية حول اختلاط النساء مع الرجال في المكان. ومن جهته قال الشيخ عزام الخطيب، مدير دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدسالمحتلة، إن الجرافات الإسرائيلية تقوم بأعمال حفر في ساحة البراق، تمهيداً لتنفيذ مخطط بناء مركز ديني يهودي في الساحة المعروف باسم «بيت شتراوس». وهو مخطط سبق الكشف عن بعض من تفاصيله قبل عام ونصف. وهو يتألف من 4 طوابق مساحته 900 مترا مربعا، تسعى إسرائيل لإقامته في الجهة الشمالية لحائط البراق واستخدامه كمدخل رئيسي للأنفاق الموجودة أسفل المسجد الأقصى. ويضم المبنى مكتبا للمسؤول عن حائط البراق بالإضافة إلى غرف لاستخدامات داخلية كغرف للملابس، وقسم آخر لاستخدامات الشرطة وستكون مطلة مباشرة على ساحة البراق.