لم تنتظر طويلا صرخة «انقذوني» التي أطلقتها عائلة وأصدقاء الشاب محمد أمين بوعبدالي والذي كان يرقد بين الحياة والموت بجناح العصبة المغربية لأمراض القلب والشرايين في انتظار نقله لفرنسا لإجراء عملية زراعة القلب، فقد تمكنت عائلته بعد تدخل إنساني من طرف وزير الصحة الحسين الوردي من نقله على متن طائرة معدة بأجهزة خاصة بوضعيته الحرجة يوم الجمعة الماضي إلى مستشفى جورج بومبيدو بفرنسا. وكان البروفيسور الحسين الوردي قد تابع شخصيا حالة الشاب محمد أمين بوعبدالي البالغ من العمر 25 سنة، خريج شعبة الهندسة بمعهد التكنولوجيا ببلفور بفرنسا، وزاره بجناح للعصبة المغربية لأمراض القلب والشرايين بمستشفى ابن سينا واطلع على حالته الصحية ثم اجتمع مع الفريق الطبي الذي كان يتتبع المريض، إذ بادر على إثرها الوزير بالنظر للحالة المادية للشاب ولأفراد أسرته إلى التكفل بمصاريف الرعاية الصحية لفائدة العصبة، وأكد التزامه بمواصلة مساعدة استشفاء الشاب بفرنسا. كما بادر إلى مساعدة والدة الشاب السيدة فاطمة على القيام بكل الإجراءات الإدارية والتقنية والحصول على التأشيرة، وأجرى في هذا الصدد اتصالا مع إدارة المستشفى الفرنسي «جورج بومبيدو» حيث ستجرى له عملية زرع القلب. وأفاد مصدر أن محمد أمين خضع لتدخل جراحي في اليوم ذاته الذي وصل فيه إلى المستشفى من أجل دعم وضعية قلبه، كما تم إجراء كامل التحاليل والفحوص الضرورية لعملية زرع القلب، هذا مع الإشارة إلى أن وزير الصحة على اتصال دائم بوالدة المريض ومرافقيه، لتتبع حالته الصحية ومعرفة آخر المستجدات الطبية في هذا الشأن. وكانت حالة أمين قد استنفرت أصدقاءه ومعارفه على صفحات المنتديات الاجتماعية حيث تم تداول صورته على الفيسبوك تحت عنوان «أنقذوني» من أجل جمع المبلغ المالي لنقله إلى فرنسا حيث كان يتطلب الأمر إعداد طائرة تتوفر على أجهزة خاصة بحالته الصحية الحرجة والتي تكلف حوالي 26 مليون سنتيما، فضلا عن جمع مبلغ مالي لإجراء عملية زرع القلب بفرنسا نظرا لاستحالة إجرائها بالمغرب، والتي تفوق تكلفتها 200 مليون سنتيما.