أعضاء الوفد الجزائري وعناصر البوليساريو غير متشبعين بروح وفلسفة المنتدى الاجتماعي العالمي «نجاح كبير» للمنتدى الاجتماعي العالمي الذي اختتمت فعالياته أول أمس السبت بتونس بتنظيم الحركة العالمية لمناهضة العولمة وشبكاتها الاجتماعية مسيرة تضامنية مع الشعب الفلسطيني تخليدا ليوم الأرض الذي يصادف 30 من شهر مارس». بهذه العبارات وصف كمال لحبيب الكاتب العام للمنتدى الاجتماعي المغاربي، عضو لجنة التنسيق المغاربية، في تصريح خص به بيان اليوم، النتائج التي أسفرت عنها أشغال المنتدى العالمي طيلة خمسة أيام متتالية حيث تم الانتصار لتيمة الحوار واقتراح البدائل الواقعية من أجل عالم آخر ممكن، بدل لغة العنف الذي حاولت عناصر جزائرية وأخرى تنتمي للبوليساريو جعلها عنوانا لمشاركتها في خرق سافر لميثاق المنتدى. وأكد كمال لحبيب، في حديث هاتفي من تونس لبيان اليوم، «أن هذا النجاح الكبير للمنتدى الاجتماعي العالمي الذي افتتح بالتأكيد على مبدإ المساواة واختتم بمسيرة مناصرة للشعب الفلسطيني، يشكل دفعة قوية للحركات والمنتديات الاجتماعية.. ذلك أنه منذ سنة 2001 تاريخ بروز الحركة المناهضة للعولمة الليبرالية وتشكيلها لمنتدى اجتماعي عالمي، لم تشهد تنظيم مثل هذه التظاهرة بهذا الزخم من النقاش الديمقراطي بين مختلف مكونات الحركة، بالرغم من المناوشات التي قامت بها عناصر جزائرية وأخرى من البوليساريو اتجاه مجموعة من أعضاء الوفد المغربي داخل المنتدى». وأفاد المتحدث أنه خلال استقباله من طرف رئيس الجمهورية التونسية، منصف المرزوقي؛ ورئيس الحكومة التونسية المؤقتة، علي العريض، تم التأكيد على الأهمية التي شكلها وبدون استثناء تنظيم المنتدى العالمي لسنة 2013 بتونس كأول بلد عربي، وعلى النجاح الباهر الذي حققه باعتباره فضاء للحوار الديمقراطي وتبادل الأفكار والتفاعل بين مكونات الحركات الاجتماعية والشبكات والمنظمات غير الحكومية ومكوّنات أخرى للمجتمع المدني المناهضة لليبرالية الجديدة والهيمنة على العالم من قبل رأس المال وكل أشكال الإمبريالية. وشدد كمال الحبيب، في هذا الصدد وبشكل ضمني، على عدم تشبع الوفد الجزائري وعناصر البوليساريو بروح وفلسفة المنتدى الاجتماعي العالمي، إذ أكد أن أحد المبادئ الأساسية التي ينبني عليها المنتدى تتمثل في احترام الآراء وتفادي استعمال العنف، مضيفا أن الخلاف في وجهات النظر يوجد حتى داخل مكونات النسيج المدني المغربي، وكذا داخل الحركة الاجتماعية للمنتدى؛ لكن يتم اعتماد الحوار كآلية للتفاهم، مبرزا أن النزاع حول الصحراء مطروح للنقاش ويتم بشأنه حوار بين المغرب والجزائر والبوليساريو تحت رعاية الأممالمتحدة. واعتبر أن مكونات حركات المنتدى الاجتماعي مطروح عليها اليوم وبشكل أساسي تقديم بدائل لحل النزاع منها فتح الحدود ورفع الحواجز أمام مواطني المنطقة للتنقل بكل حرية. وهذا الأمر يبدو بعيد المنال، يستطرد المتحدث، مشيرا إلى أنه «عندما يعجز الانفصاليون عن لغة الحوار يلجئون للغة العنف»، في إشارة إلى الاعتداء السافر الذي تعرض له صحفيون وبعض نشطاء المجتمع المدني المغاربة المشاركون في المنتدى الاجتماعي العالمي، فضلا عن اعتداء بالسب والشتم في حق كل النشطاء الأجانب الذين شاركوا في ورشات النقاش التي تم تنظيمها بشأن الصحراء المغربية والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في حق الصحراويين المغاربة بمخيمات تندوف تحت حماية جزائرية، والمقترح الواقعي الذي قدمه المغرب كمبادرة لحل النزاع. وقد تقدم الضحايا ببلاغ للسلطات الأمنية التونسية من أجل فتح تحقيق في هذا الحادث لمحاسبة المخالفين للقانون، مؤكدين استعدادهم للتعاون مع هذه السلطات ومدها بالأشرطة والصور التي تؤكد كل الاعتداءات التي مست حقوقيين ونقابيين وجمعويين وصحفيين. وفي ذات السياق وجه الضحايا نداء إلى المنظمات السياسية والنقابية والحقوقية، في الشقيقة الجزائر، للعمل على مواجهة هذا النهج البعيد عن مقومات التضامن والحوار بين الشعبين المغربي والجزائري. ومن جهتها أدانت النقابة الوطنية للصحافة المغربية الاعتداء الذي تعرض له صحافيون مغاربة خلال فعاليات المنتدى الاجتماعي بتونس، معتبرة أنه يعد استمرارا لنفس النهج الذي يخشى «انفضاح الحقيقة، لذلك يلجأ إلى أساليب الترهيب والعنف». وأعربت «عن تضامنها القوي، مع كل الصحافيين وكل النشطاء الذين تعرضوا للاعتداء من طرف عناصر غريبة عن المجال الجمعوي أو النقابي أو الحقوقي».