يوم الأرض الفلسطيني، هو يوم يحييه الفلسطينيون في 30 مارس من كل عام، وتعود أحداثه إلى عام 1976 بعد أن قامت السلطات الإسرائيلية بمصادرة أكثر من 21 ألف دونما من أراضي «عرابة وسخنين ودير حنا وعرب السواعد» وغيرها لتخصيصها للمستوطنات في سياق مخطط تهويد الجليل. إذ أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي منذ عام 1948 وفي سياق مصادرة مساحات شاسعة من الأراضي الفلسطينية، دمرت حوالي 418 قرية عربية في فلسطين بما فيها من مساكن ومساجد وكنائس ومعالم تاريخية تدميرا كاملا، ومنها قرى داخل الخط الأخضر منها قرى أقرت وكفر برعم وغيرها، ومنعت أهلها من العودة إليها. كما صادرت سلطات الاحتلال الإسرائيلي خلال الأعوام ما بين 1948 – 1972 أكثر من مليون دونما من أراضي القرى العربية في النقب والجليل والمثلث. فهبة يوم الأرض لم تكن وليدة الصدفة بل كانت وليدة مجمل الوضع الذي يعانيه الشعب الفلسطيني في فلسطينالمحتلة منذ ظهور إسرائيل. وظلت سياسة المصادرة وابتلاع الأراضي الفلسطينية هي المنهج الذي اتبعته الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة للاستيلاء على أراضي المواطنين الفلسطينيين. كما استمرت إسرائيل في نشاطها الاستيطاني وبصورة متصاعدة سواء بإقامة مستوطنات جديدة أو بتوسيع المستوطنات القائمة، في انتهاك صارخ لكافة قرارات الشرعية الدولية ومبادئها الثابتة، هذا، بالإضافة إلى استمرارها في بناء جدار الفصل العنصري، والذي سيبتلع مساحة 22 % من الأراضي الفلسطينيةالمحتلة، في تحد آخر للمجتمع الدولي ولقانون محكمة العدل الدولية بعدم مشروعية بناء الجدار. وتعمل حكومة الاحتلال في سبيل تحقيق مخططاتها، منذ أكثر من ستة عقود، على تهويد مختلف المدن الواقعة في مركز الأراضي المحتلة عام 1948 وذلك بتهجير سكانها الأصليين، حتى بقي من أهالي المدينة بعد تهجير المئات من اللاجئين الفلسطينيين عام 1948 نحو ثلاثين ألف نسمة يعانون من تضييق مستمر يهدف إلى طردهم. وبعد أن كانت فلسطين قبل عام 1948 غنيّة بأكثر من 2500 مكانا مقدسا، لم تعد اليوم تحتكم سوى إلى ما لا يتعدى ال 200 موقعا، وهذه المواقع تعتبر ملكا لدائرة أملاك إسرائيل يمنع على العرب ترميمها إلا بإذن من المحكمة العليا. وترفض السلطات ترميم الكثير منها خوفا من مثل هذه الخطوة، فهي ترى أنه إذا طالب أهالي يافا وحيفا وغيرها من المدن الفلسطينية، بحق ترميم بيوتهم ومعالمهم الأثرية فكأنهم يطالبون بحق العودة. وبمناسبة الذكرى ال37 ليوم الأرض تستعدّ قوات الحدود العربية المشتركة مع إسرائيل، في مصر، والأردن، وفلسطين، ولبنان، لتأمين انطلاق مسيرة عالمية للتضامن مع الشعب الفلسطيني تحت شعار «الحرية للقدس ولا لسياسات الاحتلال والتطهير العرقي والفصل العنصري والتهويد بحق القدس أرضا وشعبا ومقدسات». وفي السياق نفسه أوضحت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية أن الجيش الإسرائيلي يتأهب لمواجهة زحف مئات آلاف الفلسطينيين وغيرهم من الناشطين الدوليين نحو الحدود الإسرائيلية، مشيرة إلى أن متضامنين عربا وأجانب من 20 دولة بادروا إلى تنظيم «مسيرة القدس العالمية» المقرر أن تنطلق من أربع دول عربية هي: «الأردن ومصر وسوريا ولبنان» باتجاه فلسطين اليوم 30 مارس وهو يوم الذكرى السنوية ليوم الأرض للتضامن مع الشعب الفلسطيني والمطالبة بإنهاء الاحتلال. وفي تصريحات صحفية، أعلن صلاح الخواجا، منسق المقاومة الشعبية في الضفة الغربية، أن مسيرات منظّمة ستنطلق من جنوب الضفة الغربية باتجاه معبر بيت لحم المؤدي إلى مدينة القدس، إضافة إلى مسيرات أخرى تتجه نحو البلدات الملاصقة لمدينة القدس من الجهة الشمالية، ومسيرات ثالثة إلى بلدة أبو ديس، التي تعتبر البوابة الجنوبيةالشرقية للقدس. وأوضح أن «هذه المسيرات ستحاول الوصول إلى مدينة القدس؛ لتأكيد تمسك الشعب الفلسطيني بها عاصمة لدولة فلسطين». وذكر الخواجا أن «كل فعاليات يوم الأرض ستتوحد تحت عنوان واحد هو: «القدس» التي يمارس بحقها التهويد وسرقة الأرض والمقدسات». ويعد التحرك في يوم الأرض رسالة وحدة من كل القوى والفعاليات لمقاومة الاستيطان الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينيةالمحتلة وتشارك فيه، إلى جانب الفلسطينيين، مختلف المنظّمات الحقوقية الدولية والنشطاء المدافعون عن القضية الفلسطينية من مختلف أنحاء العالم.