في حفل موسيقي نظم مؤخرا، في إطار الدورة 32 لموسم أصيلة الثقافي الدولي, أدت فرقة بيت العود العربي الإماراتي تقاسيم على آلتي العود والقانون، وعزفت مقطوعات من صميم التراث الموسيقي العربي شكلت في مجموعها سمفونية إبهار لمجموعة تسير على درب الرواد الكبار. وعزفت فرقة بيت العود العربي، بمزج رفيع بين الأداء المنفرد والجماعي، نخبة من أجود المقطوعات التي ألفها كبار الفنانين العرب من قبيل محمد عبد الوهاب ومنير بشير ونصير شمة، نالت إعجاب الجمهور الذي غصت به جنبات فضاء مكتبة الأمير بندر بن سلطان. وبالفعل، فقد سافرت الفرقة بزوار مدينة أصيلة في رحلة تراثية توقفت في عدد من المحطات، انطلقت بهم من دولة الإمارات العربية المتحدة حيث يوجد مقر «بيت العود العربي»، وخاضت بهم ك»العصفور الطائر»، «جولةً في الأسواق العربية» و»أرض الإسراء»، اطلعوا خلالها على «تراث عربي» «كان في الأندلس»، قبل أن ترسم ب»بنفسج الأنامل» «جدارية الحياة». وتعطلت لغة الكلام بفضاء المكتبة، لمدة تزيد عن الساعة، فاسحة المجال لحوار ناجت خلاله الريشة الوتر، ونالت منه الروح الوطر، وقدحت فيه أنامل العازفين شرر تصفيقات الجمهور، الذي انبهر بمهارتهم في العزف على هاتين الآلتين الشرقيتين. وساهمت فرقة بيت العود العربي في هذه الأمسية, بستة من أعضائها، وهم العازفون أحمد حميد وشيرين التهامي وإياد الخالدي، وفيصل أحمد وبسام عبد الستار ومحمد طبارى. وتأسس بيت العود العربي على يد الموسيقار العراقي نصير شمة, في أكتوبر 1998 بالقاهرة، وتم تبنيه من طرف هيئة أبو ظبي للثقافة والتراث وذلك في إطار حرصها على إبراز تألق الآلات الموسيقية الأصيلة في الثقافة العربية من جهة وعودة تصدرها للمشهد الموسيقي المعاصر من جهة ثانية. وتواصلت هذه السهرات الفنية بتنظيم أمسية الجمعة الماضي، قدم خلالها العازف المغربي إدريس ملومي معزوفات على آلة العود.