تنطلق بمدينة الحمامة البيضاء، مساء يومه السبت، فعاليات الدورة التاسعة عشر لمهرجان تطوان الدولي للسينما الذي يحتفي، كل دورة، بسينما بلدان البحر الأبيض المتوسط. وتتميز نسخة 2013 ، المنظمة إلى غاية الثلاثين من شهر مارس الجاري، بتنوع أنشطتها حيث أنها لن تقتصر على المشاهدة الفيلمية بقدرما تتوزع على العديد من المحاور، لعل أبرزها الندوة المركزية التي سينشطها المخرج المغربي أحمد المعنوني وأسماء متوسطية أخرى، وستتناول، من جديد، إشكالية الإنتاج والتوزيع بحوض المتوسط، مشاكله ومعوقاته. وستؤثت فضاءات الدورة مائدتان مستديرتان سيتم تخصيص أولاهما للتفكير حول سؤال السينما وتاريخ الموريسكيين، وهو موضوع ذو حساسية خاصة لارتباطه بهذا الجزء العزيز من شمال بلادنا وتاريخه الذي يشكل جزء أساسيا من الذاكرة المغربية في بعدها الموريسكي/ الأندلسي، وسيتدخل فيها من المغرب، إلى جانب متخصصين إسبان، الدكاترة حسن أوريد وأحمد الطاهري وجعفر بلحاج السلمي. أما المائدة الثانية فتتمحور حول السينما والرواية المغربية، وتستدعي إليها سينمائيين وروائيين مغاربة ممن تم اقتباس أعمالهم إلى الشاشة الفضية، وتتميز بمشاركة مغربية مائة بالمائة من خلال مساهمة: الجيلالي فرحاتي، خليل الدامون، حميد الزوغي، عثمان أشقرا، عبد الحي العراقي ومحمد نضالي. ولن تخلو نسخة 2013 من فقرات تكريم ستشمل الفنانة المغربية ثريا العلوي مع عرض فيلم «باب لبحر» الذي تألقت فيه، وهو من إخراج داوود أولاد السيد، وتكريم المخرج المتميز سعد الشرايبي مع عرض ثلاثة من أفلامه هي «نساء في مرايا»، «نساء ونساء» و»الإسلام يا سلام»، وتكريم المخرج الإسباني فرناندو ترويبا والمخرج التونسي رضا الباهي، والممثل المصري أحمد حلمي. كما سيحتفي مهرجان تطوان السينمائي بالإصدارات السينمائية وسيعنى بتنظيم الورشات التكوينية ومناقشات الأفلام وغير ذلك. برنامج غني، إذن، لمهرجان عتيد سينمائيا، يتخذ من ضفتي المتوسط بحمولتهما التاريخية، تيمته الرئيسية، باعتبار أن هذا الحوض كان عبر التاريخ سباقا إلى بناء الحضارات وسباقا إلى إرسال السفن عبر البحر محملة بالسلع والبضائع والبشر، ومعها القيم الثقافية والتجارب الإنسانية المختلفة. كل هذا يجعل من مهرجان تطوان مهرجانا كبيرا داخل أجندة المهرجانات المقامة بالمغرب وفضاء سينمائيا / ثقافيا ينشد تقديم الذات عبر اكتشاف الآخر ومحاورته من خلال الإنتاج والإبداع السينمائيين باعتبارهما، في زمننا الحاضر، من أهم الفنون التي تمتلك القدرة على اختزال التجارب الثقافية والإنسانية للمجتمعات المختلفة، دون الحديث عن اعتباره فرصة كبيرة للوقوف على نقط التلاقي ونقط الاختلاف، بين شعوب البحر الأبيض المتوسط ثقافيا واجتماعيا، ناهيك عن الاستفادة من تنوع المستويات التقنية والفنية المعروفة في المعالجة السينمائية. بخصوص البرمجة الفيلمية، وهي حجر الزاوية بالنسبة لأي مهرجان يحتفي بالفن السابع، فتتميز الدورة التاسعة عشر بتقديم بعض من آخر الإنتاجات السينمائية المغربية مثل شريط «زيرو» لنور الدين لخماري، و»يا خيل الله» لنبيل عيوش، في مسابقة الأفلام الطويلة، إلى جانب عشرة أفلام متوسطية أخرى. كما نجد خمسة أفلام مغربية من ضمن الأفلام الثمانية عشر المشاركة في مسابقة الأفلام القصيرة، هي «الشقة رقم 9 « لمحمد إسماعيل، و»فوهة» لعمر مولدويرة، و»ألوان الصمت» لأسماء المدير، و»جيزابا» لأمير رواني، و»القردانية» لعبد اللطيف افضيل. هذا وتجدر الإشارة إلى أن الدورة الحالية تتميز بحضور وازن للنجوم المصريين، على رأسهم أحمد حلمي، وخالد صالح، وفتحي عبد الوهاب وغيرهم، بالإضافة إلى مخرجين مغاربة تركوا بصماتهم في السينما المغربية نذكر منهم عبد المجيد رشيش، محمد الشريف الطريبق، نور الدين لخماري، نبيل عيوش ومحمد إسماعيل على سبيل الذكر لا الحصر. وسيشهد حفل الافتتاح، المقرر مساء هذا اليوم، عرض الشريط الروائي الطويل الأول للفنان رشيد الولي «يما» وهو من إنتاج 2013.