لقد أظهر، فنان الريكي، المغربي منصف الجيلالي، الذي هو من مواليد مدينة أسفي المغربية، من أسرة مختلطة، ميوله لفن الريكي منذ طفولته متشبعا بأقطاب هذا الفن على الصعيد العالمي، بوب مارلي و الافواري ألفا بلوندي، و قد عمد الفنان منصف إلى إنشاء مجموعة، في بداياته الفنية و التي اختار للتميز، وصفات موسيقية منبعثة من روح هذا الفن باستلهام ألحان من الفنان العالمي بوب مارلي مع تطعيم وصلاته الموسيقية بمقامات كناوة. إيمان الفنان الافواري بالقدرات الفنية لمنصف لم تتركه غير مباليا ببزوغ فنان ريكي جديد اسمه منصف الجيلالي و تطوع بلوندي لتوزيع، أول ألبوم لمنصف في ربوع غرب إفريقيا سنة 1999، و الذي عنونه : « باراكا». هذا الألبوم لم يمر دون أن يتير فضول الصحافة المحلية و الوطنية بفرنسا و غرب إفريقيا و قد علقت عليه جريدة « أفري كولتور» بما يلي: «أول فنان ريكي من أصول مغاربية يلتزم بكل دقة بأصول الريكي كما هو معترف بها عند رواد هذا الفن العالميين و قد جعل منه ألبومه الجديد «باراكا» فنانا له وزنه على الساحة الفنية العالمية». وكان مرور منصف بالديار الفرنسية و بالضبط بمدينة نونسي التي درس و عمل بها، الوقع الايجابي على مساره الفني حيت استدعي سنة 2000 ، من طرف الفنان ألفا بلوندي للوقوف على خشبة المهرجان المحلي للجاز بنانسي و بعد ذلك بقاعة نيو مورنينغ بمدينة باريس أمام جمهور غفير استحسن أداء هذا الفنان الشاب. و بهذا المرور الايجابي ظهر إلى الوجود ألبومه الثاني «هجرة» والذي يعتبر ثمرة مروره بنانسي و باريس و هو يحوي في طياته، مجموعة من الأغاني تتميز بخليط موسيقي إفريقي، كناوي مغربي و ريكي جمايكي، و قد تم طبع هذا الألبوم باستوديوهات « أيروا « العالمية بلندن. الإنتاج الأخير لمنصف الجيلالي و الذي عنونه ب «الهادي»، هو أيضا عنوان لأغنية مع الفنان السنيغالي الشيخ تيديان و التي استخدم فيها الفنان مزيجا من موسيقى كناوا و بهذا الألبوم دشن مسيرته الغنائية الفردية و اظهر من خلالها ميوله الموسيقية و جدارته باللقب الذي نعتته به جريدة افريكولتور، كفنان ريكي عالمي. يحتوي البوم الهادي على أكثر من 7 أغاني، فيها تنوع جميل في مصادر الكلمة من عربية وفرنسية و كذلك «لهجة الولوف السنيغالي» كما اعتمد الفنان منصف كذلك على تنوع موسيقي به خليط من المقامات الموسيقية و تنوع كذلك في المواضع من الملتزم و الوطني و القومي و العاطفي و تعتبر كل من أغنية « مزينها بلادي» و «المغرب العربي» دعوة لحكام الدول الخمس المغاربية لإلغاء الحدود و التعاون بين الشعوب المغاربية و السماح بمرور الأشخاص بين هذه الدول بدون قيد أو شرط مسبق. أما أغنية « ياقوت» و أغنية «شالوم أو سلام » و هي دعوة كذلك للعرب و اليهود في فلسطين للتعايش السلمي و التعاون في شتى المجالات. منصف الجيلالي فنان متنوع المواهب و الأهداف، فنان بدون حدود و يعتبر كذلك امتدادا لتلك الموجة السبعينية التي عرفت انقلابا و تطورا كبيرين للأغنية المغربية من الظاهرة الغيوانية بالحي المحمدي و تزنزارت بسوس وصولا إلى المجموعات الغنائية الحالية من هيب هوب و راي و غيرها من الأنواع الموسيقية التي أغنت الريبيرطوار الموسيقي المغربي، و يعتبر الفنان منصف الجيلالي من الفنانين الملمين بكل هذه الأصناف في الآن نفسه . *كاتب صحافي