النوم غير الكافي والمهام المتعددة طريقك الأسهل نحو الإرهاق..! هل تشعرون بالتعب والإرهاق؟ السبب قد يعود إلى نومكم لوقت غير كافٍ، إذ يشير خبراء إلى أن قلة النوم بشكل مستمر تزيد من مخاطر التعرض للسمنة والسكري وأمراض القلب وغيرها من الأمراض، لذا فمن المهم الحصول على قسط وافر من النوم الصحيح. كما يجب على البالغين النوم ما بين 7 إلى 8 ساعات كل ليلة، مقارنة ب 9 إلى 10 ساعات للمراهقين، فيما يجب على الأطفال الأصغر سناً النوم لما لا يقل عن 10 ساعات كل ليلة. و للحصول على نوم هنيء وعميق ليلاً، ينصح الخبراء باتباع بعض الخطوات العملية منها الالتزام بجدول زمني للنوم من خلال الذهاب للفراش والاستيقاظ صباحاً في نفس الوقت يومياً، حتى في أيام نهاية الأسبوع، مما يمكن من تعزيز نمط النوم المنتظم. مع ضرورة الابتعاد عن الكافيين و عن الكحول وعدم تناول أي مشروب يحتوي على الكافيين في أوقات قريبة من الموعد لأن ذلك قد يزعج النوم. كما يجب الأخذ بعين الاعتبار ضرورة البدء بروتين محدد للاسترخاء قبل النوم، مثل أخذ حمام دافئ أو قراءة كتاب، فهذا يساعد في مرحلة الانتقال بين اليقظة والنوم. ومن المهم أيضا، بالنسبة لمن يقومون بالقيلولة اثناء النهار أن يحدوا منها لمدة لا تزيد عن 30 دقيقة، كي لا تواجههم صعوبة في النوم ليلاً. كما يفيد الخبراء أن التمارين الرياضية يمكن أن تساعد في النوم سريعاً وتعزز النوم العميق في الوقت ذاته، خاصة إذا حاول المرء التخلص من التوتر وعوامله، لكي يتمكن من النوم بهناء في نهاية اليوم المهام المتعددة والإرهاق ويرى ممارس الصحة المهنية البروفيسور تيم هاجمان أن من بين أسباب التعب والإرهاق اللذان يسببان الخمول وأحيانا ينتج عنهما الأرق فيما يعرف بظاهرة «stress»، تعدد المهام في العمل، وهو الامر الذي يعتبره هاجمان غير مجد على الإطلاق، إذ يضيع الوقت ويشتت الجهد، مشيرا أنه عوضا عن ذلك يجب تطبيق إستراتيجيات أكثر فعالية في العمل، وبالتالي أقل تأثيرا على جهازنا العصبي ولياقتنا البدنية. ويقول هاجمان -وهو محاضر في كلية دياكوني للعمل الاجتماعي في بيليفيلد في غربي ألمانيا- إن العقل البشري لا يستطيع إنهاء مهمتين في نفس الوقت، ولذلك عند مواجهته لمشكلات متزامنة يعمل العقل على الاختيار بينهما بسرعة. ويضيف هاجمان أن ما يسمى تعدد المهام يستهلك الكثير من الطاقة، ويؤدي إلى الإرهاق الذي هو عنصر شائع في العمل، ففي ألمانيا يشتكي 60% من الموظفين من كونهم مثقلين بالمهام التي يتوجب عليهم إنهاؤها في نفس الوقت. وفي استطلاع أجرته المؤسسة الفدرالية الألمانية للصحة والسلامة المهنية وشمل 18 ألف موظف قال 44% إن عملهم يتوقف بانتظام جراء المكالمات الهاتفية ورسائل البريد الإلكتروني. ويقول هاجمان إن التبديل بين المهام يؤدي إلى عدم الكفاءة، إذ من الشائع أن يطلع الموظف على بريده الإلكتروني ما بين أربعين وخمسين مرة في اليوم، وهذا يعني تعطيل يوم العمل كل عشر دقائق. وبالتالي يتم إنجاز القليل من العمل في الفترات التي تفصل بين الاطلاع على البريد الإلكتروني، وهذا يفسر لماذا يشعر بعض الأفراد أنهم لم يفعلوا أي شيء رغم عملهم طوال اليوم. ويقدم هاجمان عدة نصائح للتغلب على الإجهاد الناتج عن تعدد المهام، ومنها: * القيام بإغلاق النوافذ التي تظهر فجأة على المتصفح والرسائل التنبيهية التي تفيد بوجود رسالة بريد إلكتروني، ويجب ألا يحصل الموظفون باستمرار على التنبيهات التي تفيد بوصول رسالة إلكترونية جديدة، فكلما رأى الموظف تنبيهاً يخبره بتلقيه رسالة إلكترونية جديدة سيشعر بالفضول لمعرفة ما فيها مما يؤدي إلى تشتيت الانتباه, وعوضاً عن ذلك يجب وضع نظام لفحص صندوق الوارد بالبريد الإلكتروني على رأس كل ساعة فقط. * يتعين على مجموعات العمل أن تضع قواعد تحدد بدقة متى يجب ألا يتم إزعاج عضو آخر بالفريق. ويوصي هاجمان بمناقشة الموضوع داخل المجموعة والتوصل إلى أفضل طريقة لمنع تعطيل تدفق العمل، هل يتم إرسال أي رسائل بريد إلكتروني غير ضرورية؟ وما هي طريقة تحديد أولوية الرسائل؟ *وضع نظام لعناوين مواضيع رسائل البريد الإلكتروني يوضح مدى أولوية الرسالة، مما يسهل معرفة الرسائل الطارئة أو التي تنتظر لبعض الوقت. * اختيار فترة لحالة عدم الظهور للآخرين (أوف لاين) عبر غلق الموظفين حواسيبهم الشخصية وجعل هواتفهم المحمولة صامتة لمدة ساعة يومياً، في فترة استراحة للدماغ والجسم، مما يتيح التركيز لاحقا على الملفات الخاصة والصعبة.