تداعيات «مجزرة بلقصيري».. ارميل يطير إلى المدينة والداخلية ترسل طبيبا نفسيا لازالت أجواء الحزن الممزوجة بالذهول والاستغراب تخيم على مدينة بلقصيري، يوما بعد حادث مقتل ثلاثة عناصر أمنية على يد زميلهم بمفوضية الشرطة بالمدينة، في الوقت الذي نقل فيه الجاني إلى ولاية الأمن بالقنيطرة للتحقيق معه حول دوافع ارتكابه لهذه المجزرة. وانتقل المدير العام للأمن الوطني بوشعيب الرميل على وجه السرعة إلى المدينة لمواساة أسر الضحايا، وعقد اجتماع مع مسؤولي الشرطة بإقليم سيدي قاسم. وكانت مفوضية الشرطة بالمدينة عرفت بعد ظهر الأحد مجزرة رهيبة، حين استعمل رجل أمن في عقده الخامس، كان في حالة هستيرية، مسدسه الوظيفي وأطلق النار على ثلاثة من زملائه في العمل، الواحد تلو الآخر، وأرداهم قتلى، فيما تمكن من احتجاز ثلاثة آخرين، طالبا حضور المدير العام للأمن الوطني، مهددا بقتلهم أيضا، قبل أن يتمكن زملاء له كانوا يتواجدون في مقر المفوضية من السيطرة على الوضع وإلقاء القبض عليه. وأعلن بلاغ لوزارة الداخلية أن مقدم شرطة قام أول أمس الأحد بإطلاق النار بسلاحه الوظيفي على ثلاثة من زملائه بمقر مفوضية الشرطة بمشرع بلقصيري مما أدى إلى مصرعهم. وأوضح ذات البلاغ أن عناصر الأمن تمكنت من اعتقال الجاني، الذي كان في حالة هستيرية تجهل أسبابها. بلاغ وزارة الداخلية أفاد أن المديرية العامة للأمن الوطني، قامت على إثر الحادث، بإيفاد لجنة مركزية تضم طبيبا نفسيا إلى عين المكان، كما تم فتح تحقيق في الموضوع تحت إشراف النيابة العامة المختصة. وفي الوقت الذي نقل فيه الجاني إلى ولاية الأمن بالقنيطرة، حيث ستتكلف الفرقة الجنائية بالتحقيق معه حول ملابسات ودوافع الجريمة التي ارتكبها، تشير العديد من المعطيات أن الجاني الذي نقل مؤخرا إلى مفوضية المدينة لم يكن يعاني من أي اضطرابات نفسية أو عقلية، ولم يكن له أي عداوة مع الضحايا بل إنه كان على علاقة متينة بأحد ضحاياه، وهو ما أثار كثيرا من الاستغراب والذهول في أوساط الساكنة، حول الدوافع والأسباب التي تكون قد دفعته لارتكاب فعل من هذا القبيل. وتشير ذات المصادر إلى أن الجاني حضر إلى مقر مفوضية الشرطة صباح الأحد، غادرها بعيد ذلك لبضع الوقت، حيث توجه إلى إحدى المقاهي المجاورة، قبل أن يعود وهو في حالة هيجان، وفي طريقه صادف أحد زملائه وأطلق عليه الرصاصة الأولى، التي سمع دويها في البناية، حيث خرج الضحية الثاني لاستطلاع الأمر، فكان نصيبه مثل زميله السابق. وحسب رواية مصادرنا، فإن الجاني اقتحم أحد مكاتب المفوضية، ووجد زميله الثالث وأطلق عليه رصاصة أردته قتيلا، قبل أن يتمكن من احتجاز ثلاثة من زملائه مهددا بقتلهم إذا لم يحضر المدير العام للأمن الوطني. يذكر أن الضحايا الذين سقطوا برصاص زميلهم يسمون قيد حياتهم سعيد الفلاحي ورشيد بقدير ورشيد الحيمر، يعملون بمفوضية الشرطة بمشرع بلقصيري، منهم من قضى سنوات عديدة بالمدينة، أما الجاني فيدعى حسن بلوطي. وتسير كل المؤشرات إلى أن الجاني كان ينوي تصفية رئيسه المباشر، بسبب الضغوط التي يمارسها عليه الأخير في المدة الأخيرة، وتحديدا منذ التحاقه بالعمل بالمفوضية قادما إليها من الشمال. وحسب ما رشح من معلومات فإن الجاني ضاق ذرعا من تكليفه بالعمل بالحاجز الأمني بمدخل المدينة.