أقدم رجل أمن بمدينة مشرع بلقصيري، إقليمسيدي قاسم، على قتل ثلاثة من رجال الأمن رميا بالرصاص داخل مفوضية الشرطة بالمدينة، القتلى هم مفتشا أمن ورجل أمن حضري، واحتجز أربعة آخرين وذلك حوالي الساعة الثانية عشر والنصف من زوال أمس الأحد. وبخصوص تفاصيل الحادثة كما أفادتنا بها مصادرنا من عين المكان، والتي تتبعت الحادثة منذ البداية، فقد فوجئ المواطنون الذين اعتادوا ارتياد مقهى بالقرب من مفوضية الأمن بصوت طلقات نارية تصدر من داخل مفوضية الشرطة ليهرع الجميع إلى المفوضية قبل أن يفاجأوا بفرار المتواجدين بالداخل في حين تحصن رجل الأمن القاتل ويدعى محمد بلوطي بأحد مكاتب المفوضية وأحكم إغلاق الباب عليه. ومباشرة بعد أن شاع خبر مقتل عنصرين من رجال الأمن على يد زميل لهم، هرعت السلطة المحلية وعناصر الوقاية المدنية إلى مفوضية الأمن وسط ذهول مئات المواطنين الذين حجوا إلى عين المكان. وعند دخول عناصر الوقاية المدنية إلى البناية بحذر مخافة استهدافهم من قبل الشرطي القاتل، خاصة وأنه كان لايزال يحتفظ بمسدسه ليكتشفوا أن هناك ثلاثة قتلى وهم سعيد الفلاحي، رشيد باكدير ورشيد الحيمر كانوا مرميين على الأرض كل في زاوية فقاموا بإخراج جثث الضحايا، وإيداعهم مستودع الأموات فيما تمت محاصرة المبنى ودخلت عناصر الأمن والسلطات المحلية في مفاوضات معه للاستسلام، خاصة وأن مسدسه كانت به ذخيرة حية، فاستقدموا زوجته وابنه فاستسلم بعد ذلك من دون مقاومة . وأفادتنا مصادرنا من عين المكان بأن الشرطي القاتل كان في وضع هيستيري عندما استسلم، وأنه انخرط في نوبة بكاء وأن العناصر الأمنية احتجزته بالمخفر مكبل اليدين في انتظار انطلاق البحث معه حول خلفية ارتكابه جريمة القتل في حق زملائه . مصادر شبه رسمية أكدت أن الشرطي القاتل، ويدعى محمد بلوطي، ينحدر من منطقة حد كورت وهو حارس أمن من دون زي كان يشتغل من قبل بمدينة تطوان قبل أن يتم تنقيله مؤخرا إلى مشرع بلقصيري وكان مضطربا نفسانيا، مستبعدة أية خلفيات أخرى للجريمة . وقد أحيل رجل الأمن على الجهات المختصة لمباشرة التحقيق معه في انتظار كشف التفاصيل والأسباب الحقيقية للجريمة.