أعاد جيش الاحتلال الإسرائيلي بناء وحدة اغتيالات للعمل في قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة حماس، وذلك بعد 40 عاما من تشكيل تلك الوحدة لتصفية رجال المقاومة في القطاع عقب احتلاله من طرف إسرائيل عام 1967. وأوضحت مصادر إسرائيلية خلال الأيام الماضية، بأن تلك الوحدة التي يتم إعادة بنائها للعمل في قطاع غزة أقامها ارئيل شارون-رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق- بوصفه قائدا للمنطقة الجنوبية قبل أربعين عاما وبقيت موضع خلاف واختلاف حول طبيعتها والأهداف من إقامتها والمهام التي نفذتها. وأوضحت المصادر، أن قيادة المنطقة الجنوبية التابعة لقوات الاحتلال قررت إعادة بناء وحدة «ريمون» المعروفة في الصحافة الإسرائيلية بوحدة الاغتيالات والتصفيات سيئة الصيت. وجاء قرار إعادة بناء الوحدة على طراز وحدات اغوزي والدفدوفان وذلك للعمل في قطاع غزة بوصفه منطقة معادية تحتاج جنودا ذوي خبرة وقلوبا غليظة لا تعرف الخوف وفقا لصحيفة معاريف الإسرائيلية التي أوردت النبأ. وأضافت الصحيفة في وصفها للوحدة الجديدة القديمة، أن (عدة عشرات من الجنود المدربين جيدا والمسلحين بأفضل ما تحتويه الترسانة الإسرائيلية ويتمتعون بقلوب قاسية لا تعرف الخوف ويتصرفون بعنف شديد خلال توغلهم في عمق أراضي العدو متخفين في صورة مارة عاديين كي يتمكنوا من تصفية قادة المقاومة الفلسطينية) هذا الوصف والتوصيف، ليس غريبا على مسامع قدماء قادة الجيش الإسرائيلي، الذين خبروا وحدة ريمون المعروفة في إسرائيل باسم «وحدة الاغتيالات»، التي نشطت في سبعينيات القرن الماضي، وفرضت جوا من الخوف والإرهاب على المنظمات الفلسطينية وقادتها في قطاع غزة، إبان النشاط المسلح المكثف الذي عاشه القطاع في تلك الفترة التي لم يبق من عملياتها القوية سوى القصص المروية التي يتناقلها الإسرائيليون حتى اليوم وفقا للصحيفة المذكورة، التي قالت بأن العمليات بقيت ذكرى وقصصا، لكن «الإرهاب» لا زال موجودا في المنطقة، الأمر الذي استدعى إعادة وحدة الاغتيالات للحياة للعمل في ذات الميدان الذي شهد انطلاقة وحدة ريمون الأولى ،أي قطاع غزة. وشكلت وحدة ريمون السابقة الأساس والقاعدة التي انطلقت منها وحدات المستعربين الحالية والتي كانت بدايتها وحدة دوفدوفان العاملة في قيادة المنطقة الوسطى «الضفة الغربية» ونفذت العديد من عمليات الاغتيال والتصفيات ضد النشطاء الفلسطينيين لدرجة منح عناصرها وغالبيتهم من لواء المظليين ميداليتان عسكريتان حسب صحيفة معاريف. ووفقا لذات الأساس والمبدأ، أقيمت وحدة اغوز التابعة للواء غولاني وأنيطت بها مهمة مواجهة عناصر حزب الله اللبناني ونال عناصرها قبل خمس سنوات ميدالية رئيس الأركان الأمر الذي أثار غيرة قيادة المنطقة الجنوبية المسؤولة عن قطاع غزة التي قررت، وبناء على الدروس والعبر المستخلصة من الحرب الأخيرة على غزة، إقامة وحدة اغتيالات مشابهة تتبع لواء غفعاتي ويشكل قطاع غزة ساحة عملياتها بكل أشكالها ومكوناتها وفقا لذات الصحيفة. ولهذا الغرض، جمعت قيادة المنطقة الجنوبية خلال الأيام الماضية خيرة ضباط لواء غفعاتي ومن مختلف الرتب والمستويات وعلى وجه الخصوص ممن يخدمون في وحدة «غيدسر» النخبوية التابعة للواء المذكور وستقام في البداية وحدة من هذه القوات سيخضع عناصرها للتدريبات الخاصة والمكثفة وفي حال سارت الأمور كما هو مخطط لها ستتحول هذه الوحدة إلى كتيبة مستقلة تعمل تحت شعار غفعاتي. وفيما يتعلق باسم الوحدة الجديدة قررت قيادة المنطقة الجنوبية إطلاق اسم «ريمون» تيمنا بالوحدة السابقة التي عملت في القطاع بعد حرب عام 67 وبادر إلى إقامتها قائد المنطقة الجنوبية آنذاك ارئيل شارون وتولى قيادتها رئيس الموساد الحالي مئير داغان. وأخذت وحدة الاغتيالات اسمها «ريمون» من إحدى العمليات الناجحة التي نفذتها في القطاع، حيث اكتشفت مخزنا كبيرا للقنابل اليدوية «ريمون باللغة العبرية «، ولجأت إلى تعطيلها بطريقة تنفجر بين أيدي الفدائيين حين يهمون باستخدامها.