عودة العنف الطلابي.. مواجهات تنتهي بإصابات ومحلات تغلق أبوابها شهد الحي الجامعي مولاي إسماعيل بالرباط، ليلة السبت الماضي، مواجهات عنيفة بين طلبة يتحدرون من الأقاليم الجنوبية وآخرون ينحدرون من الخميسات، في أعقاب سهرة فنية بالحي الجامعي. وأسفرت هذه المواجهات عن إصابة العديد من الطلبة بجراح متفاوتة الخطورة، نقل بعضهم على وجه الاستعجال إلى مستشفى ابن سينا لتلقي العلاج. وانتقلت عدوى المواجهات بين الطلبة إلى الحي الجامعي مولاي إسماعيل، الذي كان بمنأى عن أي صراع، بعد الأحداث العنيفة لأول أمس السبت والتي خلفت العديد من الضحايا، وخلق حالة من الهلع لدى السكان المجاورين له، وتخوفات من أن تنتقل تلك المواجهات والأحداث إلى خارج أسوار الحي الجامعي. وحسب مصادر من عين المكان، فإن فضاء الحي الجامعي مولاي إسماعيل بالرباط، الذي يقع بحي المحيط، كان يشهد تنظيم سهرة فنية بباحة الحي، تعرض خلالها أحد الطلبة، وينتمي إلى إقليمالخميسات، لاعتداء من طرف طالب آخر ينحدر من الأقاليم الجنوبية، بينما كانت السهرة تشرف على نهايتها. وأضافت نفس المصادر أن تلك المواجهات استعملت فيها الأسلحة البيضاء والحجارة والزجاجات الحارقة، مما أدى إلى اشتعال النيران في أكثر من موضع. وأدت هذه المواجهات، حسب حصيلة أولية إلى إصابة ما لا يقل عن خمسة طلبة بجروح متفاوتة الخطورة، نقلوا على إثرها إلى المركز الاستشفائي ابن سينا لتلقي العلاج، كما سجلت بعض حالات الإغماء في صفوف الطالبات اللواتي كن يتابعن فقرات السهرة. واندلعت هذه المواجهات حين تعرض الضحية لاعتداء من طرف أحد الطلبة الصحراويين، الذي تؤكد كل المصادر أنه دخل إلى الحي الجامعي في حالة سكر بين. وهو ما لم يتقبله رفاق الضحية الذين هبوا لنصرته، بعدما لم تفلح كل محاولات ثني المعتدي عن حضور الحفل وهو في حالة سكر. وتضيف ذات المصادر أن الطالب المعتدي استنجد بزمرة من رفاقه الذين حضروا إلى مكان الحفل مدججين بالعصي والأسلحة البيضاء، وسرعان ما تطورت الأحداث بين الطرفين وتوسع مداها. وسادت حالة من الرعب في أوساط الطلبة بعد إلقاء الزجاجات الحارقة على تجمع الطلبة الحاضرين لفقرات السهرة، وعرفت ساحة الحي مطاردات بين هذا الطرف وذاك. وعرف محيط الحي الجامعي مولاي إسماعيل طوقا أمنيا شديدا من طرف القوات العمومية استمر إلى حدود صباح أمس الأحد، كما سادت حالة من الهلع والخوف في أوساط السكان القاطنين بجواره، خوفا من تطور الاشتباكات بين الطلبة وانتقالها إلى خارج أسوار الحي الجامعي. وسارع أغلب القاطنين الذين يتركون سياراتهم مركونة في الشارع بمحاداة الحي إلى إخلاء الشارع منها، كما اضطر بعض أصحاب المحلات إلى إغلاق أبواب محلاتهم، خوفا من تعرضها للتخريب.