شهد الحي الجامعي السويسي بالرباط أجواء من الرعب والترقب خلال الثلاث أيام الماضية، بعد اندلاع مواجهات دامية بين طلبة ينحدرون من الأقاليم الجنوبية، أدت إلى إخلاء شبه تام للحي من طرف الطلبة والطالبات خوفا من إلحاق الضرر بهم، أمام غياب أي تدخل لقوات الأمن التي ظلت مرابطة قرب ملحقة للأمن في مدخل مدينة العرفان. وتجددت المواجهات بين طلبة ينحدرون من مدينة العيون وآخرين ينحدرون من إقليم آسا الزاك وكلميم داخل الحي الجامعي ليلة الأحد 13 ماي 2012، استعملت فيها الهراوات ومختلف الأسلحة البيضاء والزجاجات الحارقة، مخلفة عشرات الإصابات متفاوتة الخطورة في صفوف الجانبين. وانطلقت أحداث العنف مساء الخميس الماضي إثر حدوث خلافات داخلية حادة في حلقية طلابية تطورت إلى اشتباكات بالأيدي، وعلمت «التجديد»، أن المواجهات أخذت منحى داميا يوم الجمعة 11 ماي 2012 بعد اقتحامات متبادلة للغرف، أدت إلى سقوط طالب من الطابق الثالث بجناح سكني، نقل على إثرها إلى المستشفى في حالة خطيرة نتيجة نزيف حاد على مستوى الرأس، وفي اليوم نفسه اشتعلت أحداث عنف قوية بعد فجر أول أمس، وحصلت عمليات كر وفر بين الطرفين من أجل السيطرة على محيط البنايات السكنية داخل الحي الجامعي، كما اشتعلت نيران في محيط إحدى البنايات السكنية. وفي سياق متصل، أكد مصدر مطلع، أن أعيان القبائل وبرلمانيو الأقاليم الجنوبية يقومون بتحركات متواصلة من أجل رأب الصدع بين الطلبة وإنهاء الخلاف الدامي بين الطرفين.وأبدى عدد من الطلبة استيائهم وامتعاضهم من أجواء العنف التي تخيم على الحي الجامعي وتعوق التحصيل العلمي، كما عبروا عن غضبهم للحياد السلبي لقوات الأمن التي لا تتدخل رغم إتلاف الممتلكات وسقوط إصابات وإرهاب الطلبة دائما في مثل هذه الأحداث.