لم يكن «محمد وراق» المصور الصحفي بجريدة «الأحداث المغربية»، يتوقع أن تنتهي مهمة تصوير عملية تحرير سوق عشوائي من الباعة بنقله إلى المستشفى وهو يحمل كدمات وإصابات متفرقة بجسمه. مهنة المتاعب وضعته هذه المرة في مرمى «عصا السلطة»، التي لم يرق أحد أعوانها أن تنقل عدسة آلة التصوير وقائع إخلاء «سوق الأربعاء» من أصحاب العربات والفراشات. «طرحة لعصا» التي كانت من نصيب الزميل «محمد وراق»، ابتدأت في حدود الساعة التاسعة وخمسة وأربعون دقيقة من صباح أمس الأربعاء. نقل الخبر بالصورة دفعه إلى حمل كاميراته الفوتوغرافية والتوجه صوب «سوق الأربعاء» الكائن قرب «لافيراي» السالمية بتراب مقاطعة سيدي عثمان بالدار البيضاء. كان الحدث تدخل السلطات المحلية بالمنطقة لإخلاء هذه السوق الأسبوعية من الباعة والتجار أخذ مجموعة من الصور وسط جلبة الحشود المتدافعة، وحين حاول الانصراف للعودة إلى مقر الجريدة، تفاجأ بعون سلطة قوي البنية ينقض عليه بعد أن حاصره خلف سيارة «ديباناج»، ثم أمسك بخناقه إلى أن جحظت عيناه، وبدأ في توجيه ضربات متتالية بواسطة جهاز اللاسلكي على مستوى الرأس. لم يتوقف «المقدم» الملاكم في تعنيف المصور الصحفي رغم تدخل بعض الزملاء لتخليصه من قبضته، حيث كان عون السلطة المدعو «المهدي» والموظف بالمقاطعة الحضرية 60، يحاول نزع آلة التصوير بهدف تكسيرها.