أضحى المركز الجهوي لتحاقن الدم بالرشيدية، مؤسسة اجتماعية بامتياز عبر شركاته المتعددة مع هيئات المجتمع المدني والمؤسسات العمومية، أطرتها الإستراتجية المعقلنة لتدبير عملية توفير الاحتياطي الكافي للدم، باعتباره مادة حيوية تخدم صحة الإنسان وحياته، بل بإمكان المركز توفير أكثر من خلال ما يمكن تحصيله من الدم من طرف المتبرعين الطوعيين الذين أصبحوا متوفرين بكثرة والمتجاوبين مع مبادرات المجتمع المدني المنخرط في نشر ثقافة التبرع بالدم، والواعي بأهمية ذلك، والمتوافدين أيضا باستمرار على هذه المؤسسة، كما أن الحاجة من الدم متحكم فيها بشكل معقلن لتفادي ضياعه وعدم الاستفادة من مما يقدمه المتبرعون، حيث يمكن للمركز أن يوفر الدم للمدن المجاورة والأقاليم الأخرى، وهذا مشروط بتوفير الوسائل اللازمة لنقله والحفاظ عليه، وتوفير الإمكانيات اللوجستيكية الكافية للمركز من أجل ذلك. لقد بات المركز الجهوي لتحاقن الدم بالرشيدية، صاحب المبادرة الخلاقة في رفع الإحساس والوعي الجماعي المجتمعي للمواطنين نحو المرضى المحتاجين لقليل من الدم، لقد انتصرت إرادة إدارة المركز في التجاوب مع المخطط الشمولي للمركز الوطني لتحاقن الدم، تقول الدكتورة فاطمة القباس مديرة المركز الجهوي بالرشيدية، شاكرة مجهودات الدكتور محمد بنعجيبة مدير المركز الوطني، الذي مافتئ يقدم كل سبل النجاح في المهام المنوطة بالمراكز الجهوية لتحاقن الدم عبر ربوع الوطن، من أجل خدمة المرضى ممن هم في حاجة ماسة للدم في سبيل علاجهم ووضع حد لآلامهم ومعاناتهم، مؤكدة على انبثاق سياسة جديدة للوجود محكمة بتصورات عمل ميداني وقاعدي مهم، أساسه التواصل المستمر والانخراط الوثيق مع كل الفاعلين والمتدخلين، وهي الإرادة المستمدة من النهج العام لوزارة الصحة بالتوجيهات النيرة للبروفيسور الحسين الوردي، تلك المجهودات الرامية إلى الرفع من كفاءة ومردودية كل المؤسسات الصحية كما يجب خدمة للمواطن. وهكذا عملت إدارة المركز الجهوي لتحاقن الدم بالرشيدية،على جدولة زمنية للحملات المتنقلة للتبرع بالدم بشراكة مع مجموعة من جمعيات المجتمع المدني وبعض المؤسسات العمومية تمتد من شهر يناير إلى شهر غشت 2013 ، كما أحدث المركز خلية إعلامية تضم في صفوفها بعض مراسلي الجرائد الوطنية بالإقليم، وذلك من أجل ربط جسور التواصل المستمر وتغطية أنشطة المركز في إطار سياسة إعلامية جديدة هدفها رسم آفاق التعاون المشترك مع الفاعلين في الحقلين المدني والإعلامي. إنها الصورة الواقعية التي تجسد أكثر الأهداف المرسومة من طرف إدارة المركز الوطني لتحاقن الدم والمعلن عنها مطلع هذه السنة، في اتجاه بلورة آفاق العمل وتطويره من خلال تنظيم حملات وطنية بشراكة مع المؤسسات والجمعيات الفاعلة في القطاع الصحي بدعم من الفنانين والرياضيين. وعلى نفس المنوال، نظم المركز الجهوي لتحاقن الدم بالرشيدية، حملة للتبرع بالدم بشراكة وتعاون مع معهد التكوين المهني في الأشغال العمومية والبناء بمبادرة من إدارة نادي التواصل والثقافة بالمؤسسة، تصادفت مع تخليد اليوم الوطني للسلامة الطرقية الذي اعتمد في أنشطته لهاته السنة بالمغرب عموما وبالرشيدية على وجه الخصوص أنشطة متنوعة جديدة ركزت على ضرورة جعل التبرع بالدم إحدى الأولويات، وذلك لما له من أهمية قصوى، على اعتبار الحاجة الماسة له خلال حوادث السير التي تزهق الآلاف من الأرواح بالمغرب وللأسف، لتكون جمعية الحسن الداخل المخلدة لليوم الوطني للسلامة الطرقية شريكة هي الأخرى في هذه المحطة الإنسانية والاجتماعية النبيلة، حيث تطوع للتبرع بالدم طلبة وطالبات المعهد بالإضافة إلى أطر قافلة السلامة الطرقية التي ضمت في صفوفها 76 تلميذ وتلميذة من الثانوية التقنية، ليبلغ عدد المتطوعين أزيد من 200 متبرع ذكورا وإناثا كلهم من الشباب الذين يتراوح معدل أعمارهم ما بين 18 و25 سنة، وليتمكن أطر المركز من تحصيل ما مجموع 138 كيسا من الدم، وهو الرقم الذي يتحقق لأول من خلال الحملات المتنقلة، التي جاءت بجديد آخر تمثل في تنظيم الطلبة والتلاميذ في انتظار دورهم للتبرع، حلقة نقاش جد هامة حول التبرع بالدم وقيمته الطبية ومنفعته الاجتماعية على الغير، محاولين رفع التوعية بالتبرع واتخاذه سنة دائمة، مبرزين إحساسهم النبيل، ورغبتهم في نشر ثقافة التبرع بالدم والتعريف بدور المركز ووجهة الدماء المحصل عليها خدمة للمرضى بالمجان. وعموما، يمكن اعتبار الرشيدية ورش حقيقي لنشر ثقافة الدم وتحقيق احتياطي مهم يمكن الاستفادة منه خارجها لفائدة مرضى المناطق المجاورة، لكن لابد للمركز الوطني لتحاقن الدم أن يعمل جاهدا على توفير الإمكانيات اللوجستيكية، التي من شانها تأهيل المركز الجهوي لتحاقن الدم بالرشيدية، مع ضرورة توفير الأطر الطبية الإدارية اللازمة للعمل وفق منظومة تتوخى تحقيق الجودة المرتبطة بحماية صحة المواطن وبدنه.