من المنتظر أن تناقش لجنة التعليم والثقافة والاتصال، بمجلس النواب، يومه الأربعاء، بحضور وزير التربية الوطنية، محمد الوفا، حصيلة تدريس الأمازيغية في المناهج الدراسية، الذي انطلق في موسم 2003-2004. وبالموازاة مع ذلك، أصدر المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية تقريرا مفصلا حول الإنجازات التي قام بها المعهد خلال عشريته الأولى (2002 – 2012 ) والتي تندرج ضمن المهام المنوطة به للنهوض بالثقافة الأمازيغية في مجالات التهيئة اللغوية والتربية والتعليم والعلوم الانسانية والتكنولوجيات الحديثة والترجمة والنشر والإعلام والانفتاح على المحيط الوطني والجهوي والمحلي. وأشار التقرير الذي توصلت بيان اليوم بنسخة منه، أن المعهد الذي يؤدي المأمورية الموكولة إليه كمؤسسة مواطنة ناجعة، يعتبر أنه «يتعين تذليل الصعاب ورفع الإكراهات التي تعيق صيرورة مأسسة الأمازيغية وإدراجها ضمن سائر الأوراش القطاعية»، مؤكدا على أن «التنزيل الصحيح والمتكافئ» للدستور وتفعيل الطابع الرسمي للغة الأمازيغية عبر وضع القوانين التنظيمية، يعد من التدابير الكفيلة بالنهوض باللغة والثقافة الأمازيغيتين في إطار السياسات العمومية على المستويين المركزي والجهوي. وبخصوص حصيلة تدريس الأمازيغية في المناهج التعليمية، وهو الموضوع الذي ستنكب عليه لجنة التعليم والثقافة والاتصال بمجلس النواب، اعتبر التقرير أن إدماج اللغة الأمازيغية في المنظومة الوطنية للتربية والتكوين تشكل إحدى الأهداف الإستراتيجية للمعهد، إذ أقام، منذ إحداثه، شراكة وتعاونا مع وزارة التربية الوطنية تم توقيعها بين الجانبين في 26 يونيو 2003 . وساهم المعهد بموجب ذلك في توفير الشروط الضرورية لإدراج الأمازيغية في مختلف المستويات الدراسية. وأشار المعهد في تقريره إلى المنجزات التي راكمها في مجال الكتب المدرسية والدلائل البيداغوجية وكراسات الوضعيات الإدماجية ودلائل الإدماج لكل مستويات التعليم الابتدائي، بالإضافة إلى تكوين حوالي 14 ألف أستاذ يمثلون 4% من مجموع أطر التعليم وطنيا و26% من المدارس التي تدرس بها الأمازيغية، أي حول 4000 مؤسسة. وتتطابق هذه الإحصائيات مع تلك التي أوردتها وزارة التربية الوطنية التي أشارت كذلك إلى تكوين 300 مفتش ومفتشة، و75 أستاذ كمكونين في مراكز أساتذة التعليم الابتدائي، مع بلوغ عدد التلاميذ الذين درسوا الأمازيغية في الابتدائي 15% ، أي 545 ألف تلميذ تعلموا الأمازيغية، على أن الوزارة تراهن على استفادة مليون تلميذ وتلميذة من مكونات مادة الأمازيغية خلال السنة الدراسية المقبلة. وكان محمد الوفا وزير التربية الوطنية، قد أكد، في تصريح سابق، على أن الوزارة اتخذت مجموعة من التدابير للدخول المدرسي المقبل والرامية إلى تسريع وتيرة تعميم تدريس الأمازيغية أفقيا وعموديا بسلك التعليم الابتدائي، مشيرا إلى أن الوزارة وضعت خريطة مدرسية خاصة بالأمازيغية، لترشيد تدبير الموارد البشرية المؤهلة، وأن تأطير التكوين الأساس والتكوين المستمر في الأمازيغية، يندرج في إطار الصلاحيات المخولة للمراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين. وبالعودة إلى تقرير المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، يلاحظ أن إدماج الأمازيغية في المنظومة التربوية، على الرغم من المكتسبات التي تم تحقيقها، لا زال يعاني من بعض التعثرات الاختلالات التي يتعين مجابهاتها. وفي موضوع آخر، أفرد التقرير حيزا مهما لمجالات النشر والإصدارات التي طبعت مسيرة المعهد منذ إحداثه إلى غاية 2011 حيث أصدر حوالي مائتي إصدار بمعدل 30 مؤلفا في السنة، بالإضافة إلى الأعمال الأخرى التي تندرج ضمن مساهمته للنهوض بالثقافة الأمازيغية عن طريق الكتاب في مختلف المجالات من قبيل تقعيد اللغة وتهيئتها وإدماجها في شتى الميادين مثل التعليم والإعلام وانتقال الامازيغية من الشفاهي إلى المكتوب، وتشجيع ودعم الانتاج الادبي والفني بالأمازيغية وإعادة طبع المؤلفات القديمة التي تعنى بالأمازيغية والترجمة الى الأمازيغية لتمكين الأمازيغ من قراءة أمهات الكتب العالمية والتعريف بالثقافة الأمازيغية عن طريق الترجمة الى اللغات العالمية.