المرأة الصحفية الفرنسية انتظرت 69 سنة لقيادة «لوموند» كان على المرأة الصحافية بفرنسا، انتظار 69 عاما للوصول إلى «برج القيادة» في صحيفة «لوموند» التي عرفت في فترة الثمانينات بقربها من الوسط اليساري وبدعمها لفرانسوا ميتيران. فالمراسلة الصحافية، ناتالي نوغاريد، التي خبرت دروب موسكو، وسياسات امتدادها الجغرافي، تمكنت خلال أسبوعين من إقناع إدارة التحرير بصواب خيار المساهمين، وجمعية المحررين في الصحيفة المسائية. ناتالي نوغاريد، الصحافية رقم واحد في البنية التحريرية والإدارية ل»لوموند»، والثامنة في لائحة رؤساء التحرير بداية من سنة 1944، بعد تأسيسها من طرف هوبير بوف - ميري، و»سفيرة» الصحيفة الفرنسية في عدد من بقاع العالم، تمكنت من إقناع مالكي «لوموند» من وضع ترشيحها منتصف فبراير المنصرم، وقدمت نفسها كخلف للصحافي المتوفى إثر سكتة قلبلية وسط قاعة التحرير، إريك إزرائيليفيتش، سابع رئيس تحرير في عمر «لوموند». ولم تتوقع خريجة معهد الدراسات السياسية في ستراسبروغ قبل 24 سنة، ومركز تدريب الصحافيين في باريس، أن تكسب ثقة حوالي 80 في المائة من أصوات 450 محررا. النسبة المرتفعة لثقة المحررين، دفعت بالقادمة من صحيفة «ليبيراسيون» الفرنسية، وإذاعة «بي بي سي» البريطانية، إلى إعلان رغبتها بعد انتخابها، في المحافظة على «تفوق الصحيفة»، ومواجهة تحديات الحقبة الرقمية. الحائزة على جائزة «البير- لوندر» (صحافي فرنسي خلال القرن الثامن عشر) لتغطيتها عملية احتجاز الرهائن الدموية في مدرسة بيسلان في أوسيتيا الشمالية في شتنبر 2004، تركز في اشتغالها المهني على تحديات العالم الرقمي، ردا على انتقادات زملائها بتركيز حياتها المهنية على الدوليات وقلة اطلاعها على التحرير على الإنترنت الذي تجريه الصحيفة. الصحافية الفرنسية الملتحقة ب «لوموند» سنة 1996، استطاعت في اقتراع سري لمجلس إدارة الصحيفة، أن تحظى بثقة سبعة أعضاء، فيما اعترض عضو واحد، وامتنع ثلاثة. ثلاث ساعات، لصحافية تبلغ 24 سنة في عمرها المهني، كانت كافية لإقناع جميع المحررين، من أجل انتزاع نسبة 80 في المائة من أصواتهم، في منافسة أربعة مرشحين كلهم رجال. تصويت غالبية محرري صحيفة «لوموند»، على ناتالي نوغاريد، لم يأتِ من فراغ، بل لأن ذات 46 ربيعا، تحظى داخل الصحيفة وخارجها بتقدير كبير على مهنيتها العالية، وستكون أول امرأة على رأس الصحيفة، وهي معروفة «باستقلاليتها» على ما أكدت إحدى زميلاتها. ناتالي نوغاريد، التي قدمت ترشيحها لرئاسة صحيفة بحجم «لوموند»، تعي جيدا السياق السياسي والاقتصادي، الذي تمر منه الصحيفة المسائية، ولم ترشح نفسها إلا من أجل تعزيز سيرتها الذاتية، بل لرغبة تولدت بداخلها، برفع التحدي، والحفاظ على مكانة الصحيفة فرنسيا، وإقليميا، ودوليا.