نبيل بنعبد الله يدعو لربط المسؤولية بالمحاسبة تتبعا لمسار الانتخابات الجزئية التي تعرفها دائرة دمنات ازيلال، والتي تم إعادتها على إثر قضية فساد انتخابي، ومن أجل الوقوف على أجواء هذه الحملة انتقلت جريدة" بيان اليوم" إلى عين المكان ، فتابعة حملة الرفيق عبد المجيد الرابحي، الذي دخل غمار هذه التجربة بعزيمة قوية، وبإرادة في التغيير على شاكلة ما تم تحقيقه بجماعة انزو التي يترأسها حاليا. الحملة الانتخابية بدمنات/ ازيلال، لها طعم خاص واستثنائي، والاستثناء هنا، فرضته اعتبارات عدة، منها أولا طبيعة المنطقة، التي تتميز بتضاريس وعرة، حيث يصعب على المرشح ولوج مختلف الدواوير التابعة لنفوذ الدائرة، وثانيا إلى طبيعية هذه الانتخابات الجزئية في حد ذاتها، التي جاءت على اثر قضية فساد معروفة، خلقت فجوة كبرى بين ما نقدمه من مادة انتخابية، وبين ما يمكن للمتلقي التقاطه منها. وقد لاحظنا في الدوائر القريبة من الشخص المتورط، نفورا قويا من العملية برمتها وهذا في حد ذاته إشكال قوي بالنسبة للرفيق عبد المجيد الرابحي، ولمرشحي الأحزاب الديمقراطية، التي تضع نصب أعينها محاربة الفساد، لأنها تواجه "أنماطا من البشر"، وهذا للإشارة، أمر عادي بحكم ما تكلمنا عنه، ممن استفزتهم التجربة السابقة، ويحاولون الآن استغلال الفرصة بأي شكل من الأشكال عبر استقطاب فئات أخرى من أجل تعضيد وزنهم . وإذا ما استحضرنا هذا المعطى مع الوقوف عند وضعية السكان التي تتسم بالفقر والعوز بحكم تاريخ المنطقة، ستتضح الرؤية أكثر، ويكون لموضوع شراء الذمم حيز أكبر في هذه العملية الانتخابية. لهذا فإن الرفيق عبد المجيد الرابحي يراهن وبكل صدق على الفئات المتعلمة، وعلى المجتمع المدني والضمائر الحية، التي وعت بأهمية العملية في شموليتها، واستطاعت أن تُفرق بين صوت الفساد وصوت الكلمة الصادقة، وهو على يقين أنه سيكتسح الساحة السياسية، ليس بمال الفساد وإنما بتحليله للواقع وبصدق برنامجه، وبما أضافته زيارة الأمين العام للحزب من قيمة مضافة، لأنها كانت وبدون مبالغة ضربة قوية لأعداء الديمقراطية ممن يصطادون في الماء العكر، بما أنها كشفت عن المسكوت عنه في بعض الخطابات، وقدّمت إجابات مستفيضة عما كانت تتساءل عليه الساكنة، ومناصري بعض النخب السياسية ومكونات المجتمع المدني التي تاهت وراء بعض التحليلات السفسطائية، التي لم تقتنع بعد، كما يقول الأمين العام ،بنجاح تجربة التنسيق مع إخواننا في العدالة والتنمية وفيما يقدمه حزب التقدم والاشتراكية من اقتراحات جريئة للحكومة إلى درجة انه وصف ب"صمام الأمان" لهذه التجربة. إن زيارة الأمين العام لهذه المنطقة الجبلية بأزيلال شكلت للرفيق عبد المجيد الرابحي وللحزب عموما دعما قويا، لأنها أفصحت، وبدون مجاملة عن رؤى الحزب لواقع العالم القروي عبر التواصل المباشر، وعرّت من جهة أخرى عن مختلف الإختلالات، التي يعرفها الإقليم ،واتضح أن رفيقنا بنعبد الله وبحكم اتصاله اليومي بقضايا السكان عبر مصادره الخاصة، يعيش ويعايش مع ساكنة دمنات /ازيلال همومها اليومية، وهو بذلك يختلف جوهريا عمن يحفظ مداخلاته عن ظهر قلب، ويعرضها بدون إحساس عن هذه القلوب المكلومة...وهذا التواصل الوجداني هو الذي خلق تجاوبا قويا بين الساكنة وبين ما طرحه أمين حزب الكتاب ،من حلول موضوعية لمختلف القضايا المطروحة، وعلى رأسها موقف الحزب من القضية الامازيغية، وقضايا التعليم والصحة، والمناصفة، والعدالة وحرية الرأي والثوابت المقدسة، بشكل عام، والقضايا المعيشية للسكان بشكل خاص. إن الساكنة الآن، وبعد هذا التلاحم الذي حصل أثناء هذه اللقاءات التواصلية بكل من دمنات المناضلة وجماعة انزو وجماعة تلكيت وغيرها من المسارات التي اعترضت سبيله، قد اقتنعت لماذا نجح مناضلو حزب التقدم والاشتراكية كمسئولين إلى حد ما في تدبير الشأن المحلي بجماعة انزو،فكلمة الأمين العام ،كانت دائما تربط المسؤولية بالمحاسبة، وتلك إحدى أخلاقيات الحزب التي تشبع بها مناضلوه، وأمست سؤالا محرقا يلاحقهم كلما تدبروا أمرا من أمور جماعتهم، والآن إنهم يراهنون أكثر على هذا الدعم المعنوي الذي يقدمه لهم الحزب مثلما يراهنون على العقول النيرة من الساكنة التي استوعبت محتوى خطاب بنعبد الله رفيقهم في الدرب، الذي كان يسائل كل الضمائر الحية من أجل التأمل في مسار كل من دخل غمار هذه التجربة لوضع النقط على الحروف، واستلهام العبر من التاريخ التي يرسم صفحات المسؤولين بكل حذافيرها.