الرياضة ليست حظا وإنما صناعة وعمل قاعدي دعا وزير الشباب والرياضة محمد أوزين٬ أمس الثلاثاء بالرباط٬ إلى وضع حد للجدل الدائر حول شرعية الجامعات الرياضية. واعتبر أوزين٬ الذي حل ضيفا على منتدى وكالة المغرب العربي للأنباء٬ «أن الأمر بات يتعلق بالمرور إلى التنفيذ والشروع في بناء أسس قوية٬ واستعادة أمجاد الماضي والظفر بألقاب جديدة إسهاما في تطوير الرياضة الوطنية». وأضاف: «أن الرياضة الوطنية عاشت سنوات عجاف، ليس في كرة القدم فحسب، بل في مجموعة من الرياضات، وذلك في غياب حكامة جيدة تنبني على أسس الشفافية والديمقراطية والتدبير والمساءلة». وتابع أوزين: «أنَّ الافتحاص الذي تمَّ إجراؤه عقب مجيئه إلى الوزارة، أبان عن وضع كارثي على المستويين التقني والإداري، بصورة تحتم الإسراع بإرساء الحكامة والشفافية، على اعتبار أنَّ تحقيق نتائج رياضية مرضية لن يكون بضربة حظ، وإنما عبر الاستثمار في الرياضة، لأنَّ الأخيرة أصبحت علما، وتستلزم عملا قاعديا دؤوبا، قوامه توسيع قاعدة الممارسين الذين من شأنهم أن يفرزوا نخبة من الأبطال». وأوضح المتحدث ذاته، أنه لا زال يعمل جاهدا من أجل إرجاع حوالي 30 بالمائة من الجامعات إلى الشرعية، بسبب تأثير صراعاتها الشخصية الطافحة، وفسادها على مستوى الرياضة الوطنية، مؤكدا أنَّ الحديث عن جامعة سيادية أمر راح وولى، فهو لا يعمل إلا على تطبيق القانون، كما طلب منه ذلك الملك محمد السادس. بيد أنَّ الأمر يستدعي تريثا حسب أوزين، الذي قال إنَّ جامعة كرة القدم، التي تحظى بالنصيب الأكبر من النقاش، بحكم شعبية الرياضة، جامعة ذات طابع خاص يفرض تغييرها إعادة للنظر في المنظومة بأكملها. ولأجل تلك الغاية، قام بتقليص الأموال الممنوحة للجامعات التي لم تبلغ الأهداف المسطرة لها. وحول إلغاء اللجنة الوطنية لمكافحة المنشطات، قال أوزين «لا يمكن اعتبار الأمر تصفية حسابات٬ وإنما يدخل في إطار إعادة هيكلة شاملة للوزارة، هذه الأخيرة التي تتحمل المسؤولية بعد الإخفاق في لندن لكونها لم تقم بدورها كما ينبغي، لذلك كان لابد من حل هذه اللجنة في انتظار إحداث وكالة لفحص المنشطات». واعتبر أوزين أن إشكالية الرياضة الوطنية ترتبط بشكل وثيق بضعف «قاعدة الممارسين»، وأن هناك أرقام صادمة بالنسبة لثلث الجامعات بالمغرب. موضحا أن هذه القاعدة تظل دون مستوى الامكانيات التي تم تخصيصها لهذا الغرض، لذا يجب العمل بحس جماعي وبرؤية وفلسفة واضحتين، حتى تتسع قاعدة الممارسين بالمغاربة مقارنة بما هو موجود بفرنسا وألمانيا. وبخصوص الموظفين الأشباح بوزارة الشباب والرياضة٬ قال محمد أوزين «إنه لا وجود لذلك٬ وإنما أبطالا حازوا ألقابا من أجل البلاد»، مضيفا أنه بالرغم من ذلك «هناك بعض التجاوزات» وأنه «تم اتخاذ الإجراءات الضرورية في حق مرتكبيها».