استغرب المستشارون أعضاء لجنة التعليم والشؤون الثقافية والإجتماعية، بالغرفة الثانية أول أمس الاثنين من غياب رئيس الجامعة الملكية لكرة القدم علي الفاسي الفهري عن جلسة المساءلة المخصصة لأسباب إقصاء المنتخب المغربي من نهائيات كأس إفريقيا الأخيرة بجنوب إفريقيا. وندد المستشارون وبشدة بغياب الفاسي الفهري معتبرين الأمر متعمدا «لأنه ليس المرة الأولى التي يرفض فيها الفهري المثول أمام نواب الأمة»، مؤكدين أن ذلك يضرب في النص الدستوري الذي يربط المسؤولية بالمحاسبة. هذا واعتبر المستشارون أن غياب رئيس الجامعة دليل على استهتار بدور المؤسسة التشريعية، مطالبين بضرورة اتخاذ المجلس الخطوات التي يراها مناسبة لدفع المسؤولين للاستجابة لطلبات انعقاد اللجان البرلمانية. من جهته أكد وزير الشباب والرياضة محمد أوزين، على ضرورة طي صفحة مشاركة المنتخب الوطني المغربي لكرة القدم في نهائيات النسخة ال29 لكأس إفريقيا للأمم 2013 بجنوب إفريقيا التي خرج فيها من الدور الأول، و»استشراف المستقبل عوض البكاء على التاريخ والتفكير مليا في مستقبل كرة القدم المغربية». وقال أوزين أن مسؤولية هذا الفشل يجب أن يتحملها كل المتدخلين في الشأن الرياضي الوطني، مؤكدا أن «الإمكانيات المادية وحدها غير كافية، والنتائج الرياضية لا تأتي بالصدفة، مضيفا أنه «لم أعد الشعب المغربي بنتائج فورية»، ومعربا عن أسفه لغياب الخلف في العديد من الرياضات. وأشار أوزين إلى أن 85 بالمائة من الجامعات الرياضية توجد في وضعية قانونية، بعد عقد جموعها العامة على التوالي، داعيا إلى ضرورة وضع أسس للحكامة الجيدة، وتحسين نظام التكوين، وجعل الجهة العمود الفقري للتنمية الرياضية. وفي هذا السياق شدد الوزير على أهمية تعزيز البنية التحتية الرياضية، وتنفيذ استراتيجية وطنية لاكتشاف ودعم المواهب الشابة، واحترام قواعد الديمقراطية والشفافية في العلاقة التي تربط الوزارة الوصية مع الهيآت التي تشرف على الرياضة الوطنية، بالإضافة إلى وضع مشروع قانون تحديد شراكة جديدة بين الدولة والحركة الرياضية والجماعات المحلية. وأكد الوزير أن من بين أسباب الاختلالات عدم وجود استراتيجية لتطوير كل رياضة على حدة، والنقص في التأطير في جميع الفئات مع قلة برامج التكوين وفشل نظام التنقيب عن المواهب الشابة وإهمال العمل القاعدي على مستوى الفئات الصغرى وعدم وجود ثقافة الرياضة من المستوى العالي. من جهة أخرى قال محمد أوزين الذي حل ضيفا على منتدى وكالة المغرب العربي للأنباء، أمس الثلاثاء «إنه لا وجود لموظفين أشباح بوزارة الشباب والرياضة، وإنما هناك أبطال حازوا ألقابا من أجل البلاد». وأضاف أوزين أنه بالرغم من ذلك «هناك بعض التجاوزات» وأنه «تم اتخاذ الإجراءات الضرورية في حق مرتكبيها». ودعا الوزير إلى وضع حد للجدل الدائر حول شرعية الجامعات الرياضية، معتبرا « أن الأمر بات يتعلق بالمرور إلى التنفيذ والشروع في بناء أسس قوية، واستعادة أمجاد الماضي والظفر بألقاب جديدة إسهاما في تطوير الرياضة الوطنية». وقال الوزير إن اشكالية الرياضة الوطنية ترتبط بشكل وثيق بضعف «قاعدة الممارسين»، موضحا أن هذه القاعدة تظل دون مستوى الامكانيات التي تم تخصيصها لهذا الغرض. وأكد وزير الشباب والرياضة، أن سنة 2013 ستكون سنة الشباب بامتياز، معلنا عن مشاريع «بطاقة الشباب» التي تمنح مجموعة من الامتيازات لهذه الفئة من المجتمع ، والبرنامج الوطني للتشغيل الذاتي لصالح 10 آلاف شاب، وأخيرا مشروع «العطلة للجميع». وحسب وكالة المغرب العربي، قال أوزين في ذات اللقاء إن إلغاء اللجنة الوطنية لمكافحة المنشطات « لا يمكن اعتباره بتاتا تصفية حسابات» وإنما يدخل في إطار إعادة هيكلة شاملة للوزارة.