دعا محمد أوزين، وزير الشباب والرياضة، إلى القطع مع عبارة « مكاينش الحظ» موضحا أن الرياضة أصبحت علما وصناعة مستدلا بالتجربة الإسبانية، ومبرزا في السياق ذاته أننا نعيش سنوات عجاف على مستوى النتائج في جميع الأصناف الرياضية نتيجة تغييب الحكامة وعدم تطبيق توصيات المناظرة الملكية للرياضة بالصخيرات. وشدد أوزين، خلال الملتقى الذي نظمته وكالة المغرب العربي للأنباء صباح أمس الثلاثاء بالرباط تحت عنوان «الرياضة المغربية : هل تواجه أزمة هيكلية؟»، على كون الأمجاد هي بمثابة إنشاء، في وقت قال فيه إن الألقاب تختزل في أرقام وأن المنتخب الوطني لكرة القدم في جعبته لقب واحد هو ما تحتفظ به الذاكرة الكروية ويحتسب كإنجاز. وقال أوزين إنه بعد تعيينه على رأس الوزارة قام بافتحاص عن طريق مكاتب مختصة لدراسة الواقع الرياضي، وهو ما كشف عن وضع كارثي على مستوى التسيير والتدبير المالي والتقني للجامعات مع تسجيل أرقام صادمة عن عدد الممارسين. وأوضح أوزين أنه من الصعب البكاء وتساءل عمن نكذب من خلال الحديث عن أمجاد الماضي، وتابع قائلا:»نتحدث عن قيامنا بمباريات في المستوى وتوفرنا على لاعبين جيدين وبلوغ منتخب 1986 للدور الثاني من نهائيات كأس العالم بمكسيكو 1986 رغم كون الأخير هو نفسه من أقصي من نهائيات كأس أمم افريقيا 1988، لا يجب أن نرفع من السقف لأن التاريخ بدون بالألقاب، صحيح أن هذا الانجاز نعتز به ولا ينبغي تبخيسه لكن الواقع يفرض علينا الحديث عن لقب واحد». وقام أوزين بمقارنة عدد ألقاب المغرب في المسابقة القارية مع منتخبات القارة السمراء وكذا على مستوى الفرق مستدلا بأرقام ومعطيات أكد من خلالها أن المغرب لا يحتل مراكز متقدمة، واستطرد قائلا:» أرقام قاعدة الممارسة صادمة مقارنة مع فرنسا وألمانيا ودول أخرى للأسف هناك فرق شاسع، فضلا عن ضعف البنيات التحتية وضعف التأطير وغياب استراتيجية واضحة في التكوين، وقلة الموارد المالية وعدم انتظامها». وكشف أوزين أنه لم يأت ليقطع الرؤوس ولا للصراع مع أي كان بقدر ما قال إنه يسعى للقيام بالمهمة المنوطة به من خلال اصلاح المنظومة الرياضية، وتابع قائلا: «لسنا متحاملين على جهة معينة ولا نحقد عليها وإنما هناك توجه جديد ومن واكبه فمرحبا به لأن هدفنا هو الدفع بعجلة التنمية الرياضية إلى الأمام لترقى إلى مستوى التطلعات». وأوضح أوزين أنه لن يكون بمقدوره لوحده أن يغير من واقع الأشياء، وزاد قائلا:» لن أستطيع القيام بالتغيير لوحدي، يجب أن نتشبع بفلسفة بناءة وبحس جماعي، هناك إصرار وحنا « ما مفاكينش في حدود القانون». وأكد أوزين أنه قام بانجاز غير مسبوق في تاريخ الرياضة الوطنية من خلال اعادة الشرعية لعدد كبير من الجامعات، وزاد متحدثا: « 85 في المائة من الجامعات أصبحت في وضعية شرعية، والباقي يعيش صراعات، هناك فصيلين ولا نرغب في الدخول حتى لا نكون طرفا في الصراع». وقال أوزين إنه يرتكز في عمله على مضامين الرسالة الملكية في مناظرة الصخيرات بالقدر الذي يستفيد فيه من تجارب بعض الوزراء السابقين، ومضى قائلا:» هناك توجه نحو الاحتراف في جامعة الكرة والمقررات التي تصدرها ساهم في التأخير، نحن ننتظر شروط النجاح، وفي حالة عدم عقدها للجمع العام العادي ستشكل لجنة مؤقتة». وتابع أوزين حديثه بالتأكيد على أنه سهل مأمورية الجامعات من خلال عدم مطالبتها بالنتائج واقتصاره على التشديد على ضرورة رفع قاعدة الممارسين إلى 20 في المائة لأنه يصعب الحديث عن الألقاب في ظل الخصاص وضعف البنيات التحتية «لأنه كلما اتسعت قاعدة الممارسة كلما كانت النتائج ايجابية، يجب تطبيق القانون ومشكلة المنظومة ليست في شخص بعينه وحاليا لن أعد المغاربة بالنتائج لأنني لن أبيعهم الوهم» يؤكد الوزير.