واجهة ثقافية للحفاظ على تاريخ المدينة المقدسة تعتبر المكتبة المتخصصة في الدراسات حول القدس وفلسطين التابعة لوكالة بيت مال القدس واجهة ثقافية للحفاظ على تاريخ المدينة المقدسة وصيانة تراثها الديني والحضاري والحفاظ على الذاكرة الثقافية والحضارية للمدينة المقدسة. وتكمن أهمية هذا الصرح الثقافي في الضرورة الملحة لتعبئة الرصيد الفكري والتاريخي، والمعرفي بصفة عامة، في تعزيز الموقف الفلسطيني وربح معركة الذاكرة التي لا تقل خطورة عن باقي واجهات الكفاح من أجل الحقوق الفلسطينية المشروعة. وحسب وكالة بيت مال القدس، فقدت تمت مضاعفة رصيد المكتبة منذ إطلاقها في 3 أبريل 2012، وذلك مساهمة من الوكالة، في مواجهة مشروع تهويد القدس وطمس ذاكرة المقدسيين، من خلال جمع الكتب والوثائق والمخطوطات وحفظها بشكل يوفر قاعدة مرجعية للمعلومات عن القدس وعن سكانها المرابطين. وتضم الهيئة العلمية للمكتبة التي تجتمع مرة في السنة، أكاديميين مهتمين وأساتذة باحثين متخصصين، من المغرب ومن دول عربية، يعملون على وضع تصورات حول نشاط المكتبة وبرنامج عملها ضمن الرؤية العامة التي تحكم المشروع وتقوم على توفير قاعدة علمية شاملة وقوية للمعلومات الصحيحة حول القدس الشريف وتقديمها للباحثين باستخدام كافة الوسائل المتقدمة بنقل المعلومات والمعارف. وتسعى الوكالة ضمن استراتيجيتها العامة إلى المساهمة في صيانة التراث العالمي الفكري والثقافي والعلمي للقدس الشريف وتحقيقه وتكشيفه وفهرسته وتيسير نشره وتقديمه للباحثين والمهتمين وفق طرق علمية موثوقة وأدوات اتصال سريعة وتقديم أفضل التسهيلات والوسائل المساعدة للمطالعة والدراسة والبحث العلمي. وفي هذا الإطار عمدت الوكالة إلى إنشاء مكتبة رقمية، تؤمن عددا من الخدمات المكملة لما يتوفر في المكتبة الورقية من كتب ووثاق ومنشورات، تم تجهيزها بأحدث التقنيات المتوفرة حاليا في السوق ومنها النظام الإلكتروني للحوسبة الذي يتماشى مع التكنولوجيا الخاصة بعالم المكتبات و يمكن للزائر أو الباحث من الاختيار بين تصفح فهرس المكتبة الورقية أو الولوج إلى المكتبة الرقمية للاطلاع على المواد المعروضة إلكترونيا. وتفيد معطيات وكالة بيت مال القدي أن مصادر المكتبة تتوزع بين علوم التاريخ والأديان والأوقاف والمقدسات وبين علم الخرائط واللوحات والجغرافيا والمجلات والجرائد والدوريات والقواميس والمعاجم والموسوعات، يتم جمعها وتوريدها بمنهجية حديثة تقوم على رصد كل ما ينشر حول القدس الشريف واقتناء نسخ منه وفهرسته وتكشيفه، إلى جانب اقتناء الكتب والمراجع والدوريات والوسائط الإعلامية وقواعد البيانات المعرفية وتبادل الخبرات والتعاون مع كبرى المكتبات والمراكز المتخصصة في هذا الشأن. وتضم رفوف المكتبة حاليا 2554 كتابا من بينها 2083 كتابا باللغة العربية و298 بالفرنسية و105 بالانجليزية. كما تضم 625 دورية منها 339 دورية بالعربية و 105 بالفرنسية و 181 بالانجليزية، فضلا عن خرائط ومواد سمعية بصرية وكتب إلكترونية وسجلات المحاكم الشرعية في القدس.