أشجار الخروب ثروة غابوية تساهم في التنمية المحلية من خلال مشاريع مع الساكنة المجاورة تشكل أشجار الخروب بجهة تادلة أزيلال ثروة غابوية يتعين حمايتها وتثمين منتوجها لكي تضطلع بدور فعال وحيوي في النسيج الاقتصادي المحلي من خلال توفير دخل مهم وقار للساكنة المحلية المستعملة للمجال الغابوي. ويساهم منتوج الخروب في التنمية الاقتصادية المحلية من خلال إنجاز مشاريع تنموية في إطار شراكة مع الساكنة المجاورة للغابة والتي تهدف إلى تحسين الدخل وتشجيع المتعاونين على الانخراط في تدبير المجال الغابوي، وكسب ثقة ذوي الحقوق بالإضافة إلى المحافظة على التوازنات البيئية والايكولوجية للمنطقة. وتقدر المساحة الإجمالية لسلسلة الخروب، حسب معطيات المديرية الجهوية للمياه والغابات ومحاربة التصحر لتادلة أزيلال، ب 150 ألف هكتار على مستوى الجهة منها 60 بالمائة بالملك الغابوي، موزعة على طول الدير والهضبة الوسطى، حيث تمثل المساحة المنتجة حوالي 30 في المائة من المساحة العامة وذلك راجع لوجود نسبة عالية من الأشجار الذكورية العقيمة (70 إلى 75 في المائة). ويناهز معدل الإنتاج الجهوي السنوي من الخروب، حسب المصادر ذاتها 4.000 طن أي ما يقارب 15 في المائة من الإنتاج الوطني، منها ألف طن يستخرج من الملك الغابوي، و3.000 طن من أراضي الخواص. وتعد شجرة الخروب من القرنيات ويصل علوها إلى 10 أمتار وعمرها يتجاوز 100 سنة وتتأقلم مع المناخ الجاف والشبه الجاف وموطنها الطبيعي هو حوض البحر الأبيض المتوسط، وتنتج 80 بالمائة من أشجار الخروب قرونا ابتداء من السنة الرابعة وترتفع مردوديتها مع السن، وتعتبر العوامل الوراثية والبيئية من أهم عوامل المردودية، ويتراوح إنتاج الأشجار ما بين 2 وألف كيلوغرام أي بمعدل يناهز 275 كيلوغرام للشجرة. وأكد المدير الجهوي للمياه والغابات ومحاربة التصحر بجهة تادلة أزيلال، مصطفى بعريز، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن استراتيجية المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر ترتكز في تنمية زراعة الخروب على تحسيس الساكنة القروية المعنية بهذه الزراعة ذات حق الانتفاع من الملك الغابوي على التنظيم في إطار تعاونيات من أجل النهوض بهذه الشجرة والتثمين العقلاني لمنتوجها. وأشار إلى أن المديرية الجهوية للمياه والغابات ومحاربة التصحر تعمل على الدفع بإنشاء التعاونيات بتأطير منها وتشجيع من مكتب التعاون عبر تنظيم جغرافي للجماعات القروية كمقاربة مجالية، بالإضافة إلى ضم ذوي الحقوق والمتدخلين قصد الاستفادة من تجربتهم. وأبرز أن المديرية الجهوية قامت بدراسة سلسة الخروب بالمجال الغابوي والمجال الخاص على مساحة تقارب 80 ألف هكتار بإقليم بني ملال تم من خلالها تحديد مناطق الإنتاج ومستوى تنظيم التدخلات في مجال الخروب، والتحليل الاقتصادي والمالي من أجل تنمية السلسلة، كما تم القيام بمجموعة من الدراسات والأبحاث بشراكة وتنسيق مع كل من قسم البحث العلمي وجامعة مولاي سليمان ببني ملال في مجالي الدراسة التقنية والعلمية لشجرة الخروب والدراسة الايكولوجية لمختلف الأصناف بجهة تادلة أزيلال. ولتحقيق برامج تنموية محلية، تقوم المديرية الجهوية للمياه والغابات ومحاربة التصحر لتادلة أزيلال بتحسيس الجماعات القروية من أجل تفعيل المقاربة التشاركية، حيث تم في هذا الصدد إبرام تسع اتفاقيات شراكة مع تعاونيات تلتزم من خلالها هذه الأخيرة بأعمال التشجير والتطعيم للأشجار غير المنتجة، وبالتالي المشاركة في إنجاز برامج للتنمية المحلية عبر بناء مشاريع ترتكز على تثمين المنتوجات الغابوية والقيام بأنشطة تهدف إلى حماية الثروات الغابوية. ومن الإكراهات التي تواجه السلسلة نسبة أشجار الذكور التي تفوق 75 في المائة في حين لا تتعدى نسبة الأشجار المنتجة 25 في المائة، علاوة على إكراهات تقنية تحد من تطوير مستوى الإنتاج حيث أن الدورة البيولوجية لشجرة الخروب لا تشبه دورة الأشجار المتوسطية، كما أن التطعيم بالبرعم لا يزال الوسيلة المتداولة حاليا لتكاثر شجرة الخروب، بالإضافة إلى إشكالية إحداث أكثر من تعاونية داخل نفس الجماعة، وعراقيل تتعلق بالتسيير الداخلي للتعاونيات وضعف المستوى التكويني للمنخرطين والتمويل وإشكالية الترخيص للخواص. ولهذه الأسباب يولي مخطط المغرب الأخضر أهمية كبرى لتنمية قطاع الخروب بجهة تادلة أزيلال، من خلال تمويل ستة مشاريع تهدف إلى تطعيم 60 ألف شجرة خروب غير منتجة، والرفع من مساحة الخروب بحوالي 70 بالمائة لتصل إلى 26 ألف و500 هكتار، والرفع من الإنتاج ليصل إلى 24 ألف و600 طن سنويا، وذلك في أفق سنة 2020 وكذا إنشاء وحدة تحويلية لتثمين منتوج الخروب.